23 ديسمبر، 2024 8:55 ص

ترجمة الكلمة التي تنحدر في الأصل من اللفظ اليوناني ومعناه الشعب. وقد شاع استخدام هذه الكلمة في الأوساط بنهاية القرن الأول الميلادي. المشكلة فيما تكمن نصلح الجيل الجديد ام نستورد جيل ليبني خراب الاجيال السابقة؟. نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وفي ألمانيا تحديداً، نقاش حول مفهوم “الهوية” وحول الأسس التي يمكن أن يستند إليها الشعب، خصوصا بعد الخيبات بل الأهوال التي عاشها هذا الشعب، نتيجة افتتانه في لحظة بخطاب “الهوية العرقية” ومرجعية “الدم والأرض” النازيَّة في هذا السياق الفلسفي والفقهي. لعل من أشهر “المسكوكات” الفلسفية تعريف أرسطو للإنسان بكونه الحيوان المدني، فإنسانية الإنسان عند الفيلسوف تبقى مرهونة بانتمائه للمدينة. وهذا ما سنتوقف عنده وهو موضوع المقال. الكثير يتسأل لماذا هذا حال الشعب العراقي؟ الجواب بصريح العبارة و دون تجميل للعبارات هو عدم الشعور بالمواطنة و الانتماء لهذا البلد. نحن امام جيل يتسيد الساحة والذي يشكل اغلبية المجتمع. ولكي نفهم سبب فقد المواطنة لدى هذا الجيل يجب الرجوع الى العوامل التاريخية التي كانت سبب لما وصلنا اليه الان. جيل اول ما ابصر النور عاش الحرب الايرانية_العراقية ثم يستراح ما يقارب العامين ليشهد تفاصيل غزو الكويت سنة 1990 وما رافقتها من احداث الحصار و الفوضى الاجتماعية التي عاشها البلد لنصل الى عام 2003 حيث يكون الشباب اعلاه قد بلغوا ما يقارب الـ23 عاما، ليعيشوا حقبة جديدة من عمر العراق الديمقراطي والاستهدافات المستمرة و الممنهجة لغسل العقول الشابة في سبيل كره الوطن وعدم التحرك الصحيح من الذين يقع على عاتقهم المسؤولية تصحيح الاجيال اضافة الى لإحداث رافقت السنوات السابقة من هجرة الكفاءات و اغتيالات و الاحداث الارهابية التي تضرب تارة هنا و تارة هناك اضافة الى ذلك فساد الثلة السياسية حيث رسموا لوحة عنوانها دمار العراق على جميع النواحي اجتماعيا و امنيا و اقتصاديا…الخ. عمر يمضي ومن بلغ الـ23 في عام 2003 في عام 2019 فقد بلغ ما يقارب الــ40 من العمر و يربي جيل تحت يده ولم يلتمس شيء من الوطن غير المعاناة و الحروب. لذلك شهد العراق فترات ضعف و تنابذ و تنافر بالشعور الوطني. البحث عن الخطأ ومحاولة التعديل المُستمر عليها ليس بعيب. الاصلاح المجتمعي و زرع بذور المواطنة و الانتماء للعراق لن يتأت بسهولة ويُسر، لأن الأنماط العقلية الثابتة والمُنحازة لفكرة كره الاوطان معشعشة، لذا ستكون مهمة شاقة وعسيرة لكنها تليق بان نحاول وأن يشرع المرء بالتأسيس لنسق مُخالف لما اعتاد عليه منذ سنوات، لانخلاع عن سياقات حطمت حياته و حياة جيل يتربى تحت يده. الشروع في التأسيس لنسق جديد يقارب الذات مقاربة أخلاقية و محبة للأوطان، سيعني التحلّل من أحمال كبيرة أثقلت كاهل المجتمع لسنوات.