19 ديسمبر، 2024 9:33 م

هذه «اللئيمة» هي حمى جائحة لا تحب أحدا ولا تجامل أو تداري أحدا. هي تجسيد للكراهية والضغينة، وهي تجسيد للظلم الذي لا يميز بين ذي حق وذي باطل! إنها حمى «جائحة كورونا»!
حذارِ هذه اللئيمة الحقود! التي لا تبارحك حالما تخترق أية فتحة في وجهك. هي بدرجة من اللؤم أنها إذا ما مستك لا تقضي على آمالك بالحياة: فلا تكتفي بتخريب كيانك فقط، لأنها تمتد لأفراد أسرتك. إن لؤمها يحرمك من أقرب أحبائك إلى قلبك الآن وإلى الأبد. بل هي تباعد بينك وبين الآخرين حتى وإن لم تخترق جسدك. أما إذا ما حدث السوء، فأصابتك، فإنها قد تقضي عليك دون منحك فرصة لتوديع من تحب، ولا حتى نظرة وداع أخيرة، بل حتى في لحظات أن توارى الثرى، هي لا تتعامل إلا بالحفارات والرافعات والجرافات الممكننة التي تضمن لها أن لا تمس: فهي أشبه بالمنبوذين لا يمسها أحد من الناس.
لذا، هي تكره الناس جميعا، انتقاما لما فعله الناس بــ»فيروسها» عبر الأزمان: فثمة روح انتقامية هائجة تكمن وراء تدميرية ثأرها الذي لا رحمة فيه، بصرف النظر عن جنسك، رجلا كنت أم امرأة، وبغض النظر عن عمرك، كهلا كنت، صبيا، أم يافعا. أما حقدها الدفين، فهو ذلك الأعمى الذي لا يميز بين غني وفقير: ففي قاموسها الجميع سواسية، لأنها تستوحي العدالة والاشتراكية ليس في توزيع الثروات، ولكن في نشر المآسي والويل والثبور، خصوصا عندما تحصد أرواح الناس حيث حلّت وحيث استقرت: على الجبال أو عبر البراري، في شوارع المدن أو بيوت الأرياف، متناقلة بين الحضر والبدو.
هذه «اللئيمة» هي حمى جائحة لا تحب أحدا ولا تجامل أو تداري أحدا. هي تجسيد للكراهية والضغينة، وهي تجسيد للظلم الذي لا يميز بين ذي حق وذي باطل! إنها حمى «جائحة كورونا»!

أحدث المقالات

أحدث المقالات