البعض يقول، انها لعبة خطرة مهما بلغت مهارة اللاعبين فيها، ومهما حاولوا التحكم بمداها وتفاصيل شروطها، وانها بطبيعتها لا بد ان تلسع بنيرانها اصابع هؤلاء اللاعبين.
والبعض الآخر يقول، انها ممارسة السياسية بحذاقة وجرأة في مواجهة الكبار والصغار، لأن مرحلة البندقية لم تكن اساساً الا لتتلوها مرحلة قطف الثمار ولو من خلال الحوار، فلم لا نتحرك طالما ليست لدينا عقد تجاه احد، ولا مانع لدينا من محاورة احد؟
هذا الكلام، بشقيه يختلف حوله وحول منطلقاته والنتائج المترتبة عليه الكثيرون، ولكل منطقه ورأيه، ويضيق امامه الخلاف ويتسع، ويمتزج الموقف ازاءه في كثير من الاحيان بالمبدئية وبالمشاعر الانسانية معاً.
فأمام موجات التصفية وامام الاصرار على طمس هوية الانسان العراقي العربي واجتثاث معاناته… وحتى تحت لافتات التظاهرات والاعتصامات… وصل الكثيرون الى حد القول:
كفى، وليوضع حد لكل هذا العذاب..
ولكن: بأي وسيلة؟
وماذا عن الحقوق؟
وحق الابناء في المستقبل؟
ومن يضمن ان حذاقة السياسة وجرأتها ستوصلان الى الهدف؟
وماذا يعني السعي لبعض الحقوق غير ترك البعض الآخر؟
كلام بديهي وساذج ومكرر حد الملل، لكن لا بد من قوله، فاللعبة وصلت حد الخطر، وبدأت تلامس حد الخيط المشتعل احمراراً وليس في جعبتنا- الان على الاقل – غير التخوف حتى لو اقرينا بحذاقة من يمارسونها والمصاعب التي يواجهون.
[email protected]