23 ديسمبر، 2024 8:59 ص

أضواء على كتاب جعفر نجم نصر
بعقل نقدي أركلوجي، وبمنهج أكاديمي علمي رصين، وبطرح موضوعي شجاع وجرئ، وبقراءة سسيوثقافية، سسيوسياسية، سسيودينية مميزة، يطل علينا الصديق الدكتور جعفر نجم نصر(*) بكتابه الجديد (اللاهوت المزيف : الاسلام والسياسة وفخ الأيديولوجيا منظورات متعددة) الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي في لبنان بطبعته الأولى عام 2017، بصفحاته (408)، والذي يحمل من الموضوعات والافكار الساخنة والراهنة الشيء الكثير.
في الكتاب جهد ورؤى وأفكار وطروحات مميزة تناولها الباحث على طول خارطة كتابه، والموضوع الرئيس في كتابه هو (الاسلام السياسي) الموضوع الأشد سخونة على الساحة العربية والاسلامية والعالمية اليوم، ومحاولة قراءة هذا الخطاب بوجهات نظر مختلفة وفقاً للأيديولوجيات السائدة من قبل المثقفين والمفكرين والحركات الدينية والسياسية المنتشرة في العالمين العربي والاسلامي، أبتداءً من الحركات الدينية السلفية التي ظهرت في القرنين الثامن والتاسع عشر مع الوهابية والسنوسية والمهدية، ودعوات رموز الاصلاح الديني منذ رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الافغاني ومحمد عبدة مروراً الى القرن العشرين وأفكار حسن البنا والاخوان المسلمين وسيد قطب وغيرهم، أستمراراً للحظة الراهنة التي نعيشها في القرن الحادي والعشرين وما جرى من أحداث منذ حدث 11 سبتمبر 2001 في أميريكا وما شهدته المنطقة العربية والاسلامية والعالمية من عنف وارهاب وتطرف، نتيجة للخطاب الاصولي المتشدد الذي يعيشه العالم، أصولية دينية من جهة وأصولية سياسية م جهة أخرى، تشدد اسلامي وتشدد غربي، صراع المركزيات والارادات وليس صراع الحضارات والاديان والثقافات كما يدّعون.
أنطلق المؤلف منذ فصول كتابه الأولى ليوضح الأثر الكبير والسيء الذي تحدثه الايديولوجيا من توجهات مختلفة ومتشددة لدى من يتأدلج، والأيديولوجيا (فخ) كما يسميها، بل هي بئر عميقة لا يخرج منها من وقع فيها، ولا يدرك حجم خطورة هذا الفخ ولا يشعر بهيمنته عليه، فالشخص المؤدلج واقع تحت سحر كبير لا يشعر به أبداً، بل هو أشبه بالشخص المخدر أو الأعمى الذي يقاد الى حيث لا يدري، هو يدافع عن أفكار ومعتقدات قومه وجماعته وحزبه كمن يدافع الشخص عن عرضه وأرضه وماله، يستميت ويستقتل من أجل ذلك، ولا تأخذه لومة لائم مهما كان الثمن. وقد وقع في هذا الفخ جمع كثير من العامة والخاصة، تحت شعارات وعبارات وأفكار شتى، والشخص المؤدلج لا يؤمن الا بذاته وجماعته ولا يعرف الآخر أبداً، وهذا ما بدا في (خطاب الحركات الاسلامية وروادها) حين وجهوا الجماعات والمجتمعات الاسلامية للايمان بدينهم وأفكارهم والنيل من أفكار الآخرين ورفض فكرهم وحضارتهم (الآخر الغربي) أو (الكافر) من منظور بعض الحركات الاصولية المتطرفة، ومحاولة تصحيح مسار المجتمعات (الجاهلية) التي تعيش بيننا بلغة الإخوان المسلمين، وفرض الوصاية والحاكمية المطلقة على البشر، كحق يتفرد به الانسان المسلم على مجتمعه وعلى غيره من المجتمعات حسب الايديولوجية الاخوانية والحركات الاسلامية التي تؤمن بولاية الفقيه.
لقد نجح الكاتب نجاحاً باهراً من خلال تحليل وتفكيك خطاب الحركات الاسلامية ورواد الاصلاح العربي الاسلامي (عصر النهضة العربي الحديث) ولحظة الالتقاء مع الآخر (الغرب) لحظة الصدمة وسؤال الهوية المركزي الذي أقض مضجع المفكر العربي الحديث، والذي يعد السؤال الأيديولوجي الأساس الذي هو (لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب والمسلمون)، والذي تُرجم الى كتابات ومشاريع عمل مختلفة من قبل مفكري النهضة والذي توج بكتاب المفكر العربي شكيب أرسلان الذي يحمل نفس العنوان أو التساؤل المركزي للنهضة.
لقد أدرك المفكر العربي لحظة التفوق الغربي ولحظة الانحطاط العربي والاسلامي، منذ وطأ نابليون أرض مصر سنة1798م، لحظة لقاء التخلف والانحطاط العربي والاسلامي بالحداثة والنهضة الغربية، وعندها بدأ المفكر العربي محاولة استعادة الإرث التاريخي الكبير للحضارة العربية والاسلامية واحياها في الواقع السياسي والاجتماعي العربي الحديث. وكأن الأمر هو في استعادة التراث واحياء الماضي التليد، دون الالتفات الى الحداثة والمعاصرة ومقتضيات العصر وروحه.
بحث الدكتور جعفر في كتابه قضية الاسلام والسياسة ومدى التداخل بين الاثنين وما لعبته الايديولوجيا من أثر في نمو الخطاب السياسي الاسلامي وتشدده، منذ وفاة النبي الأكرم (ص) وحدوث الانشقاق والانقسام الكبير بين المسلمين منذ حادثة السقيفة التي فعلت أفاعيلها في التاريخ الاسلامي ماضياً وحاضراً، (فلما رحل النبي الى جوار ربه ارتَدَت تلك القبائل وزعماؤها لامة حربها وخرجت تطلب السلطة حثيثاً، وتنافسوا وتدافعوا بسيوفهم ورماحهم كيما يرثوا نبيهم، وما كان لهم في ذلك من شرعةٍ أو منهاجٍ سابق، فأقاموا أول أحجار أدلجة الاسلام عبر رفع لواء السابقة لقريش فحسب، فدانت لهم بعض أحياء وقبائل العرب قسراً، وأندفعت قبائل أخرى نحو الردة عن اسلامها.)(1)
نعم شخّص المؤلف الخلل الكبير الذي أصاب البنية الاجتماعية العربية الاسلامية بعد وفاة النبي محمد (ص) وهذا ما أشار اليه الكثير من المؤرخين وعلماء الكلام وكتاب الفرق والملل والنحل، الا أن الدكتور جعفر يرى ان هذا الخلل قد أستمر الى ايامنا هذه يغذي فكرنا وثقافتنا وواقعنا الراهن (واذا كانت القرون الاسلامية الاولى قد مارس فيها بعض الفقهاء وعلماء الكلام، فضلاً عن بعض القوى السياسية المحسوبة على الخلفاء والسلاطين أدلجة الدين ضمن سياقات جدلية موضوعة (الامامة)، الا أن القرون القريبة أي القرنين التاسع عشر والقرن العشرين نجد أن جدلية الاسلام والسياسة أُعيد صياغتها بأدوات جديدة تتلائم والمتغيرات الكونية والمحلية التي أسهمت في رؤى فكرية جديدة، ولكنها على الرغم من ذلك ظلت مرتهنة بمشروع الادلجة الذي طحن العالم الاسلامي طحناً في صراعات فكرية لم تقف عند حدود الافكار فحسب بل تجاوزت ذلك عبر اقتتال دموي عصف بمجتمعات اسلامية كثيرة وما زال الى يومنا هذا).(2) الأيديولوجيا هي المحرك الأساس لمجمل الخطاب الديني الاسلامي الذي ظهر منذ عصر النهضة العربية الحديثة في خطابات مفكريها، في مواجهة الآخر (الغرب) المتفوق وفق طروحاته الجديدة وأيديولوجياته التوسعية المهيمنة على الساحة العالمية، وأن كان المؤلف يرى أن تفوق الغرب وتطوره وتقدمه انما هو بسلاح العلم والمعرفة، وحاول التحرر من سلاح الأيديولوجيا والتسلح بسلاح الأبستيمولوجيا ونقد الأفكار الأيديولوجية، الا أنني أرى أن الغرب يتحرك بدوافع أيديولوجية ايضاً لا تقل عن الآخرين من العرب والمسلمين، وبسبل وطرق معرفية وأبستيمولوجية مختلفة تستطيع من خلالها تحقيق هيمنتها ونجاحها وتفوقها على من تستطيع على وجه الأرض، فالعولمة مثلاً اليوم هي تنتسب للعلم والعالمية والمعلوماتية والمعرفة وثورة الاتصالات والتواصل، ولكن الهم الأيديولوجي حاضر بقوة في خطابها السياسي والثقافي والفكري، من خلال النظام الرأسمالي اقتصادياً والليبرالي سياسياً، فوظف الغرب اليوم المعرفة الى خدمة أيديولوجيته التي ينتصر لها. وقد سعى المؤلف الى التعمق في موضوع (علم اجتماع المعرفة) وبيان التداخل الكبير بين المنتج الفكري والمعرفي وبين الواقع المادي (الاقتصادي والاجتماعي والسياسي) للمجتمع، (فالمعرفة لها وظائف اجتماعية محددة تؤديها في داخل البناء الاجتماعي بأنساقه الاجتماعية كافة، ومما يعني ان المعرفة أنواع عدة ومن ثم تكون لها وظائف عدة في الوقت نفسه، اذ لكل معرفة معينة وظيفتها داخل المجتمع، وهذا ما تحاول كشفه (سسيولوجيا المعرفة) ).(3)
وقد أعتمد الكاتب في بناء أطروحته في كتابه على النظرية والفلسفة الماركسية في نظرته وقراءته لخطاب الإسلام السياسي، والباحث مؤمن أشد الايمان بما طرحه ماركس في المجال الاجتماعي والفلسفي والتاريخي، حيث يوضح ذلك الاعتماد وعلته بقوله : (سيحاول الباحث الاستفادة من النظرية الماركسية التي أكدت أهمية العامل الاقتصادي في احداث التغيرات الاجتماعية، واحداث ما يسمى بـ (الصراع الطبقي) (class conflict) وبروز الأيديولوجيا. فضلاً عن الاستفادة من طروحات علم اجتماع المعرفة…ان هذين الاتجاهين السسيولوجيين انما يحاول الباحث من خلالهما تفسير سبب ما يسمى بـ (الاسلام السياسي) ).(4)
ويذكرنا الكاتب هنا بالقراءة الماركسية في الفكر العربي للفلسفة الاسلامية والتاريخ الاسلامي، التي كانت مع حسين مروة والطيب تيزيني وعبد الله العروي وغيرهم من المفكرين، الذين درسوا المجتمع العربي والاسلامي وفق النظرية والفلسفة الماركسية، التي أكدت في فلسفتها على العامل الاقتصادي وعلى صراع الطبقات. اذ يرى مؤلف الدكتور جعفر ان للعوامل الاجتماعية والاقتصادية أثرها الكبير على صياغة خطاب (الاسلام السياسي) وهذا واضح جداً في قول الكاتب : (ان دعاة “الاسلام السياسي” يرتكزون على نموذج الدولة الدينية التي شكلها النبي في المدينة المنورة التي جمع فيها بين “الاقتصاد والسياسة والدين” وذلك في صراعهم مع “الدولة العثمانية” من جهة “في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين” ومع “الدول الاستعمارية” من جهة أخرى، أي بعد سقوط نظام الخلافة أي “الدولة العثمانية” اللذين كانا مستوليين على “الاقتصاد والسياسة”. ومن ثم فان أطروحة ماركس “ليس وعي البشر يحدد وجودهم، بل أن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم”، تجد مكانها في تجليات “الاسلام السياسي” الذي هو وعي ديني ينبعث ويترسخ في المجتمعات العربية نتيجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية.).(5)
ان تدافعاً أيديولوجياً واقتصادياً حدث بقوة داخل خطاب الاسلام السياسي، سواء في مواجهة الدولة العثمانية من جهة أو في مواجهة الدول الاستعمارية الغربية من جهة أخرى، وهذا التدافع سعى الى الاطاحة بالآخر وازاحته (لأجل الاستيلاء على مساحة الامتيازات التي يمتلكها.).(6) هذا ما يراه الكاتب ويدافع عنه بقوة في كتابه.
والرؤية الجديدة التي يطرحها الدكتور جعفر في كتابه هي دعوته لتبني خطاباً فكرياً معرفياً من قبل المفكرين والمثقفين الاسلاميين، بدل الخطاب الأيديولوجي السائد في كتابات وطروحات هؤلاء المفكرين والكُتّاب، وتقديم (اسلام معرفي) بديلاً عن (الاسلام الأيديولوجي) الذي هدد وهدم مجتمعاتنا العربية والاسلامية قبل أن يحطم العالم الآخر ويهدده، فنحن المتضررين الأكبر من هذا الخطاب المقيت، الذي جعل العالم يتقدم علينا ويتخطانا بحداثته وتقدمه وتفوقه، بما أنتجنا نحن من خطاب أيديولوجي مقيت. ويتكئ المؤلف في عرض وصياغة مشروعه النقدي (الاسلام المعرفي) على مجموعة من المفكرين أمثال محمد أركون ومحمد ابي القاسم حاج حمد ومحمد مجتهد شبستري ومصطفى ملكيان وداريوش شايغان وعبد الكريم سروش، للخروج من النفق الأيديولوجي المظلم نحو آفاق أرحب من الأيديولوجيا. ولكن الدكتور جعفر ينتقد حتى تلك الطروحات النقدية ويبين صعوبتها ومصاعبها على أرض الواقع، لأن (الشروع في عملية كبرى كهذه انما يستدعي الخروج من وعلى اللاهوت الاسلامي برمته لا سيما القطاع المؤدلج منه بالدرجة الأولى…وبلحاظ تلك الطروحات يطل علينا الاسلام المعرفي الذي يسعى الى تأسيس أرضية لاهوتية جديدة، وذلك لتغيير رؤية العالم لدى حامليه، الذين يقدمون النقد والتجديد على التقليد والتعبد بالنص…فاذا كان الاسلام الأيديولوجي يهرب من محاكمة النصوص ونقدها وتشذيبها لأن حلمه الجوهري (السلطة) لا غير، فان أصحاب الاسلام المعرفي يسعون الى التغيير من (الداخل) ).(7)
والرؤى النقدية في كتاب (اللاهوت المزيف) مبثوثة في ثنايا الكتاب وبقوة، ولكنني كم تمنيت لو أن الدكتور جعفر قد قدم لنا فصلاً أو مبحثاً أو خاتمة تحفظ حقه النقدي كباحث ومفكر في خطاب الاسلام السياسي، ليخرج لنا بموقف متميز يوضح لنا فيه رؤيته النقدية والحل الأمثل للخروج من النفق الأيديولوجي المظلم الذي يهدد وجودنا وحياتنا ومصيرنا في هذا العالم المليء بالنعرة الأصولية المتشددة دينياً وسياسياً، غرباً وشرقاً.
وتذكرنا رؤية الدكتور جعفر نجم بالمشروع الفكري والاجتماعي للدكتور علي الوردي الذي أنطلق من المجتمع وقوانينه وما أفرزه من قضايا وأحداث سياسية وتاريخية واجتماعية لدراسة المعرفة والفكر لهذا المجتمع أو ذاك، كل حسب ظروفه الزمكانية وسياقه ونسقه التاريخي والاقتصادي، واذا كان الوردي قد أنطلق من المجتمع العراقي ودراسته، فأن جعفر نجم قد توسع في عينته ليشمل خطاب الإسلام السياسي في المجتمع العربي والاسلامي، ولكنه يقترب من آلية الوردي وأدواته، وهذا شيء لا يعيب على الكاتب وانما يضاف له، ويكفي مدرسة الوردي فخراً انها تنجب مفكرين ومثقفين وكتاباً مثل الدكتور جعفر نجم نصر، المفكر الذي يعي ما يكتب وينظّر له، بعقل نقدي أركلوجي مميز، والقريب والمتابع لإنجاز وفكر وثقافة هذا الرجل يدرك ذلك بوضوح، ويكفينا فخراً نحن في الأوساط الثقافية والاكاديمية العراقية والعربية أن نرى كاتباً صبوراً وناقداً يُقدم على حرث فكر وأرض مُلغّمة ومليئة بالمفخخات كـ (الاسلام السياسي)، ليكشف لنا زيف كم من الأفكار التي الفناها على مرّ التاريخ، والتي شحنت وغذت عواطفنا وحياتنا وتاريخنا وثقافتنا بأكاذيب زائفة جنى ثمارها تجار حروب العنف والعنف والكراهية، من خلال نشر الفكر التكفيري والفرقّي والطائفي الذي جثم على رؤوسنا وصدرنا سنين ضوئية لم نتخلص منه الى ما شاء الله، ما دامت (الأيديولوجيا) وليست (الابستيمولوجيا) والمعرفة هي من توجهنا نحو المسار، وهذا ما يجعلنا في عنف وتشنج وكراهية دائمة لا نخرج منها أبداً، لأن خطابنا المعرفي والفكري طارد لا يرحب بما هو خارج أيديولوجيته وقوقعته الفكرية.
د. رائد جبار كاظم. استاذ فلسفة. الجامعة المستنصرية. العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) باحث واستاذ علم الاجتماع في الجامعة المستنصرية ـ العراق. له عدد من المؤلفات في مجال الثقافة والاجتماع والعولمة وعلم الاجتماع الديني، ومهتم في مجال دراسة الفكر العربي والاسلامي المعاصر وخطاب الاسلام السياسي والحركات الدينية. ومن مؤلفاته كتاب مقدمة في انثروبولوجيا العولمة وكتاب الانثروبولوجيا التاريخية وكتاب الذات الشيعية العراقية، رؤية نقدية، وكتاب فصول في سوسيولوجيا الدين، ولديه قيد النشر كتاب (حصارات التأويل). فضلاً عن مشاركاته الكبيرة في المؤتمرات والندوات العلمية والفكرية الاكاديمية ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث والدراسات.
(1) د. جعفر نجم نصر. اللاهوت المزيف. ط1. مؤسسة الانتشار العربي. بيروت ـ لبنان. 2017. ص 14.
(2) المصدر نفسه. ص 15.
(3) المصدر نفسه. ص 163.
(4) المصدر نفسه. ص 143.
(5) المصدر نفسه. ص 198.
(6) المصدر نفسه. ص 208
(7) المصدر نفسه. ص 364ـ 365.