22 ديسمبر، 2024 7:44 م

اللعب على اوتار الطائفية

اللعب على اوتار الطائفية

مع كل موعد من اقتراب الانتخابات سواء كانت برلمانية أم مجالس المحافظات نرى ونسمع من الحكومة اللعب على الحس الطائفي المقيت.
والذي من خلالها وصلت الى السلطة فقد أصبح السلاح الوحيد بيد الدولة بعد ان جردت هذا البلد من وصول الكفاءات الى المناصب التي يستحقونها وبعد ان فشلت الحكومة فشلا ذريعا لوضع حد لمعاناة أبناء الشعب العراقي بتوفير الخدمات بكافة مرافق الحياة وأصبح عدد البطالة في العراق لا يقدر بعدد.
لقد شهدت الفترة الأخيرة قيام بعض السياسيين التكلم بنهج طائفي خصوصا بعد المظاهرات الأخيرة التي شهدتها المناطق الغربية وعلى الرغم من ان المظاهرات لم تخل من بعض الشعارات الطائفية الا ان كثيراً منها كان واقعياً ومشروعاً وبعيدا عن الطائفية لكن الحكومة حرصت حرصا شديدا ان تؤول تلك المظاهرات بالطائفية وكأن البلاد عبارة عن فريقين متناحرين.
والسبب من تضخيم الأمور أصبح واضحا جدا هو من اجل كسب ود الناس من خلال تصوير الأمور بأنهم مدافعون عن المذهب وممثلون عنها وكأنهم لا يدركون بان الحرب الطائفية ان وقعت لا سامح الله فانها تأكل الأخضر واليابس.
فعليهم ان يعوا وان يتعلموا من تاريخ بعض الدول التي حدثت بها هكذا أزمات طائفية، ويذكرنا موسى الصدر رحمه الله عندما سئل عن الطائفية فقال في حينها الطائفية تعني ان تتخذ جدارا نعزل أنفسنا عن الآخرين ونجزئ مجتمعنا الى أجزاء .
فالعراق اليوم يحتاج لحكماء وليست المهاترات الطائفية وتأجيج الصراعات خصوصا بعد ان وجهوا نداءات للمحافظات بان تقوم بمظاهرات بالمثل بالرد على تلك المظاهرات وترفع شعارات لتمجيد رئيس الحكومة وترد على مطالب المنطقة الغربية.
فإن من الحكمة الاستماع لمطالب المتظاهرين والوقوف عندها لا ان يدير ظهره لتلك المطالب وتركها.
وليس الحل ان تقابل المظاهرة بمظاهرة أخرى تقوم بالرد عليها واشغال الناس بأمور لا فائدة منها لكي ينسى المواطن اخفاق الحكومة بشتى المجالات ولم تقف الحكومة عند ذلك الحد.
بل تقوم ببث الدعايات والاشاعات بان اسقاط رئيس الحكومة الحالي يعني سقوط المذهب وتمزيقه وكأن المذهب يقف على شخص واحد ولا يحتوي على رجال آخرين.
فعلى الناس ان تدرك ان العراق لن يعود الى الوراء وليس باستطاعة الأقلية ان تحكم الأكثرية مادام هنالك انتخابات برلمانية وان المذهب والطائفة لا تقف على شخص معين فالعراق معطاء بكل شيء ويحتوي بطياته كثيراً من الرجال الكفؤين القادرين على قيادة
البلاد. وان كل تلك الزوبعة التي تقوم بها الحكومة هو من اجل البقاء مدة أطول في الحكم من خلال اللعب على الوتر الطائفي المقيت