22 ديسمبر، 2024 10:28 ص

اللقاء الرياضي العراقي الكويتي بروح غير رياضية وبنكهة الماضي المؤلم…

اللقاء الرياضي العراقي الكويتي بروح غير رياضية وبنكهة الماضي المؤلم…

مازالت شعوبنا العربية تعاني من انعكاسات الانظمة السياسية التي حكمت الشعوب بطريقة العنجهية والاستبداد.. ولقد انعكست هذه التصرفات على واقع الشعوب ومازالت تدفع ثمن لتلك التصرفات الطائشة ومازالت البغضاء والاحقاد تعيش في وسط واقعنا العربي وهذا ما نلاحظ ظهوره من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واجهزة الاعلام عند اي لقاء بين الشعوب في أي مناسبة عامة سواء كانت مهرجان ثقافي او مهرجان رياضي…
لقد جرت قبل يومين مباراة لكرة القدم بين الاشقاء من الفريق الكروي العراقي والفريق الكروي الكويتي ولاحظنا ان الموضوع قد أخذ ابعاد ربما منطقها سياسي ولهجتها طائفية وكأن ساحة كرة القدم قد اصبحت ساحة تصفيات لأمور سياسية صنعتها الانظمة السياسية بعيدا عن ارادة ورغبات الشعوب….
ورغم ان البلدين الشقيقين يعيشون وفق تفاهم وسياسة دولية وكذلك وفق احكام صفة الجوار ومازال كبار القوم من العقلاء فيها يبدون بتصريحات ايجابية دوما بعيدا عن التشنج والخطاب الطائفي الا ان بعض المجاميع والاشخاص مازالوا يعزفون على اوتار وجراح الماضي وكأَن الامور قد حصلت بإرادة شعبية..او استفتاء شعبي من قبل حكومة احد الاطراف ..
ان الرياضة في كل دول العالم غايتها الترفيه عن النفس وتقبل واقع الفوز والخسارة بروح رياضية وبدون اثارة اي حساسية للأطراف الاخرى…..
ان الشعوب العربية مطالبة اليوم بان تكون اكثر وعياً وادراكاً واكثر ثقافةً لمفهوم بناء الدولة ويجب على الجميع ان يبتعد عن النظرة المؤلمة لأحداث الماضي وان يؤمن بروح المواطنة الصحيحة على اعتبار اننا نعيش في وطن كبير يتكون من عدة دول يحكمها قوانين مختلفة بعض الشيء ولكنها ذات مغزى ومعنى واحد…
ان المواطن العربي يجب ان يدرك جيدا ان الخلافات التي حدثت بين الدول العربية سببها سياسة الحكام الخاطئة وليس للشعوب اي ذنب بذلك…
لقد اثبتت الشعوب العربية ان نهج الاخوة نابع من طيبة القلوب ولابد للجميع من نسيان الماضي المؤلم الذي حاول تمزيق نسيج الشارع العربي….
لقد لاحظنا بعض الحالات الاستفزازية صادرة من افواه اشخاص لا يعرفون معنى وحدة الوطن العربي ويحاولون دوماً اثارة النعرات الطائفية من خلال مباراة كرة القدم بين دولتين عربيتين يربطهما روابط مشتركة كثيرة اولها طيبة قلوب سكانها والتسامح الذي يحملونه في عقولهم وكرم الضيافة عند اللقاء بينهم بعيدا عن مفهوم حواجز الحدود والمسميات المصطنعة…..
ان المطلوب اليوم من الشعبين العراقي والكويتي ومن كل الشعوب العربية المتخاصمة فيما بينها هو استغلال هكذا مناسبات جماهيرية عامة لتصحيح المسار واعادة العلاقات بين الاخوة من خلال القيام بواجب الضيافة والترحاب بوجوه مبتسمه عند زيارة بعضهم البعض وكسر كل الحواجز التي وَلدتها الحروب بين ابناء الوطن العربي الكبير وذلك لزرع الطمأنينة واعادة الثقة بين تلك الشعوب وعدم السماح لأصحاب النفوس الضعيفة التصيد في الماء العكر من خلال تأجيج المواقف واستغلالها من باب زرع الفتنة والاشاعات لتشويه سمعة الدولة الاخرى……