بعيداً ” وبمسافةٍ طويله ” عن ما زخرت به الأخبار والتقارير الصحفيه والصور والفيديوهات عمّا تعرّض له موكب رئيس الوزراء من تجاوزاتٍ غير لائقه < ونحن اطلاقاً لسنا بصدد الدفاع عنه ولا سواه > , من المواطنين الغاضبين وردود افعالهم تجاه مجزرة الكرادة , كما من المؤكد لو لم يتفقّد السيد العبادي موقع الإنفجار وما تسبب به من شهداءٍ وحرقٍ وجرحى واضرارٍ اخرى , لجرى استهدافه بكلماتٍ اشد في مواقع التواصل الإجتماعي , متّهمين إيّاه بالتقاعس وعدم الإكتراث لشؤون الرعيّه .! , وفي كلتا الحالتين فأنّ رئيس الوزراء يغدو وسيظلّ هدفاً لنبال النقد الجماهيري اللاذع لما تشهده البلاد من اوضاعٍ ليست مزريه فحسب , بل قاتلة ومُحرِقه و ومميته .
لكنّ الموضوع هنا لا ينحصر بالسيد العبادي الذي يواجه هجمات الإعلام والجمهور , فما مستغربٌ و ملفتٌ للأنظار خلال اليومين الماضيين اننا لم نرَ ولمْ نسمع أنّ الوزراء الأمنيين ولا قادة العمليات قد تفقّدوا موقع الإنفجار والإطّلاع على الثغرة الأمنية التي سهّلت حدوث المجزرة , كما لمْ نسمع ولم نرَ أنّ قادة احزاب الأسلام السياسي قد تفقّدوا الجرحى والضحايا والحرائق والأضرار الأخرى .! ولم يتفضّل من فضله احد هؤلاء بزيارة الجرحى والمحروقين في المستشفيات .! , والى ذلك لماذا كافة كبار الساسة العراقيين الرفيعي المستوى صاروا مثل ” عادل إمام ” في مسلسل < مأمون وشركاه > في عدم التبرّع من ” كيسهم ” الخاص لأجل تعويض الباعة والكسبة واصحاب المحلات المتهدمة والمحترقة في كرادة الانفجار .!
أمّا لماذا لم يتفقّد الوزراء والقادة مكان المجزرة , فأغلب الظن انهم يخشون حدوث استقبالٍ حافلٍ لهم كما جرى لرئيس الوزراء .! وايضاً فلا اكتراث ولا اهتمام لهم بهذا الصدد ! كما التفجيرات السابقات .!