22 ديسمبر، 2024 1:12 م

الكيان الاسرائيلي: دولة دور استعماري، عنصري وتوسعي

الكيان الاسرائيلي: دولة دور استعماري، عنصري وتوسعي

تقريبا كل العالم؛ كتاب ومفكرين، وصناع سياسة وقرار في دولهم، ومؤسسات بحوث ودراسات استراتيجية؛ من ان هناك متغيرات تلوح او سوف تحدث في القادم من الزمن في العالم وفي المنطقة العربية وفي جوارها؛ تعيد تشكيل النظام العالمي، وتعيد تشكيل المنطقة العربية، جغرافيا وسياسيا. السؤال الذي يطرح نفسه علينا في ظل هذه الفوضى والاضطرابات، وحروب الجريمة الاسرائيلية الامريكية في غزة ولبنان واليمن وسوريا، والعراق لجهة تطويعه؛ ماهي هذه المتغيرات؟ هل هي في الذي سوف ينتج عن الحرب الامريكية الروسية في اوكرانيا؟ وهل تتطور هذه الحرب او انها قد تنزلق الى حرب كونية ثالثة، نووية هذه المرة؛ لتأتي على كل الحضارة البشرية بصورة عامة، وعلى كل حضارة العالم المتقدم في الغرب، وفي الشرق. وهل تأتي او يكون لها وجود على ارض الواقع؛ بتداعيات يرسمها، او ينتجها؛ الصدام بين امريكا والصين؟ وهل هي في توسعة الحرب الاجرامية الحالية في غزة وفي لبنان، لتشمل ايران وبقية دول المنطقة؟ أم ان هناك في الافق المنظور عوامل اخرى لتفجير الاوضاع؛ لإنتاج هذه المتغيرات؟ الاجابة على هذه الاسئلة، باستثناء السؤالين الاخرين اللذان تاليا في هذه السطور المتواضعة تتم الاجابة عليهما؛ من وجهة نظر الشخصية؛ بالتالي، امر مستبعد ان تكون هناك حرب لا بين روسيا وامريكا ولا بين الصين وامريكا، ما اقصده بالحرب هيالحرب المباشرة التي ليس فيها وكلاء ينوبون عن هذه القوى العظمى. ان الحرب بينهما، او يكون الصدام العسكري بينهما، بحروب وكلاء الانابة لهما في مناطق وفضاءات نفوذهم، ومناطق ومساحات وبحار ودول تطل عليها. اضافة الى ان هذه العملية لسوف تستغرق عدة سنوات، سنوات طويلة. أما في الذين يخص السؤالين الأخيرين، اللذان هما نتاج صراع القوى العظمى على المغانم تاريخيا والى الآن، وان تبدلت في الميدان القوى العظمى في المسير التاريخي الاستغلالي الاستعماري لهذه القوى الدولية التي لعبت خلال اكثر من قرن، ولم تزل تلعب بمصائر الشعوب العربية بطريقة او بأخرى حسب ظروف الحال دوليا واقليميا، بما في ذلك اقامة كيان صهيوني مسخ على ارض العرب في فلسطين. هذا الكيان الدخيل على المنطقة العربية، والمختلف كليا عن تاريخ المنطقة العربية وعن قيمها، وتطلعاتها في التحرر وفي الحرية؛ وجوده شكل ولايزال يشكل قاعدة ارتكاز للسياسة الاستعمارية الاستغلالية الامريكية والغربية في المنطقة العربية، وبالتعاون التخادمي بين الاستعمار والحركة الصهيونية، منذ اكثر من قرن من الآن.عندما يقول وفي خطابه الاخير، السيد نعيم قاسم، رئيس حزب الله؛ ان المقاومة في لبنان كما في غزة وفلسطين؛ من انهما يواجهان مشروع امريكي اسرائيلي اوروبي دولي؛ اصاب كبد الحقيقة، اذ، لا حقيقة اخرى غيرها ابدا، وان المقاومة اللبنانية لا (تمثل اي مشروع اخر)، وانها تدافع عن لبنان في وجه العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان منذ عقود حتى قبل وجود المقاومة اللبنانية( حزب الله). الحرب الاجرامية في غزة وفي فلسطين، وفي لبنان، وفي سوريا وفي غير هذه الدول من الدول العربية؛ قاعدة انطلاق للمشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي في الشرق الاوسط الجديد، وبصمت ورضوخ عربي ان لم اقل، ما ينقاض هذا القول ويتفق في السياق العملي والموضوعي، كحقائق ومعطيات، يناتجهما حركة الواقع على الارض بقول اخر؛ يرتكز ويتمحور حول المشاركة العربية( الانظمة العربية) الضمنية لهذا المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي الاستعماري الاجرامي الوحشي؛ بأسلحة وعقول واستخبارات امريكا والغرب بوكيلهم الصهيوني الذي يشعل الحرائق والابادة للبشر والارض والزرع والضرع. مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير ما هو الا مشروع استباقي لتحجيم دور كل من روسيا والصين جزئيا في الحاضر وكليا على صعيد المستقبل. فالسيطرة من خلال او عبر هذا المشروع؛ على ممرات الملاحة الدولية وعلى مصادر الطاقة في المنطقة العربية؛ يؤدي بالنتيجة الحتمية في حال نجاحهما، الى احتواء روسيا وتحجيم التغول الصيني. هذا ينعكس ايجابيا لصالح صراعهما ومصالحهما في المناطق الأخرى من المعمورة او في الركن الثاني من الكرة الارضية، التي تشتعل فيه؛ اوار نيران البراكين هنالك، في بحر الصين الجنوبي والشرقي وفي تايوان وفي اوكرانيا. حرب دولة الاحتلال الاسرائيلي على غزة وعلى كل فلسطين وعلى لبنان، بالإضافة الى انها حرب عنصرية وتوسعية واجرامية؛ فهي حرب كونية لخدمة المصالح الاستراتيجية لأمريكا والغرب؛ تماما كما حدث في العمل الاستعماري على اقامة هذا الكيان الصهيوني المسخ في ارض العرب، في فلسطين؛ كدولة دور او كيان لها دور استعماري في المنطقة العربية.