منذ طفولتنا ونحن ابناء الريف نعيش بين مصطلحات لغويه تسمى العامية تختلف من منطقة الى أخرى وبين مصطلحات تسمى بمفردات اللغة النحوية التي درسناها وتعلمناها في المدارس منذ دخولنا الى الصفوف الاولى في المدرسة… اما المصطلحات العامية فهي ما تعلمناها من عوائلنا ومجتمعاتنا القروية التي كنا نعيش فيها وما زالت عالقة بأذهاننا لأننا نرددها في كل يوم وفي كل محفل اجتماعي او تجمع عام وهي تختلف عما نقوله في الاماكن الرسمية والتجمعات الثقافية لأنها تتطلب منا ان نتكلم بلغه النحو حتى لا نقع في اخطاء اللغة العربية وهذا سببه العيش في مجتمعات مختلفة بلهجاتها العامة فمجتمع المدينة يتكلم بلهجه مختلفة عن المجتمع القروي فتجد حرف الجيم او حرف الكاف الفارسية يأخذان مكان حرف القاف او الكاف احيانا في الكثير من المصطلحات مثل
(( جرية…جريب…جدر… أگلك..الگوة…إچهفه. دچه…گرابه… الگنص..العگار… الگرافه..طرگ.. والخ ))
وتجد الجيم والكاف الفارسية وبعض المصطلحات من اللغة التركية بمختلف مفرداتها حاضرة معنا والتي تختلف بمنطقها عما نقوله في مناهج النحو مثل
چفچير…چمچه…چرچف…..چربايه….چايخانه…جاده…..والخوها نحن قد بلغنا العقد السادس من العمر ونرى ابنائنا واحفادنا يتكلمون بنفس لهجتنا العامية مثل ما وجدنا ابائنا واجدادنا عليه فهل هذه المصطلحات جاءت من مفهوم الفطرة الربانية ام انها بقايا لحضارات سابقة مع العلم انها اصبحت مصطلحات ثابته موجوده يعيشها ابناء الارياف كافه ولكل ريف لهجه ومصطلحات لغويه خاصه به وتعود ربما هذه المصطلحات واللهجات الى التأثر بحضارات اخرى عاشتها البلاد من خلال حضارات الاقوام التي مرت بها وفي المقابل ما زال هناك قسم من المجتمعات الذين يتكلمون اللغة العربية والذين اصبحوا اليوم جزء من دول اخرى مثل تركيا او ايران وهم يتكلمون اللهجة العامية ولكن بصوره قديمة جدا وربما اغلب ابنائنا لا يفهمها اليوم وقد تذكرت وانا اكتب هذه المقالة احد المواقف عندما التقيت بأحد سواق النقل داخل تركيا في احدى الرحلات وهو من مدينة اورفه..قضاء حران وهذه المناطق مازال يسكنها العرب وما زالت لهجاتهم العربية ومصطلحاتهم القديمة دارجة لحد الآن واعجبني بكلمة قالها لي انا لا اقبل ان ادخل ((بزلعومي)) شيء حرام ويقصد بالزلعوم… البلعوم.. وفهمت تأثرهم بمصطلحات لهجتنا العامية..
نعم ان لغتنا العربية جميلة جدا ولكننا مازلنا نحتفظ بمصطلحاتنا العامية في القرى والارياف ونعتبرها جزء من تراثنا الريفي والدليل عندما نقوم بكتابة قصيدة من الشعر النبطي تجد اغلب كلماتها من تلك المصطلحات العامية الدارجة……