9 أبريل، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

اللعبة إقتصادية لا عسكرية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإقتراب مما يجري في منطقة الخليج يبدو كجزء جبل الثلج الظاهر للعيان , فما فوق الطاولة قليل وما تحتها كبير وعظيم , والنظر للموضوع من زاوية سلوكية بحتة , يشير بحذر إلى أنه صراع إقتصادي يكنز أهدافا خفية , ويحاول إلهاء القوى المستهدفة بما يبعد أنظارها عن الهدف الحقيقي , ولكي يجفف عروقها.
فالتطورات ربما لن تأخذ المنطقة إلى حرب عسكرية واسعة بل قد تكون ضيقة ومركزة , فالصراعات إقتصادية وستصيب المنطقة بمقتل , ذلك أن الدول النفطية ستتأثر قدراتها الإنتاجية والتسويقية , وستكسد بضاعتها لظهور مصادر أقوى للنفط في الدول الكبرى وطرق آمنة لنقله , وستصاب بأزمات إقتصادية خانقة وحارقة , لأنها سوف لن تتمكن من بيع نفطها كما كانت , فالممرات المائية صارت خطرة وتستدعي تأمينات باهضة , والدول التي كانت مصدرة أساسية للنفط ستتراجع وتكون برتبة أقل , وتحت حصارات أشد , مما يعني أن إقتصاد الدول النفطية في المنطقة سيتدهور بسرعة , مما يستدعي أن تكون مُلكا لقوى غيرها لكي تبقى , وبهذا تتحول المنطلقة إلى محميات على مدى القرن الحادي والعشرين.

وستساهم القوى الإقليمية الأخرى في تأكيد هذه الأهداف عندما تضمن سلامة مصالحها وديمومة دورها وهيمنتها , كل وفقا لمنطلقاته وبرامجه العقائدية التي تكون الخسارة الكبرى فيها للعرب والمسلمين.

والعلة القاهرة أن الدول النفطية تعتمد على مفترسيها لحمايتها وتأمين حياتها , ولهذا فهي بلا قدرة على تفعيل إرادتها والنظر لمصالحها وحاضرها ومستقبلها , وكأنها تتصرف كالرهينة التي تستجدي من ممتهنها أن يجود عليها ببعض الأمان.

وهذه الدول لا خيار عندها إلا بالتفاعل الإيجابي مع بعضها وجيرانها , وتتحرر من الإنفعالات والمشاعر السلبية , وتمتلك القيادات الجريئة القادرة على إنجاز المشاريع الوطنية والإقليمة , ولا تستكين لما فيها من تصورات عدوانية وتطلعات إنتقامية.

فالواضح أن الدول النفطية قد تم شقها وتمزيقها , وإذكاء روح العداوة والصراع بينها , وتأجيج ذلك السلوك بأجندات مذهبية طائفية شديدة العماء.

وإذا بقيت هذه الدول نزيلة أوهامها وإنحرافات رؤاها وتصديقها للآخرين وإعتمادها عليهم , فأنها ستسعى إلى حتفها بإرادتها وخيارها السقيم , وأول خطوة عليها أن تقوم بها أن توقف حرب اليمن , وتعيد النظر بعلاقاتها مع بعضها , وجيرانها , وتقيم إتحادات إقليمية تحافظ على أمن المنطقة وسلامتها , بدلا من سلوك العدوانية الخسراني الذي يستنزف طاقاتها وقدراتها بأنواعها.

فهل ستتمكن قيادات دول المنطقة من التفاعل الإيجابي المعاصر , والإرتقاء بروحها وسلوكها إلى مستوى الدول الأوربية , التي أوجدت إتحادها رغم ويلاتها الجسام؟

إنه تساؤل في وقت حرج يستدعي الجرأة والجسارة والحكمة والحلم وبُعد النظر!!

وهل ستستفيق هذه الدول من غفلة العدم؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب