18 ديسمبر، 2024 7:48 م

الكون.. والهزات البايلوجية الإرتدادية؟؟!!

الكون.. والهزات البايلوجية الإرتدادية؟؟!!

ملايين البشر الآن في أرجاء المعمورة ، يعيشون حالة رعب وهلع وذعر وقلق فاق كل الحدود..إنه وباء كورونا ، الذي يفوق بتأثيراته البايلوجية الإرتدادية والقنابل الذرية في حجم الدمار الذي يلحقه بالتجمعات البشرية وليس بالهياكل المادية التي بقيت قائمة ، في حين يتهاوى بني البشر في موت رهيب يفوق كل وصف!!

ويعد وباء كورونا أحد تلك الهزات الارتدادية البايلوجية الكونية التي أحدثت تأثيرات غاية في الخطورة ، ليس بمقدور العقل البشري ، برغم ما إمتلكه من تقنيات متقدمة على مواجهتها، أو محاولة وقف زحفها الكارثي، والذي يتسبب بهلاكات بشرية فائقة العدد، تعدت المليون إصابة والالاف من حالات الوفيات في عموم الكرة الارضية، وما زال الموت يغيب المئات كل يوم دون رحمة!!

ما الدلالة الكبيرة التي نخرج منها من عواصف هذا الوباء؟؟

ربما توقف العقل البشري عن أن يضع لنا مؤشرا واحدا ، يعلل به سبب حدوث تلك الكارثة الكبرى ، والمولعون بالتفسيرات الدينية وبالغيبيات دوما يركنونها الى انه غضب آلهي ، أراد من خلاله رب السموات والارض تذكير البشرية بأن فجورها وطغيانها ونسيانها ذكر الله هو من سلط هذا الوباء على بني البشر ،علهم يعودون الى رشدهم ، ويتذكرون أن الله اكبر من كل دولهم وامبراطورياتهم وما يكتنزونه من ثروات!!

والاتجاه الثاني يحمل شعوب جنوب شرق آسيا وبخاصة الصين وكوريا الشمالية طبيعة أطعمة الحيوانات والزواحف التي يتناولونها، وهي من تسببت بهذا الوباء ، وهم من نقلوا فيروساته الى دول العالم، نتيجة تناولهم أطعمة مقرفة لاتستسيغها بقية شعوب العالم، وتعد من قبيل عصر الهمجية برغم تقدمها التقني ، لكنها تعيش ظلام العصور الوسطى بين تجمعات هياكلها البشرية من حيث تناولها لتلك الأكلات المقرفة والتي هددت البشرية والعالم أجمع بحجم تاثيرها الوبائي الكارثي، وتعد الصين المقلع الأول لهذا الوباء ، ويفترض أن تحملها دول العلم وشعوبه مالحق بها من كوارث ونكبات تسبتت بأضرار خطيرة وبليغة وازهقت بسلوكياته أرواح كل هذه الالاف بلا مبرر!!

والاتجاه الثالث يحمل الدول المتطورة والمتقدمة عالميا وبخاصة الولايات المتحدة وحتى فرنسا وبريطانيا وروسيا انها لم تضع تهديدات فايروسات مثل كورونا او غيرها على انها أوبئة تهدد البشرية ، ولم تضعها ضمن مختبراتها ولم تبتكر لها طرق العلاج او الوقاية منها وكيفية مواجهاتها في وقت مبكر، وتأكد للكثيرين أن العقل البشري مايزال قاصرا عن ان يواجه مثل تلك التحديدات في المستقبل، وهو أن فيروسا صغيرا لايرى بالعين المجردة يشكل كل هذا التهديد المريع للبشرية جمعاء!!

ويضطر العقل البشري في كل الأحوال الى التراجع عن تفسير مظاهر تلك التهديدات الخطيرة الى التفسير الغيبي ، الذي لم يبق للتفسيرات الاخرى ان تكون لها مصداقية ، كون التفسير الشائع الان هو ان هذا الوباء ( إنتقام رباني) من الخالق على بني البشر ، ولا يوجد لديهم غير هذا التفسير ، وهو ما يفسر أن العقل البشري توقف عن الانتاج والتفكير والابداع ، ما يدعو لانجلاء موقف الشك باليقين ، إنه لولا غضب رب السموات على فجور البشرية وطغيانها وتناسيها لأوامره، هو من يحرك تلك التهديدات المفاجئة، لكي تفتك به، وتتسبب بكل تلك الخيارات، وليس بمقدور أي كان وقف زحفها بكل ما أوتيت من قوة ، وما تمتلكه من قدرات تقنية ومعرفية، وكأنها تبقى لاحول لها ولا قوة الا التسليم بالقدرة الآلهية ، ولكن في مرحلة متأخرة، بعد (صحوة ضمير) إضطرت لها إضطرارا وليس إختيارا، وهذه هي حكمة آلهية لم تبلغها العقول البشرية في كل مراحل التقدم التكنولوجي والتقني والعلمي على مدار الكون!!