أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
حافظ إبراهيم
اللغة العربية اعتمدت كإحدى لغات منظمه الأمم المتحدة الست.
محمد يوسف الطبيب الأتي من الخرطوم أسس عيادته الخاصة به هنا ووصلت إجادته لصنعته الأسماع , دعى طارئ صحي احد أفراد العائلة يوما لزيارته فكان حديثا ذي شجون أود مشاركتكم به.
انفرجت أسارير الرجل لما علم منبتنا, ترك الداء والدواء وبدا مأخوذا بوصف حضارة ما بين النهرين. الرجل كان محملا بخزين من المعلومات لا يستهان به عن التاريخ السياسي والثورات والغزوات والتطور العلمي و الثقافي للبلد أثار استغرابنا وكأنه ولد هناك.
سألته :
هل زرت عاصمة السلام ؟
قال : نعم مرة واحدة
استرسل قائلا انتم أهل العراق أهل علم وأدب تتكلمون بكياسة وبحديث اقرب للشعر تطعمونه بشذرات محببة للقلب مثل( عيني) (كلبي) (ادلل ) و(اغاتي) التي أود أن اعرف معناها.
استنجدت بالذي معي فأوفى له حقها في التمحيص واصل الكلمة وفصلها.
مدخلي من هذه المقدمة ما ألاحظه على مقدمي بعض ,أقول بعض, البرامج (لان هناك برامج يشار لها بالبنان من التزامها المطلق بلغه الضاد ) بعض البرامج الحوارية وبرامج المنوعات والمسابقات بالانحياز التام للغة العامية و بمفردات وألفاظ صعبه وقاسيه على أذن المتلقي وخاصة النشء الذي هو الأمل في بناء الوطن من جديد و الذي كان محروما لعقود من التواصل مع العالم الخارجي ,نتيجة لأسباب نحن نعرفها, يفصله بون شاسع عن التطور الرهيب الذي شمل العالم بكل مناحي الحياة وخاصة التطور المطرد للثورة التكنولوجية نهايات القرن الماضي. والشيء بالشيء يذكر ,حيث يحضرني الآن ما كتبه باحث غربي معني بشؤون الثقافة وشجونها ما معناه أن العالم العربي متأخر عن اسبانيا ,البلد الأوربي على سبيل المثال لا الحصر, ألف عام في القراءة والمطالعة فكيف بنا وقد سحقت آلة الحرب بلدنا لسنين ولحقها الحصار المجحف الذي حرم أجيال من اللحاق بركب التطور, إلا اللهم الذي ضرب عصا الترحال لدول المنافي واستفاد من تجاربها ما شكل دعامة حقيقية لتوقده الفكري والثقافي.
لهجتنا العامية محببة للقلب ودافئة ولكن هذا لا يشفع لها أن تكون سفيرنا للعالم من خلال فضائياتنا ومن خلال اخطر جهاز وهو التلفزيون الذي يشاركنا نحن الآباء بتربيه أبنائنا بما يبثه من برامج تؤثر في تطلعاتهم نحو مستقبلهم وبناء شخصيتهم.
الأحرى بالعاملين في هذا الجهاز الخطير مراعاة الدقة في اختيار السلاسة والبلاغة في المادة المعروضة وان تعمم الفصحى في كل برامجها فنحن أهل الحرف الأول ونحن الذين قالوا بلغتنا ” اللسان العربي شعار الإسلام وأهله” , ونحن الذي طلع من ظهرانينا مصطفى جواد صاحب “قل ولا تقل” وعلى جواد الطاهر وعناد غزوان , والقائمة تطول وتطول, كما إن هذه الفضائيات تبث للعالم أجمع والأحرى بنا أن نحافظ على لغتنا ونحميها من الضياع أمام الأمم بالابتعاد عن لحن القول والكلام المستهجن ولا نسيء لها البتة انظروا لأمير الشعراء احمد شوقي كيف يتغزل بها :
أن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
ولا ننسى أنها لغة كتاب الله المنزل على نبيه الذي كانت أمته خير أمة أخرجت للناس كما أنها لغة أهل الجنة جعلنا الله نحن وانتم من وارديها.