23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

اللانظام وعشوائية الفكر

اللانظام وعشوائية الفكر

حتى يمكن ان نصل لمعرفة حلول مشاكل مانحن فيه يجب معرفة الاسباب التي اوصلتنا الى ضفاف الهلاك، لقد كان سعي العراق طوال فترة ٣٥ سنه هو التخلص من دكتاورية حكم صدام ومعرفة هذا القدر الكبير من الطموح للخلاص من الدكتاتورية والوصول الى بر الحرية، يجب ان يكون في مقابل هذا الطموح نتائج تترجم على ارض الواقع؛ لكن ماحدث في العراق هو الوقوع في حكم فوضوي عشوائي ليس له ملامح، ولايعلم احد الى اين يسير فلماذا وصل العراق الى هذا الطريق؟ هل كما يقولون بسبب القادمين من الخارج الذين لم يجلبوا سوا الدمار للعراق واهله ام بسبب الاحتلال وتبعاته ام بسبب دول الجوار التي تستقطب طرف على حساب طرف اخر من اجل المحافظة على مصالحها القومية والاستراتيجية……
نعم هذه كلها عوامل صحيحة ومساعدة ولكن عوامل ثانوية…..!!!
اذا كانت عوامل ثانويه فماهو العامل او العوامل الرئيسية وكيف يمكن التخلص منه؟
العامل الرئيسي لمايحدث في عراق مابعد 2003 هو (الشعب)!!
نعم الشعب هو العامل الرئيسي وهو العامل الثانوي وهو اساس ومنطلق لكل العوامل الاخرى لما يحدث في العراق…. والسبب هو :
1-العشوائيه
عشوائية هذا الشعب في اتخاذ القرار الناتج عن عدم وجود وعي سياسي على مدى ١٥ سنه بل وهو يشير الى امر خطير جدا اذا كان الشعب فاقد للوعي السياسي فلماذا كان يحارب نظام صدام ولصالح من….!! لايعقل ان يكون الشعب بمجمله عميل لدول خارجية فهذا محال ولكن هناك امر اخر وهو عمالة القيادات الحزبيه الخارجية السنية والشيعية والكردية والتي كانت تقاتل لامرين
اولا: لاجل مصالح حزبيه هدفها الهيمنه المستقبلية من خلال الاستيلاء على السلطة
ثانيا: من اجل مصالح دول خارجية داعمة وحاضنه ومموله لهذه الاحزاب
لذلك نستنتج بان غياب الوعي قائم في العراق حتى في فترة مايسمى بايام النضال وان ماكان يحدث هو ناتج من تحشيد الناس ضد نظام هو قائم على الظلم واستغلال الحاجة الملحة للحرية للقيام بثوارت عشوائيه خالية من اي مخطط عقلاني وغير نابعة من وعي حقيقي؛ لذلك فان ماحدث هو قائم على العقلية الجمعية فلو سئلت اي شخص منهم في ذلك الوقت عن سبب قيامه بالثورة سيقول لك اسقاط النظام ولو وسعت الاسئلة عن المستقبل ومابعد السقوط ستكون هناك اجابات مظطربه مبعثرة حتى لدى مايسمى بالمثقفين اما الجهات الاسلاميه فلايعرفون سوا جواب واحد (انريد قائد جعفري) اما عن نوع النظام وطريقة الحكم وادارة الدوله والسياسات ترسم خارطة الطريق للمستقبل فلاتجد لها وجود؛ ببساطة احزاب مدفوعة وشعب مدفوع يقوده التحشيد والعقليه الجمعيه وقوى خارجية تقود سياسة الطريق نحو مصالحها.
٢- اللانظام
لقد تربى الشعب طوال ثلاث عقود من الزمن على اللانظام من في جميع مفاصله المجتمعيه والاداريه فهو انسان غير نظامي في تنظيم معاملات المواطن ويحث المواطن على الرشوة للقيام بتسيير معاملاته الاعتياديه والمواطن غير نظامي في طابور الانتظار ويحث الموظف على الرشوة حتى يسبق دور غيره في الطابور والحكومة لانظامية في تطبيق القوانين فتطبيقها احيانا كحد السيف وفي احايين اخرى يكون محاباة لهذا الطرف او ذاك الشعب ينتظم في صلاته فقط عند الوقوف وهو يتسابق على الصف الاول في الصلاة حتى يكون الاقرب الى امام الصلاة وبعدها يتسابق على باب الخروج وهناك امثله عديدة جدا تربى الشعب عليها طويلا تعود من خلالها على حب اللانظام وانعكس على عقليته فاصبحت لانظامية عشوائية فهو لانظامي في ترتيب اولويات الحياة فهو لايفرق بين ايهما اولى الوطن ام التقاليد التقاليد ام اتباع ماهو عقلاني ولايفرق ايضا بين ان اكون محب لوطني وبين المحاقظة على السيادة وبين حب الوطن واحترام القوانين وبين ان اكون على مذهب معين وبين ان اقول كلمة الحق والثورة ضد الظلم والفساد.
هذه العقليه القائمة على العشوائيه واللانظام هي من اوصلت العراق الى حافة الهاوية، ببساطه وبشكل اجمالي الوعي السياسي والوعي المجتمعي هو من ينهض بالشعب هو الذي يجمع الشعب باغلبيته على ثوابت قيام وطن حر وديمقراطي ومستقل، فلو جئنا بكل المفاهيم الانسانيه والديمقراطيه ووضعناها في وطن شعبه غير واعي لما حوله فستفقد هذه المفاهيم روحيتها وسيتسلط عليهم حكام هم نتاج عن جهل الشعب.
ولكن في ظل ماذكرناه هل التغيير المنشود هو في يد الدوله، هل هو في يد القوة الالهيه (تعالى الله عما يصفون) ، هل هو بيد القوى الاجنبيه؟…….. كلا والف كلا
الحل بيد الفرد العراقي..!
الفرد هو نواة كتلة المجتمع فكل فرد عليه ان يعمل على توعية نفسه ليعلم مسار مايجري حوله حتى يكون فكرة اوليه تضاف الى افكار المجتمع فيتحول الى وعي مجتمعي اما البقاء على التراث والتبجح باننا اهل الحضارة وصانعيها فلن ولم ينتج وعي وسنبقى في ظلام الجهل (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم)،
فلايوجد لدينا حكومة فاسدة وفق هذه المفاهيم بل يوجد شعب فاسد نتج عنه حكومة فاسدة ولايوجد لدينه حكومة غير عادله بل يوجد لدينا شعب ظالم لنفسه وجاهل نتجت عنه حكومة غير عادلة وظالمة.