لم يدر بخلد النظام الايراني بأن الضجة التي إختلقها في العراق من خلال عملائه ومرتزقته هناك بخصوص المطالبة بإخراج القوات الاجنبية ستنقلب عليه وبالا حيث سترتفع الاصوات لتطالب بإخراج القوات الايرانية صاحبة الدور المشبوه في البلاد، وإن هذا النظام وجريا على عادته المعروفة في ممارسة کافة أنواع الکذب والخداع والتمويه من أجل ضمان نجاح مخططاته ودسائسه المشبوهة، فقد خرج بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ليعلن بأن المستشارين الايرانيين الذين کانوا في العراق بطلب من الحکومة العراقية، قد تم إخراجهم من العراق بعد أن تمت هزيمة داعش وإنهم سيعودون متى ماطلبت الحکومة العراقية ذلك منهم!
تصريح قاسمي هذا يذکرنا بالاصوات التي إرتفعت في عهد حيدر العبادي ضد الدور والتواجد المشبوه وغير العادي للإرهابي قاسم سليماني، فجاء التأکيد”الهزيل والسخيف” من جانب حکومة العبادي ليعلن بأن الارهابي سليماني يعمل کمستشار لدى الحکومة العراقية! وقطعا کما کان هذا التأکيد کاذبا من ألفه الى يائه فإن ماأعلنه قاسمي بخصوص سحب المستشارين هو بنفس السياق، والهدف الذي يبتغيه النظام الايراني من وراء ذلك، هو الإيحاء بأنه لم تبقى أية قوات تابعة له في العراق، کي يتم التفرغ لإخراج القوات الامريکية والاجنبية الاخرى في التحالف الدولي المتواجدة في العراق.
نظام الکذب والخديعة في طهران يسعى لتکرار سيناريو عهد أوباما في عام 2011، عندما تم سحب القوات الامريکية ليملأ الحرس الثوري وبشکل خاص قوة القدس الارهابية ذلك الفراغ، وحتى لو فرضنا جدلا بأن بهرام قاسمي قد کان صادقا وإن المستشارين الايرانيين(وهو مصطلح تمويهي مخادع للتغطية على التواجد الجرار للنظام الايراني في العراق)، قد تم سحبهم بطلب من الحکومة العراقية، فإن هذه الحکومة التي هي آلة بأيديهم ستطالب بعودتهم متى فرغ الجو لهم!
ماقد أعلن عنه بوق الکذب في الخارجية الايرانية بشأن إخراج ماسماه بالمستشارين الايرانيين في العراق، ليس إلا لعبة خبيثة أخرى للنظام الايراني يستهدف من ورائه إظهار نفسه کنظام يحترم سيادة العراق ولايتدخل في شٶونه في حين إن نواياه مکشوفة ومفضوحة وليس هناك من يصدق بهذا الزعم بل وإن المطالبة بإخراج القوات الاجنبية لابد أن تتم وفق قرار شامل لايستثني النظام الايراني المخادع منه خصوصا وإنه يبذل مساعيه الخبيثة منذ الان من أجل الالتفاف على أي قرار قد يصدر بهذا الشأن، علما بأن الضجة من أساسها مشبوهة لأنها وبالاضافة لکونها بإيعاز من النظام الايراني فإن المطالبين بها هم عملاء وأتباع له وکل مايصدر عن هٶلاء هو إنعکاس لإرادة ذلك النظام المکروه!