23 ديسمبر، 2024 6:56 ص

اللجنة الاولمبية العراقية وتسويف القرارات

اللجنة الاولمبية العراقية وتسويف القرارات

لا يخفى على الكثير من المنصفين ان الرياضة العراقية تسير في طريق متعرج واوضاع متدهورة ونتائج سلبية بازدياد مظطرد، وهذا ربما يعود لجملة اسباب اهمها التخطيط السيء او المفقود من قبل المختصين، سواء في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية او في وزارة الشباب والرياضة، الامر الذي يحتم على الجميع اعادة النظر بالاشخاص الذين يتحكمون بمسيرة الرياضة العراقية تبيان الاسباب التي ادت الى هذا التراجع الماسوف عليه.
لقد ابتلي المجتمع الرياضي العراقي بمسؤولين قادوا الحركة الرياضية بالرغم من كونهم رياضيين سابقين او ممن امتهن الرياضة في سنين سابقة الى انه بكل تاكيد بان فشله وعدم قدرته على ادارة الامور بالشكل الذي يجعل من العراق بلدا يشغل مكانته الحقيقية بين دول العالم التي كانت قبيل بضعة سنين تتمنى ان تصل لعشر معشار المكانة الرياضية للعراق بين العالم، والادلة والشواهد كثيرة سواء من محيطنا العربي او الاسيوي او حتى العالمي.
ولو سلطنا الضوء على جهة دون اخرى لعكس المأساة التي نعيشها في ضل تلك القيادات الفاشلة فاننا سوف نبدأ بالتاكيد باللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، وربما كل صاحب اختصاص سيكتب ويستعرض المواقف من قبل الاولمبية مع اختصاصه.
ففي عام 2015 تم تقديم طلب رسمي الى الامانة العامة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية باعتماد رياضة الكبادي التي ادخلت الى العراق عام 2014 وهي ضمن العاب الدورة الاولمبية الاسيوية، وفعلا تم اعتماد رياضة الكبادة بادارة لجنة تدير عمل الاتحاد وبدون تخصيص مالي لمدة سنة على ان يتم بعد انتهاء السنة تقييم عمل لجنة الكبادي ومن ثم اعتمادها كاتحاد اسوة ببقية الاتحادات وفقا لتقييم لجنة من الخبراء، وكتاب الاعتماد هذا حمل الرقم 2743 في8 / 9 / 2015.
واستمر عمل لجنة الكبادي بكل شفافية حيث يتم التواصل بشكل مستمر وفق كتب رسمية تعنون الى الامانة العامة للجنة الاولمبية العراقية تتضمن كل نشاطات لجنة الكبادي التي بدات بدورة تدريبية دولية للحكام والمدربين شارك فيها اكثر من 100 حكم ومدرب انخرطوا ضمن هذه اللعبة، ومن ثم بطولات داخلية من ضمنها دوري لاندية العراق شارك فيه اكثر من 20 ناديا للرجال والنساء واستمر بحدود الثلاثة اشهر وبمرحلتين ذهاب واياب، ومن ثم كانت هناك بطولة لاختيار منتخبات الشباب للرجال والنساء للمشاركة في بطولة كاس اسيا للشباب في ايران عام 2016 وهي اول مشاركة خارجية للعراق في تلك اللعبة، واستطاع شباب العراق للرجال والنساء باحراز المركز الثالث اسيويا وكان مفاجاة للجميع بمستوى نال اعجاب الاتحاد الاسيوي والدولي المتواجد في البطولة ، وتم على اثر هذا الانجاز تكريم المنتخب من قبل وزير الشباب والرياضة حينها السيد عبد الحسين عبطان، الذي كان متواصلا مع المنتخب اثناء البطولة ايضا، اما الاولمبية فكانت تستلم الكتب الرسمية من لجنة الكبادي وتؤكد ان عمل اللجنة يسير وفق الاسس العلمية السليمة، حتى جاء موعد انعقاء جلسات لجنة الخبراء لتقييم اللجان المنضوية تحت اللجنة الاولمبية ومنها لجنةى الكبادي العراقية، فتم ارسال جميع النشاطات التي اقيمت خلال السنة التي اعطوها للجنة اثناء الاعتماء وبلغت اكثر من ثلاثين نشاطا بين دورات تدريبية وبطولات ومشاركات خارجية وداخلية حتى اكدوا الكثير من اعضاء لجنة الخبراء ان عمل لجنة الكبادي قد فاق بكثير جملة من الاتحادات الرياضية في العراق، وتم التقييم وتم رفعه للمكتب التنفيذي للامانة العامة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية لاتخاذ القرار والتصويت عليه ، لكن الامر بقي تحت الطاولات وفي الغرف المظلمة ولا احد يعرف سبب مماطلة اللجنة الاولمبية باعتماد رياضة الكبادي، بالرغم من ان قرار الاعتماد واضح جدا ويحمل الاولمبية مسؤولية اقرار اتحاد الكبادي في حالة نجاحه خلال هذه السنة، فالتسويف كان كبيرا والمماطلة اكبر والضحك على الرياضيين ديدنهم الذي لا يتركونه.
ومع كل هذا وذاك بقينا نتواصل مع الاولمبية بكتب رسمية وطلبات رسمية باقرار الاتحاد حتى جاء موعد الدورة الاولمبية الاسيوية في جاكرتا 2018، عندها كانت الكبادي ضمن العابها، وتم عقد اجتماع مع اعضاء لجنة الكبادي والسيد رعد حمودي وبعض اعضاء الامانة العامة وتم التاكيد على ان العراق من الممكن ان يحقق ميدالية في هذه اللعبة ، وفعلا تم الترتيب لذلك واستقدمنا مدربا اجنبيا لتدريب المنتخب وادخلنا المنتخب في معسكر تدريبي خارج العراق وكل هذا كان عل حسابنا الخاص وبدون اي دعم حكومي ، وللامانة نذكر ان امين سر لجنة الكبادي قد وقع وتعهد امام رعد حمودي بالحصول على احد الاوسمة في الدورة الاسيوية ، ولكن قبيل الدورة بايام قليلة تفاجانا بخبر عدم السماح من قبل لجنتنا الاولمبية للكبادي بالمشاركة في الدورة الاسيوية، وبذلك تبخر الحلم الذي كان يتطلع اليه ابطال الكبادي العراقية برفع اسم وعلم العراق بين دول العالم، وانتهى الموضوع بخيبة امل كبيرة، واستمر منتخب الكبادي بالمشاركات الخارجية وعلى نفقتهم الخاصة وشارك ببطولة اسيا للمتقدمين وحصل حينها على المركز الرابع وتم تاهله ضمن الفرق الستة الاسيوية للمشاركة في كأس العالم ، وكان الاستعداد كبيرا واللاعبون يتحملون مشقة التدريب والسفر من جيوبهم الخاصة حتى جاء موعد كاس العالم في ماليزيا 2019 وكانت معاناة كبيرة بتوفير ثمن التذاكر وبدون دعم الوزارة او الاولمبية الا بعض الميسورين من عشاق اللعبة وعدد من اللاعبين والاداريين الذين تحملوا اثمان التذاكر ، وشارك العراق واستطاع ان يحصل على المركز الثاني مركز وصيف البطل الهند التي سيطرت على كل بطولات كاس العالم لحد الان.
هذا الانجاز الكبير الذي تحقق بجهود ذاتية لم تقابلنا الاولمبية باي رد فعل وحتى الوزارة التي فضلت الصمت امام هذا الانجاز حيث انشغل معالي الوزير بكرة القدم وكان الرياضة فقط كرة القدم وانه وزير كرة القدم لا وزير الرياضة والشباب فبخل حتى بتهنئة او رسالة قصيرة يهنيء فيها اللاعبون، اما الاولمبية فبقيت في سبات عميق وكان الامر لايعنيها، فلم يفكر قادتها ان من حقق هذا الانجاز هم ضمن لجنة معتمدة من قبل الاولمبية وبدون تخصيص مالي، في الوقت الذي ترفد الكثير من الاتحادات بميزانيات من الملايين دون اي انجاز، بالمقابل نراهم هم والوزارة قد بخلوا على بتقديم تهنئة للابطال وهذا ربما يعود الى شعورهم الكبير بالتقصير امام مرتادي ولاعبي هذه الرياضة التي قدمت للعراق اضعاف ما عجز المدعومون من قبلهم على تقديمه، وان نجاح الكبادي وانجازاتهم قد كشف حجم الفساد المالي والاداري الذي تعيشة اللجنة الاولمبية والوزارة على حد سواء.
ان الفشل المتتالي لادارة الرياضة في العراق يجعلنا في مقام المتسائل والمستفهم دوما عن المصير الذي ستؤول اليه الرياضة في العراق مع تواجد نفس هذه الوجود التي عادت بدفة الرياضة في البلاد الى ما قبل الستينيات ورجعت بالرياضة الى عقود سالفة بل ربما تكون هذه الفترة من اسوأ ما مر بالرياضة العراقية من تدهور وتسافل وتراجع.