الى ماذا يرد الهجوم الكيمياوي لداعش على مواقع البيشمركة في محافظة نينوى ومناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني دون غيرهما وفي هذه الفترة بالذات؟
الجواب، يرد الهجوم الى التحضيرات الجارية لتحرير مدينة الموصل، وقد اعلن مؤخراً عن غرفة عمليات مشتركة لوزارة الدفاع العراقية والبيشمركة في اربيل استعدادا لتحرير الموصل. ولما كانت البيشمركة القوة الضاربة الوحيدة الى جانب التحالف الدولي ضد داعش، لذا من المنتظر ان تلعب الدور الرئيس في عملية تحرير الموصل وبدونها لن تتحرر الاخيرة بعد أن ثبت للكل ان القوات العراقية عاجزة عن دحر داعش، علماً ان قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ابدت وبحماس استعدادها لطرد داعش من الموصل. ومن الاسباب أيضاً والتي تدفع بداعش للجوء الى السلاح الكيمياوي، هو تنامي دعوة الرئيس مسعود البارزاني الى استقلال كردستان العراق.
لهذين السببين قام داعش خلال نحو شهر بهجمات كيمياوية في مخمور وتلسقف وسد الموصل، هي بمثابة تحذير الى البارزاني من أنه ان لم يكف عن استعداداته لتحرير الموصل ودعواته الى استقلال كردستان، فان هجماته (داعش) الكيمياوية ستتواصل وقد تبلغ ذروتها في حال تقدم البيشمركة نحو الموصل وتحريرها.
ان توجه داعش الى الكيمياوي يقوم على خلفية وهي تخوف الكرد من السلاح الكيمياوي بعد استخدامه من قبل النظام البعثي السابق ضد اهالي حلبجة ووادي باليسان عام 1988 والذي تسبب في مقتل الوف الاشخاص خلال دقائق، وهذا ما دفع بالجماهير الكردية العزلاء الى النزوح المليوني باتجاه ايران وتركيا بعد انتفاضة كردستان الاذارية في عام 1991 وتكرر النزوح ولكن على نطاق اضيق في ربيع 2003 على اثر إندلاع حرب اسقاط ذلك النظام من جانب التحالف الدولي وبمشاركة البيشمركة طبعاً. واذا كان النزوح مليونياً عام 1991 واقل بكثير من المليوني عام 2003 وادنى من الالوفي يوم هاجم داعش كردستان في صيف العام الماضي 2014 ومع ذلك يتوقع المرء ان يتكرر المشهد عند البدء بتحرير الموصل، وعلى القيادة الكردية ان تحتاط للأمر وتقضي على حالة التطير والخوف لدى الكرد من الكيمياوي.
فضلاً عن السببين اللذين ذكرتهما فان تصعيد اللهجة و الممارسات العنصرية على يد حكام بغداد ضد الشعب الكردي مثل اتهام اقليم كردستان بيبع النفط الى اسرائيل ومازين للعبادي باقالة البارزاني وتعيين اخر محله كحل لأزمة الرئاسة في كردستان جنياً الى جنب ممارسات اخرى مثل سعي احد البرلمانيين لجمع تواقيع تدين البارزاني على خلفية سقوط سنجار بيد داعش الذي تتحمل الحكومة العراقية السابقة وزره (سقوط سنجار) وليس البارزاني، كل هذا الى جانب الخلافات السابقة: النفطي والموازنة.. الخ من الامور التي شجعت داعش على مهاجمة البيشمركة ثلاث مرات في بحر شهر.
هناك حقيقة مفادها ان محتلي كردستان قد يختلفون فيما بينهم لكنهم متفقون ابداً على محاربة الشعب الكردي واحزابه الوطني وهم في اتفاقهم على محاربة الكرد فانهم يلتقون تلقائياً مع تنظيم الدولة الاسلامية داعش الذي بدوره شبه دولة ويحتل اجزاءا من كردستان العراق على ضيقها ويحارب الكرد للحيلولة دون استقلالهم.
الملاحظ، ان الكرد وحدهم او بدرجة رئيسة منذ عام 1988 معرضون للابادة بالسلاح الكيمياوي خلافا للمكونات الاجتماعية العراقية الاخرى، والقوى التي قصفت الكرد بالكيمياوي عام 1988 هي نفسها التي تقوم باستهدافهم الان في محافظة نينوى، ولا يغيب عن البال ان الضباط السابقين في الجيش العراقي يؤدون دوراً مفصلياً في توجيه داعش. وقبل ايام قلائل قصف داعش قوات حماية الشعب الكردي في حسكة بكردستان سوريا .. الخ من اعتداءات بالكيمياوي والاسلحة المحرمة دولياً على الكرد وفي كردستان الكبرى.
ان السلاح الكيمياوي في العراق والدول المحتلة لكردستان وجد لمحاربة الشعب الكردي فقط.