23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

اللطيفية العراقية والقصير السورية

اللطيفية العراقية والقصير السورية

برزت منطقة اللطيفية في الاعوام : 2003، و2004 ، و2005 كأخطر مناطق حزام بغداد الجنوبي ،اذ شهدت اكثر واعنف عمليات التهجير الطائفي والقتل على الهوية في داخل المدينة فضلا عن اعتراض المسافرين من بغداد  والمحافظات الاخرى وخطفهم وذبحهم بحيث وصل الامر الى قطع رؤوس الجنائز المتوجهة الى مقبرة النجف وادي السلام !.
توقفت حدة تلك العمليات الارهابية في الاعوام اللاحقة نتيجة دخول قوات الجيش وتطهير المنطقة من العصابات الدخيلة، ثم تشكيل قوات صحوة من اهلها وعقد  مواثيق شرف ومؤتمرات عشائرية للمصالحة فيها.
ونتيجة موقع اللطيفية وانفتاحها على مناطق صحراوية تمتد الى الفلوجة من جانب ،واتصالها بالاسكندرية يجعلها هدفا سهلا للاختراق من قبل العصابات الارهابية واتخاذها ملاذا آمنا لهم – خاصة بوجود حواضن لهم فيها – كما يوفر لهم هذا الموقع سهولة الفرار واللجوء الى الاسكندرية او اليوسفية او حتى الى الفلوجة في حالة المداهمة من قبل القوات المسلحة،وربما حفروا انفاقا لهذا الغرض على شاكلة الانفاق التي شاهدناها في مدينة القصير والمدن السورية الاخرى وهذا ما يتوجب اخذه بالحسبان من قبل القيادات العسكرية خاصة وان هذه المدينة ذات الموقع الخطر قد رفعت عنها الرقابة منذ اكثر من ست سنوات ، مع التذكير بان سنتين كانت كافية لشق انفاق نظامية ومجهزة بالماء والكهرباء تمتد لعشرات الكيلومترات في مدينة القصير وحلب وحمص وغيرها.
كان المفروض بالقيادات العسكرية العليا ان تأخذ في الحسبان خصوصيات وموقع وطوبوغرافية هذه المدينة واشباهها فتنصب ابراجا وتقيم قواعد ثابتة على مداخلها ومخارجها وتسير دوريات دائمة وتكثف الجهد الاستخباري داخلها ،وكان الاولى بلجان البرلمان والتي تختص بشؤون المصالحة والعشائر ان تكثف تواصلها مع اهالي هذه المناطق وتقيم ندوات التوعية التي تعزز الاخوة العراقية الصادقة وتقدم الدعم المناسب لكل مشروع يخدم ابناء المنطقة والعمل على ايجاد فرص عمل لشبابها قبل ان يقعوا في شباك الارهاب ومغرياته، كذلك دعم القطاع الزراعي فيها واستثماره في صناعة وطنية في نفس المنطقة لتحقيق اكثر من هدف وامتصاص البطالة ورفع المستوى المعاشي .
عودة القتل والتهجير الطائفي في اللطيفية  – بهذه الكثافة التي بلغت تصفية عدة عوائل وحرقها في منازلها وتهجير المئات – مؤشر خطر وجرس انذار يضع الحكومة والبرلمان امام مسؤولية كبرى للتدخل السريع والرد الصارم والاّ فان الحال مرشحة للتفاقم وربما التكرار في مناطق مجاورة ومشابهة مثل : 
الاسكندرية ،واليوسفية ،والمحمودية… لتتحول كل واحدة منهن الى قصير عراقية لا قدر الله.