وتسمى كليبتوقراطية.
الدول القوية تحقق إستعمارا مباشرا وخفيا للدول المستهدفة بتولية اللصوص عليها , كما حصل لبعض دول الأمة , التي جلبوا إليها اللصوص من كل حدب وصوب وزينوهم إعلاميا , وأوهموا المجتمعات بأنهم رموز الديمقراطية والحرية , وقامات وطنية لا تضاهى , فعاثوا فسادا ونهبا بالبلاد , وسبيا وعدوانا وحرمانا بالعباد , وأسيادهم في غاية السعادة والإمتنان , لأن أهدافهم العلنية والخفية تتحقق بسهولة , وبجهود اللصوص المنصبين على الشعب المقهور نفسيا وفكريا وروحيا , والمعتقل في أقبية الحرمان من حقوق الإنسان.
فالديمقراطية أحد اللافتات اللازمة لتأمين إستعمار المجتمعات التي ما عرفتها , ومضت تحت وطأة أنظمة أهانت نفسها وشعوبها , وإنحدرت إلى مصير مهين.
إذ يتم إستخدام الأنظمة المتعنتة المغفلة المتوهمة بالقوة , والمشحونة بالعواطف والمشاعر السلبية والشكوك العدوانية , التي تُذهب عنها الحكمة ورجاحة الرؤية والتفكير , لتأهيل الشعوب بالقبول بالمرير.
فتتفاعل معها وفقا لآليات تفاعل القطة مع الفأرة , حتى تنهار قواها وتتجمد من شدة الخوف , ثم تنقض عليها وتلتهمها بشراسة.
ومن المروع أن تصبح بعض مجتمعات الأمة ضحية لأساليب الإستعمار , بجهود أبنائها المتسلطين عليها بموجب تأمين مصالح أسيادهم , والجالبين لهم من قيعان الحضيض.
وبهذا فأن البلدان المبتلاة بهم لن تتقدم , ولن تكون ذات إرادة وطنية , لأن اللصوص همهم النهب والسلب , وما عدا ذلك يُحسب عدوانا عليهم , فالبلاد في عرفهم غنيمتهم التي عليهم أن يمتصونها ويتقاسمونها , ويودعون ما ينهبونه منها في بنوك أسيادهم.
ومن الغفلة والسذاجة المطالبة ببناء دولة وسيادة وطن , والمتسلطون من اللصوص المحترفين والمؤزرين بقدرات الوحوش المفترسة , المتطلعة لمزيد من الإلتهام الشرس الفظيع.
فهل ستتحرر من اللصوص مجتمعات بويلاتها الحرمانية تغوص؟!!
د-صادق السامرائي