الكياسة: تمكن النفوس من إستنباط ما هو أنفع , وتأتي بمعنى الظُرف والذكاء واللباقة.
ورجل كيّس:ظريف , فطن , حسن الفهم والسلوك.
الرّكْس: الرجس وكل مستقذر
المشكلة التي تواجه بعض المجتمعات , منذ أن تدهورت أحوالهاوأضحى دستورها مؤقتا , تتلخص بفقدان الكراسي للكياسة , وحشوها بالركاسة.
فالكياسة تذكرنا بالحصافة واللبابة وتوقد الذهن والنباهة , والقدرة على القيادة والريادة , ويكون الكيس مهذبا نجيبا فصيحا.
والركاسة تستحضر الحمق والخشونة والفضاضة , والقسوة والرعونة والإستهتار بالقيم , وشيوع المفاسد والباطل وسوء الخلق.
فالمجتمعات التي تحترم نفسها وتقدّر جوهرها تضع في الكراسي الكيسيين من أبنائها , وتعززهم وتمنحهم قدرات التعبير عما هو صالح ونافع للمجتمع , وتتحذر من الركساء المعبئين بالرجسوالإستقذار , فلا ينضح منهم إلا ما هو قبيح.
وحالما يكون الكيس في الكرسي , يعيش المجتمع في زمن التعبير الأمثل عن طاقاته الإيجابية , وما أن يكون الرّكس في الكرسي حتى يعبر المجتمع عن طاقاته السلبية الفادحة الخسائر.
وفي هذا القرن المجتمعات تضع ما تراه في المواقع التي يتقرر فيها مصيرها وتتحدد مسيرة حياتها وإنطلاقاتها في الحياة.
وعندما نكتب عن أحوال البلاد والعباد , نتغافل دور الناس في تقرير ما هم عليه , وكأن الذين في الكراسي قد هبطوا إليها من كواكب أخرى , وليسوا من بين ظهرانية الناس وعامتهم.
وتجدنا نتناول الموضوعات بعقلية غريبة ومنحرفة , حتى ليحسب القارئ البعيد بأننا نكتب عن موضوعات خيالية وليست واقعية وقائمة بيننا.
أي أن كتاباتنا تساهم في تكريس السلبية وتدمير الكياسة وتعزيز الركاسة , وعلينا أن نتنبه إلى ما نكتبه ونطرحه من الأفكار والتصورات , ونحسب أننا نكتب.
فالكتابة علاج لداء وبلسم لجراح , لا أن تكون عكس ذلك ونسميها جزافا كتابة , وما هي إلا عدوان سافر على الكتابة!!
فهل لنا أن نكتب بمداد الحياة؟!!