الوضع العام في المنطقة العربية والرأي العالمي فيه أسقر على ما هو عليه ويصب في تعزيز مصالح من خلقهُ وساعد على تكوينه وكذلك مصالح عملائهم .
النظام السوري مستمر في قتل وتدمير الشعب دون مسائلة والامم المتحدة والعالم متفرجين على ما يجري مسلوبي الارادة لأن اميركا واسرائيل فاعلين في هذا المضمار , كذلك النظام العراقي المدعوم من ايران بل المُدار من قِبَلِها واميركا لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم حفاضاً على مصالحها فيه وروسيا وبريطانيا وفرنسا مشاركين في هذا المخطط ضمن دائرة ” المفاهيم المشتركة ” لهؤلاء . روسيا لها مصلحة في محاربة الاسلام والمسلمين لأمكانية ثورتهم عليها من خلال مسلمي “الشيشان” , ولأن بوتين احد عملاء اميركا البارزين بعد غارباتشوف ويلتسن الذي ضرب البرلمان الروسي بالدبابات , وكذلك ما يعود بالفائدة الاقتصادية لروسيا وخاصة في مجال مبيعات السلاح والعتاد لدول المنطقة المشتعلة . هذا الحال يعود بالفائدة على ايران بشكل كبير في مجالات عديدة ومختلفة أبرزها السيطرة والاستحواذ في المنطقة العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وإمكانية الضغط السياسي في كل من البحرين والسعودية والكويت ومصر والحركة السياسية الفلسطينية , وما يعود عليها بالفائدة الاقتصادية في مناطق نفوذها وسيطرتها عبر المجالين العسكري والمدني يضاف الى ذلك كلهُ خلاصها وهروبها من شعاراتها وما طبّلت وإتكأت عليه كثيراً ولفترة طويلة من الزمن ولا تزال في موضوع تحرير القدس الذي يشكل واحد من اهم اهداف الثورة الخمينية الرئيسية المعلنة . خلق داعش التي ساهمت ايران في خلقها يبعدها عن الحرج في هذا الموضوع لاسيما بعد بسط نفوذها على العراق وسوريا وسيطرتها على حزب الله في جنوب لبنان المجاور لأسرائيل حيث اصبح الطريق سالكاً الى ذلك , من شعارات الخمينين التي كانوا يرفعونها ويتشدقون بها { طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء } وها هي كربلاء أضحت تحت سيطرتهم وسطوتهم مثل سوريا ونظامها بمعنى إن ايران واسرائيل أصبحتا متجاورتين فما هو الشيء الذي يمنع العمل على تحرير القدس . . تعمل الدول التي خلقت داعش على تأسيس ونشر قواعد هذه الحركة في المناطق التي يرغبون بها مثل ليبيا واليمن وتونس , يعني في الدول والمناطق السنية خدمة لأهداف اعداء الامة صانعي داعش .
تفجير مسجد الامام الصادق في الكويت تفوح منه رائحة ايران ورائحة اصحاب الخبرة العراقيين مثل ما كان يفعلهُ المالكي رئيس وزراء العراق السابق , وقبل هذا التفجيرات التي حدثت في السعودية الا ان موضوع الكويت لهُ شأن آخر أخطر وأهم من تفجيرات السعودية هي رسالة مهمة وعلى درجة عالية من الخطورة لأميركا والسعودية والنظام الكويتي , كون الشيعة في الكويت يشكلون نسبة عالية مقارنة بنسبتهم في السعودية ولأن الكويت على مرمى حجر من ايران يضاف الى ذلك مجاورتها للعراق الواقع تحت النفوذ الايراني , نتذكر تصريح رفسنجاني عند تمكن ايران من احتلال الفاو في محافظة البصرة قال ” على الكويت ان تعلم بأننا اصبحنا جيران على الارض ” معنى الرسالة وفحواها إنه بالامكان اثارة موضوع الطائفية بشكل عميق وواسع مثل العراق وسوريا واليمن كنماذج واقعية مفروضة من قبل ايران على مساحة الكويت وبين شعبهِ وتمزيقه كفريسة واهنة بين ايران والعراق . اوراق العراق كثيرة اذا ما أُريدَ اللعب بها مع الكويت ولها مقبولية في الداخل العراقي علاوة على تحريض شيعة الكويت ودفعهم للأستحواذ على السلطة ككويتين مثل ما يجري في اليمن من قبل الحوثيين . ولا ننسى ما قام به رجل الدين الشيعي الكويتي ” ياسر الحبيب ” من تشهير بالصحابة والتهجم على ام المسلمين عائشة وتأليف كتاب يسيء اليها ويشهر بها ويقيم احتفالات الافراح في ذكرى وفاتها والذي صدر بحقه حكم بالسجن لعشر سنوات قضى منها ثلاثة اشهر واطلق سراحه بطلب من وزارة الخارجية الاميركية وبأمر أميري وبرروا ذلك بأنه ” خطئ اداري ” دخل العراق بصورة غير شرعية ومن ثم ذهب الى ايران ومنها طلب اللجوء الى بريطانيا واستقر هناك , ألف الكتاب المسيء للسيدة عائشة وللأسف الشديد اخذ يتداوله بعض منتسبي الحشد الشعبي من شيعة العراق المغالين الطائفيين ويتباهون به .
يضاف الى ذلك ورقة أخرى هي بمثابة ” الجوكر ” بالامكان طرقها واللعب بها اذا ما تدخلت اميركا في محاربة شيعة الكويت وهي تحريك شيعة العراق للتعاطف معهم وتهديد مصالح اميركا النفطية ومقاطعة بضائعها في المناطق الشيعية , يضاف الى ذلك الضغط على اميركا والمتآلفين معها في موضوع الملف النووي , واخيراً رسالة قوية الى حكام الكويت بسحب دعمهم السري المالي والمعنوي لقيادة اكراد العراق في مسعاهم لأنشاء دولتهم والانفصال عن العراق الذي دأب مسعود البارزاني وآخرين من قيادات كورد العراق على العمل عليه والمجاهره به بمناسبة وغير مناسبة وهم مدركين استحالة ذلك من جانب تركيا وايران وسوريا , في تصريح لأردوغان مؤخراً قال فيه ” تركيا لن تسمح مطلقاً بدولة كردية على حدودها ” وهذا المبدأ تتوافق معه كل من ايران وسوريا والعراق . الاكراد السوريين يهجرون العرب من تل ابيض في منطقة الرقة عاملين بمبدأ الانفصال وتأجيج حالة التعصب القومي . مسعود البارزاني يعمل بجد ويعلن مستغلاً الوضع المتردي الذي يعيشه العراق والمنطقة معتمداً على علاقته وعلاقة بعض القيادات الكردية بأسرائيل واميركا مثله مثل جلال الطلاباني رئيس جمهورية العراق السابق ويسعى الى تأجيج التعنصر القومي الكردي معززاً بذلك موقعه الفردي والعائلي والعشائري بين اكراد العراق واكراد الدول الأخرى .