لن اتكلم هنا سوى على موضوع محدد من العلاقات بين العراق والكويت . وهو ماذا عملت الكويت عند تغيير النظام المعادي لها في العراق والصورة اراها امامي واضحة ومكررة … نعود باختصار الى 25 حزيران 1961 عندما عقد عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق والشخص الاول حيث لم يكن هناك رئيس للجمهورية مؤتمرا صحفيا طالب فيه بضم الكويت الى العراق وقال ان الكويت في ما مضى كانت تابعة للواء البصرة وانها جزء لا يتجزا من الكويت واضاف الزعيم قاسم ان اتفاقيىة 1899 بين الكويت وبريطانيا مزورة وغير معترف بها دوليا …..واعلن انه سيصدر مرسوما جمهوريا باعتبار الكويت قضاءا عراقيا تابعا للواء البصرة .. المهم لم تدم فرحة الكويتيين بنيل استقلالهم وبدأت حرب دبلوماسية في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية بين العراق وحلفاءه والكويت وحلفاءها … وجاءت 8 شباط ( 14 رمضان 1963 ) لتطيح بعبد الكريم قاسم ولنا تصور فرحة الكويتيين والاطمئنان الذي دخل الى قلوبهم بالتخلص من قاسم .. وبدأت الكويت صفحة جديدة من العلاقات مع العراق واستانفت العلاقات بقوة في كافة المجالات واصدرت القيادة القومية لحزب البعث بيانا اهم ما جاء فيه (ان الدول العربية كلها اجزاء في الوطن العربي الواحد ويجب ان لا يكون هناك قرار بضم اجزاء الى اجزاء بالقوة وبصورة تعسفية وان قرار التوحيد يجب ان يتم بموافقة كل الاجزاء التي تقرر الوحدة او التوحيد او التعاون وان تستند الموافقة الى استفتاء الارادة الشعبيى الحرة بين الاطراف الداخلية فيه ) لقد كانت مشكلة امام حزب البعث في كيفية تحديد موقفا من المسالة الكويتية خصوصا ان اول مبادءه هو الوحدة .. بلا شك كان لجمال عبد الناصر اثرا في الضغط على حكومة العراق لاصدار هذا الموقف .. بعد اسبوعين من ثورة (او سمها ما تشاء البعض يسميها انقلاب ) رمضان ارسل الشيخ صباح الاحمد الجابر الامير الحالي وكان وزيرا للخارجىة برقية الى العراق يبدي فيها رغبته بزيارة العراق للتهنئة بنجاح الثورة .. استقبله في حينه في المطار وزير التجارة شكري صالح زكي ولم يستقبله وزير الخارجية العراقي طالب شبيب ( وهذه كانت اشارة فهمها الشيخ ان العراق مازال لم يعترف بالكويت ) ..
وبعدها بفترة سافر الى الكويت وفد عراقي برئاسة وزير الدفاع صالح مهدي عماش وعضوية حردان التكريتي وطالب شبيب .. وفوجيء الوفد باستقبال حافل وترحاب يفوق المتوقع بكثير !!! وتصرفت الكويت بذكاء لاظهار الزيارة وكانها اعتراف بالكويت وعزفوا النشيد الوطني الكويتي والعراقي عند استقبال الوفد .. وقبل ان يستفيق البعثيون من مفاجاة الاستقبال ليكتشفوا ان عبد السلام عارف رئيس الجمهورية ارسل برقية تهنئة قبل وصول الوفد الى امير الكويت الشيخ عبد الله سالم الصباح .. ثم جاءت الخطوة المهمة والتي اثير الكثير حولها عندما اعلن عن اتفاق بين طالب شبيب والشيخ صباح السالم رئيس الوزراء عن تقديم قرض من الكويت بقيمة 30 مليون دينار كويتي ( وهذا كان رقما كبيرا في حينه ودارت حوله شائعات وشبهات ) ومعه مليوني دينار تقدم من الكويت الى عوائل شهداء ثورة رمضان 1963 ( ولااعلم ان وصل منها شيء الى الشهداء ) وقد سجل هذه القرض ضمن الاتفاقية التي وقعت مع احمد حسن البكر في تشرين الاول 1963 في بغداد في كل من الامم المتحدة والجامعة العربية ..لقد قامت الكويت بدعوة الوفود الشعبية واستضافت السفرات الطلابية وبشكل مبالغ به وقدمت الهدايا الثمينة الى الوفود التي تزور الكويت … وكانت تسير وفق خطط دقيقة وتعرف ماذا تريد عمله للحصول على الاعتراف بها من قبل العراق وهو ما تم لها .. وانتهت الصفحة الاولى لنصل الى 9/ نيسان /2003 ولن اتحدث عن فرحة الكويت قاطبة حكومة وشعبا بسقوط صدام حسين والنظام والدولة في العراق والاكثر من ذلك فرحها باحتلال العراق وفرحها بحرق العراق وتدميره وهذا لايختلف عليه اثنان .. لقد عملت الكويت بنفس اسلوب 1963 ولكن عام 2003 ليس مثل ذاك .. ومنذ اليوم الاول من دخول القوات الامريكية دخلت معها قوات كويتية خاصة لها مهمات دقيقة واضحة حرق بعض الدوائر الحكومية المهمة وسرقة ارشيف دوائر مهمة اخرى مثل وزارة الخارجية والمخابرات .. وشكلت الكويت غرفة عمليات مازالت قائمة مهمتها التعامل مع الوضع العراقي …في الاعوام 2003 ولغاية 2008 كانت تقدم مساعدات مالية كبيرة الى بعض السياسيين من ( السنة ) وخصوصا من الحزب الاسلامي كما قدمت رشاوى كبيرة الى الوفود العراقية التي تتفاوض معها بخصوص الحدود وبخصوص موضوع التعويضات كما انها قدمت رشاوي الى كافة الدبلوماسيين العراقيين الذين عملوا في الكويت منذ عام 2003 ولغاية الان . كما ان هناك الكثير من المعلومات تؤكد وجود علاقة بين بعض الكويتيين ومنظمة القاعدة في اعوام 2006 وبعدها لاغتيال بعض ( الاعداء ) ؟؟؟ في عام 2008 وردت الى الكويت معلومات ان هناك جهات من ( الشيعة ) تعتب عليها بمساعدتها للسنة فقط واتخذ قرار بعد عام 2009 بتقديم مساعدات مالية الى بعض السياسين الشيعة وخصوصا في محافظة البصرة .. لقد كانت تعرف الكويت انه هناك حديث شريف انه لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ولكنها لدغت مرتين لذا فانها امام خيار واحد هو ايذاء العراق حتى لا تقوم له قيامة وعلى كل حال هذا موضوع يخصها هي فقط لكن ما يخص العراق يجب فهم توجهات الكويت بدقة .. في حديث لي مع اصدقاء في عام 2004 كان هناك تصور من بعضهم ان الكويت اول دولة ستطفي الديون المترتبة على العراق كما كان هناك اصرار منهم ان الكويت لن تطالب بالتعويضات بعد الان الم يسقط صدام فماذا تريد اكثر من ذلك .. كان رأي ان الكويت لن تتنازل عن دولار واحد وان الكويت ستصر على عدم خروج العراق من الفصل السابع والتحجج بعدم ايفاء العراق بالتزاماته .. وتشاء سوء الصدف وسوء الحظ ان يعهد ملف الكويت الى اشخاص غير وطنيين وغير اوفياء للعراق ومن عبدة الدولار وهم وزير الخارجية هوشيار زيباري ووكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود والذي مصادفة اشترى شقة في بيروت بنصف مليون دولار ( من رواتبه )!! ولكن كانت مصادفة بعد المباحثات مع الكويت !!والله اعلم ولكن هناك الكثير ممن يعلمون ..
لهذا كلمتي الاخيرة الى الدكتور حيدر العبادي والدكتور ابراهيم الجعفري باحالة ملف العلاقات مع الكويت الى شخص كفوء وعاقل ووطني ومخلص والتعامل بحذر معها وهناك امر مهم يجب وضعه في الحسبان ان العلاقات بين الكويت والحزب الاسلامي عميقة وحميمة تمتد الى اعوام الخمسينات ( واسالوا عدنان الدليمي كيف استلم 7 مليون دولار من الكويت ) .. ان الكويت تقدم للعراق العسل ولكن فيه القليل من الزرنيخ وسيكون قاتلا للعراقيين وللعراق ولكن ببطء الكويت موضوع شائك لنا عودة عليه.