18 نوفمبر، 2024 3:47 ص
Search
Close this search box.

الكوفة ومأساة الإنتظار 

الكوفة ومأساة الإنتظار 

يبدو إن الماضي لابد أن نستخلص منه العِبر، فالعَبرة لوحدها لا تكفي، والبكاء ما لم يقترن بالعقيدة والإيمان لن يجد نفعا، فكم نائحٍ كالمرأة الثكلى قد غدر، ونكث العقد والبيعة من أجل الدرهم والدينار، رغم معرفته بدناءة ما يقوم به، وضحالة الفعل الذي شرع به، لم يدب التشيع في كافة نفوس أهل الكوفة، وما الشيعة إلا نذر يسير هنا وهناك، رغم أن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) جعلها عاصمة لدولته وحكمها لأربع سنين .
المبدأ الذي حكم به الإمام علي (عليه السلام) الذي رسم السياسة العامة لدولته، ” الناس صنفان: أما أخ لك في الدين, أو نظير لك في الخلق “، جعل من المجتمع الكوفي يعيش حالة من الحرية والعدالة الإجتماعية التي لم ولن يسبق لها مثيل، هذه الحرية الواسعة الي شهدتها الكوفة، جعلت من أن يكون الناس مختلفين في توجهاتهم السياسية، حيث عاش في الكوفة من هم على هوى غير الإمام علي وأتباعه، كالخوارج واليهود والنصارى وغيرهم، فلم يفرض الإمام آراءه السياسية بالقوة وكان منفتحا مع جميع طوائف الكوفة .بات واضحا؛ إن الكوفة التي حكمها الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام) لم تك ذات هوى علويا، حيث كثرة الغدارة فيها والمنقلبة على ولي أمرها، وشهد جليا أثناء الحرب التي خاضها الإمام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان  الماكر الذي عرف كيف يشتري الكوفيين بأبخس ثمن، دهاء هذا الثلعب المخادع جعل من الكوفة ساحة صراع، بعدما خلق الفتنة في جيش الإ مام الحسن وأستطاع أن يشتريهم فأنقلب المنافقون والذي لم تستيقن أنفسهم أمر محمد وآله (صلوات الله عليهم)، لمعسكر يزيد .ما يزال المجتمع الكوفي المتفكك يعيش حالة من الضعف الديني حيث لم يؤمنوا بالإمامة وكانت الأنفس الضعيفة التي تغرها الأموال والجاه والسلطة وما إلى هنالك من مغريات هي المسيطرة على أهوائهم، رغم إنهم كانوا ينتظرون الفرج بعدما ذاقوا الويلات من الحكومة الأموية التي جاءت بإنقلاب واضح وجلي بعدما نكث معاوية المعاهدة التي عقدها مع الإمام الحسن .
إستشرى الفساد في المجتمع ككل ولم يك هناك إلى حل يلوح بالأفق، مات معاوية، وحسب المعاهدة لابد أن يرجع الحكم لأهله الحقيقيين، أي للإمام الحسين (عليه السلام) لكن الماكر معاوية ضرب بالمعاهدة وأخل ببنودها، وورّث الحكم لإبنه الفاسق شارب الخمر هاتك النفس المحترمة يزيد، فما كان من الإمام الحسين (عليه السلام) ينتفض بوجه هذا الإنقلاب وعدم إضفاء الشرعية عليه، فندد ووقف بالضد من هذه اللعبة الدنيئة، فلم يبايع وقرر الخروج من أجل الإصلاح في أمة جده، لأن السكوت سينهي الإسلام كدين، ويحلل ما حرم الله، وهذا ما لا يقبله الإمام الحسين بوصفه الإمام الشرعي المكلف بالدفاع عن الأسلام وتطبيق حلاله وتحريم حرامه .
فبعث بإبن عمه مسلم بن عقيل، كسفير يمثله ووصفه للناس بأنه اليد اليمنى، كي تطمأن الناس له، فجاء ليأخذ من الناس البيعة للإمام الحسين، وأخذها منهم، لأن المجتمع كان ناقما على السلطة الأموية، رافضا حالة الظلم التي كان ينتهجها معاوية معهم، ونددوا بتولي يزيد الفاسق للسلطة، مما أدى بهم  لمبايعة إمام زمانهم وحجته الله عليهم، ووقعوا بأختامهم على البيعة وبعثوا له الرسائل ليوافيهم فيحكمهم .بسم الله الرحمن الرحيم    إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهما السلام. 
    من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام. 
    أما بعد ، فإن الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله ، فقد أخضر الجناب ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت ، فإنما تقدم على جندٍ مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك. 
لكن ما يزال الدينار يستهويهم ويتملكهم، فغرتهم الدنيا وأجنتهم، ونسوا إن الحسين جاء ليحررهم من الظلم بعدما أستشرى الفساد كثيرا، جاء لينتشلهم من حالة الذل والعبودية إلى التحرر والحرية، فما أبصرت قلوبهم ذلك وإزدادت عما وجهلا، فلم يقفوا على الحياد بل عاونوا يزيدا وعصابته على محاربة الإمام الحسين، وجرى ما جرى يوم العاشر من مصائب تكاد الجبال تتشق منها وتنفطر السماوات لعظمة الفاجعة .كان إنتظارهم فارغا  بدون أي معنى، لم يتعد مرحلة اللسان حتى، بل قاتلوه وقتلوه وسبوا نساءه وقتلوا أطفاله، بعدما قطعوا عنهم الماء، فتحولوا من إنتظاره إلى غدره ومحاربته، ترى أي إنتظار للفرج كان، لم يربوا أنفسهم فزاغت بصائرهم عن معرفة الإمام المفترض الطاعة، وغرهم الشيطان وخدعهم ببساطة، فأشتروا آخرتهم بدنياهم ببعض دراهم .هل سيأمن منتظري هذا الزمان أو يأمن الناس من غدر الشيطان وخداعه إياهم، وعدم تكرار المأساة مرة أخرى، مع حفيد الحسين (عليه السلام) الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) الذي يبحث إلى الآن عن أنصار حقيقين ومجتمع يستقبله بإحتفاء وترحيب شديدين لا إستقبال غدر ونفاق وقتل، فالدرس الذي جرى يوم العاشر من المحرم لسنة 61 هجرية، هل تم إستيعابه والإعتبار منه، ومعالجة الأخطاء الفادحة، التي ما تزال تتكرر في كل زمن، فيرجئ الله الظهور، وتزداد الدنيا ظلما وجورا .نعيش مرحلة من صناعة النفس المنتظِرة التي تبقى ثابتة ولن تهزها أي فتنة مهما كانت قوية، وستكون محصنة تقف بوجهها وإن كان حتف نفسه فيها، نفس قادرة على إستنصار المنتظر المنقذ والوقوف معه بوجه الظلم والفساد لنشر العدل والقسط ر الجناب ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت ، فإنما تقدم على جندٍ مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك. لكن ما يزال الدينار يستهويهم ويتملكهم، فغرتهم الدنيا وأجنتهم، ونسوا إن الحسين جاء ليحررهم من الظلم بعدما أستشرى الفساد كثيرا، جاء لينتشلهم من حالة الذل والعبودية إلى التحرر والحرية، فما أبصرت قلوبهم ذلك وإزدادت عما وجهلا، فلم يقفوا على الحياد بل عاونوا يزيدا وعصابته على محاربة الإمام الحسين، وجرى ما جرى يوم العاشر من مصائب تكاد الجبال تتشق منها وتنفطر السماوات لعظمة الفاجعة .
كان إنتظارهم فارغا  بدون أي معنى، لم يتعد مرحلة اللسان حتى، بل قاتلوه وقتلوه وسبوا نساءه وقتلوا أطفاله، بعدما قطعوا عنهم الماء، فتحولوا من إنتظاره إلى غدره ومحاربته، ترى أي إنتظار للفرج كان، لم يبربوا أنفسهم فزاغت بصائهم عن معرفة الإمام المفترض الطاعة، وغرهم الشيطان وخدعهم ببساطة، فأشتروا آخرتهم بدنياهم ببعض دراهم .
هل سيأمن منتظري هذا الزمان أو يأمن الناس من غدر الشيطان وخداعه إياهم، وعدم تكرار المأساة مرة أخرى، مع حفيد الحسين (عليه السلام) الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) الذي يبحث إلى الآن عن أنصار حقيقين ومجتمع يستقبله بإحتفاء وترحيب شديدين لا إستقبال غدر ونفاق وقتل، فالدرس الذي جرى يوم العاشر من المحرم لسنة 61 هجرية، هل تم إستيعابه والإعتبار منه، ومعالجة الأخطاء الفادحة، التي ما تزال تتكرر في كل زمن، فيرجئ الله الظهور، وتزداد الدنيا ظلما وجور .نعيش مرحلة من صناعة النفس المنتظِرة التي تبقى ثابتة ولن تهزها أي فتنة مهما كانت قوية، وستكون محصنة تقف بوجهها وإن كان حتف نفسه فيها، نفس قادرة على إسنتصار المنتظر المنقذ والوقوف معه بوجه الظلم والفساد لنشر العدل والقسط .

أحدث المقالات