لا تترك الكويت مناسبة الا وحشرت نفسها في مهمة ايذاء العراق وشعبه، وكأنها تصدق حالها في القدرة عل تنفيذ هذا الوهم، ريما لأن صناع القرار فيها يجيدون فقط تقليد النعامة في ذكائها، مع تشابه واضح في ضخامة الجسم دون غيره، لذلك يهرولون بصعوبة واضحة صوب سيناريوهات تحتاج الى حكمة لا تهور بهوس القوة المزعومة، لأن العراق كان وسيبقى الباب العالي الذي ينحني له الكويتيون وغيرهم بارادة الهية.
ويفتري ” أذكاياءهم “على التاريخ بالقول ان العراق ككيان سياسي لم يكن موجودا قبل العام 1923، و لا يمكن أن يتجانس ساكنوه، فهم من ملل شتى، وكلٌ لديه مطالب مستحقة أقرتها الأمم المتحدة” ، وكأنه يريدون مثلا اعتبار ” دولتهم العظمى” أقدم في الوجود وأكثر تلاحما، فيما الصحيح يتحدث عنه ” البدون والمهمشون ” من خارج أصحاب ” المقامات المفتعلة”.
يريدون تقسيم العراق على أعتبار أن ذلك أفضل الحلول لضمان أمنهم، ويدفعون في سبيل تحقيق هذا الحلم الخبيث الكثير من خزائنهم، وفوق هذا وذاك يجيشون كتيبة لضمان حدودهم مع العراق، انها فعلا مفارقة الزمن الأغبر، لأنه هؤلاء يتناسون عن جهل وقلة معرفة في قراءة التاريخ أ ن العراقيين اذا عزموا هذه المرة سينتقمون لكرامة العراق وهيبته، عندها لا تنفع ساعة الندم لكل من تصور نفسه في المكان الخطأ .
لا نعرف على ماذا يراهن الكويتيون بكل خيباتهم، و ظنومهم السيئة، هل على قوة عسكرية ، أم على خبث مدفوع الثمن، أو وجوه لم تشبع من أكل السحت، أم انهم اداة ضعيفة في تأمر خطير على العراق، لكن في جميع الأحوال انهم يسيرون بالطريق الأصعب على وجودهم أصلا، وأن عليهم أن يهدأوا اللعب لأن الذي أمامهم هو الجبل الكبير، العراق الذي تعجز عربات الخشب من المرور بالقرب، فهو الضوء المنير فيما ظلماتهم معروفة.
لقد لعب الكويتون عل كل الحبال الاقليمية والدولية، و حصلوا عل براءة أختراع في الخيانة والتأمر على العراق، فمرة يريدون زرع الفتنة وفي أخرى يتفنون في حرق الأخضر واليابس، وفي ثالثة يعتقدون بقدرتهم عل تفتيت العراق والاستحواذ على خيراته، لذلك يدفعون الكثير لابقاء هذا البلد تحت طائلة البند السابع وما في ذلك من ابتزاز منظم للثروة العراقية، انهم فعلا اداة تخريب يجب ايقاف دورانها ” الأعوج”، لأنهم تجاوزوا حدود الله في العراق وأهله.
والأشد ازعاجا أنهم يتوهمون سيادة وقدرة على اتخاذ ما يناسبهم من قرارات” وطنية جدا”، فيما الصحيح غير ذلك فهم ينفذون ما يملى عليهم بمناسبة أو بدونها، وخير دليل جديد على هذه الحقيقة رضوخهم لقرار أمريكي يجبرهم على تخزين غاز “الكيميتريل” ، الذي يعد أحدث أسلحة الدمار الشامل ، داخل الأراضي الكويتية، بعد أن رفضت ذلك تركيا، ومن يدري فربما قد يفكر ” أذكياءهم”باستخدام هذا السلاح لتغيير خارطة العالم أو تدمير العراق، فهم طالما رددوا أوهاما مضحكة من أن ” حضارتهم” سبقت بزوغ أمريكا بقرون!!
وفي النهاية لا نعرف لماذا موقف الحكومة العراقية من ” الهلوسة” الكويتية ما زال متراخيا جدا، ولماذا لم تسمعهم ما تفهمه عقولهم المتهالكة، أن المصيبة ليست في عدم وضوح الموقف الرسمي في العراق، بل اذا صدق الكويتيون أنفسهم وقرروا فعلا التعدي على سيادة هذا الوطن، و أن يتحولوا الى جسر خشبي لأستهداف وحدته، لأن السحر سينقلب على الساحر بطريقة ربما تغير اتجاه ” العقال الكويتي ” الى غير رجعة، فهل بينهم رجل رشيد!! .