23 ديسمبر، 2024 3:51 ص

الكيك بوكسيغ تخرج من الصراع الرياضي وتدخل الصراع السياسي في بغداد

الكيك بوكسيغ تخرج من الصراع الرياضي وتدخل الصراع السياسي في بغداد

أقيمت في قاعة ملعب الشعب الدولي بطولة وصفت بأنها عالمية لرياضة الكيك بوكسينغ، برعاية وتنظيم حزب المؤتمر الوطني العراقي. وشارك فيها عدد من الرياضيين العراقيين والاجانب ومن ضمنهم اللاعب العراقي رياض العزاوي والذي توج بلقب البطولة.
طبعا البطولة تتعارض مع ميثاق وبروتكولات اللجنة الاولمبية الدولية وكل الاتحادات الدولية الرياضية وبالخصوص مع قوانين ولوائح لجنة المسابقات التابعة للإتحاد الدولي للكيك بوكسيغ WAKO
والتي تشدد على فصل الرياضة عن السياسة ، وتمنع التدخلات الحكومية في عمل الاتحادات الوطنية والفرعية الخاصة باللعبة، وحصر موضوع ادارة وتنظيم البطولات للأتحاد فقط.

ويكفي ان يعلن حزب المؤتمر الوطني عن رعايته وتنظيمه لهذه البطولة ليسقط شرعيتها وتشطب نتائجها ، ناهيك عن ان البطولة لم تتم بالتنسيق مع الاتحاد الدولي ولم تنل الموافقات الاصولية لتنظيمها لذا فإن وصفها ببطولة عالمية ليس سوى تضخيم اعلامي الهدف منه سياسي بحت. وربما ستكون عواقبه وخيمة على رياضيينا وقد تعرض اتحادنا الوطني واللاعبين المشاركين فيها لعقوبات مادية وتوبيخية بسبب خرقهم للوائح وقوانين تنظيم البطولات العالمية.

لابد من الإشارة لبعض المعلومات المتعلقة برياضة الكيك بوكسينغ لتتوضح الصورة للمتلقي والمتابع ولجمهور اللعبة في العراق.

هناك عدة اتحادات وروابط عالمية للكيك بوكسينغ واهمها هو الاتحاد الدولي للعبة WAKO
وبطولاته تعد هي الاكثر أهمية وشهرة على مستوى العالم بسبب عدد المشتركين ونوعية الرياضيين المتنافسين. لكن بعض الرياضيين اللذين لم يحققوا انجاز مميز في تلك البطولات العالمية يلجئون للإشتراك ببطولات تنظمها الاتحادات الاقل شهرة بهدف تحقيق منجز رياضي لأن حجم ونوعية المنافسين اقل مستوى من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي المركزي.

القوانين العالمية تتيح امكانية تأسيس اتحادات وروابط رياضية شرط ان يكون عدد الاعضاء لا يقل عن خمسين شخص وهذا ما فعله بطلنا العراقي رياض العزاوي من خلال اشتراكه في بطولات ينظمها احد الاتحادات الصغيرة الخاصة بالكيك بوكسينغ ويدعى WKN
هذا الاتحاد لا يملك اي شهرة عالمية ولا يحظى بإهتمام اعلامي وحجم المنافسة في البطولات التي ينظمها محدود جدا وذلك بحكم عدد الرياضيبن القليل الذين ينتمون اليه , كما ان مافيات القمار لها سطوة كبيرة عليه وتتحكم بشكل كبير في نتائجه ، اي ان المال هو من يحدد البطل وليس المنافسة والقوة والموهبة.
وهذا ما استغله حزب المؤتمر الوطني وسهل عليه استقدام عدد من الرياضيين الاجانب لتدشين حملته الانتخابية بنشاط رياضي ليخطب به ود الشباب الرياضي في العراق ، مستعينين بعلاقات رئيس حزب المؤتمر آراس حبيب كريم بالمافيات الدولية التي عمل منذ عقود على توطيدها عبر عمليات البلطجة في المملكة المتحدة وعدد من دول اوربا ومتاجرته في الاثار والممنوعات ، حتى ان انتماءه لحزب المؤتمر الوطني كان بعد فضيحة تهريب اثار وارشيف ووثائق يهود العراق الى تل ابيب و التي طالت الجلبي بعد السقوط في 2003
حيث يشاع بأن المدعو آراس فيلي يتزعم إحدى تلك الشبكات التهريبية والتي كون من خلالها علاقات مميزة مع تجار الاثار اليهود ومن خلفهم الموساد الاسرائيلي .

وربما هذا ما يفسر سرعة بزوغ نجمه وتزعمه لحزب المؤتمر الوطني رغم وجود شخصيات سياسية بارزة لها ثقلها السياسي والاجتماعي وتعد من الكوادر المؤسسة للحزب. يبدو ان الانتخابات القادمة ستشهد استقدام ساسة جدد اكثر احترافية بالسرقة والنهب والتهريب ولها خبرات متراكمة و سي في كبير في الانتربول ومراكز الشرطة بعدة عواصم عالمية ، لذا يبدو ان العراق مقبل على فترة قد تكون اكثر سوداوية من كل ما مر به سابقا.