18 ديسمبر، 2024 7:49 م

الكورونا وفايروساتهم!!

الكورونا وفايروساتهم!!

نشرت قبل أشهر مقالا بعنوان “شكرا للكورونا” , لأنه أسقط الأقنعة وعرّى المُسميات , ووضعنا أمام حقيقتنا ومصيرنا بوضوح مباشر.

واليوم أعود لسيّد الدنيا وحاكمها المطلق , الذي لا تدانيه بسطوته وقدرته قوة أرضية , مهما توهمت وتكبّرتْ واستبدّت وجارت وقهرت ودمرت.

السيد كورونا فايروس لا يُرى بالعين المجردة , ويحتاج إلى مجهر ضوئي لنتمكن من الإطلاع على شكله , لكنه زعزع وجود البشرية , وأرغم أعتى رموزها للإنزواء في مخابئها , والحذر من تسلله إليها والفتك بها.

فهو الفايروس الآكِل لجميع الفايروسات التي نخرت الوعي البشري وأتلفت عقول الأجيال , وصادرت معاني الإنسانية والأخوة الآدمية , وتاجرت بما تسميه دين , فشطّرَتْه ودَسّت فيه سموم أهوائها , ونوايا أحقادها , وجعلته عسلا مَن ذاقه مات , ومَن عافه مات , وبموجبه أنجزت أفظع الجرائم بحق الإنسانية.

الكورونا إلتهم فايروسات الوجود البشري النكراء , فطهّر العقول والنفوس والأرواح , وجعلها أمام ذاتها وموضوعها لوحدها , وأوجب عليها تفعيل عقلها الذي عطلته فيروسات الغِل والأحقاد , التي تحقنها في عروقها العمائم واللحى وبعض مَن يسمون أنفسهم ” رجال دين” , وفي حقيقتهم ” تجار دين” , لأنهم يستخدمون الدين ويروّضونه ويغيّرونه ليتوافق مع جشعهم وإستحواذهم على الآخرين وإستلابهم.

ومن طبيعة المخلوقات المجهرية أن تأكل بعضها , ولذلك وُجِدَتْ المضادات الحيوية , ويبدو أن البشرية بحاجة إلى المضادات الفايروسية , فلربما سيفتح لنا فايروس الكورونا بوابة جديدة للتوصل إلى فايروسات ذات قدرة على قتل الفايروسات بأنواعها , وأظننا على مقربة من هذا الإنجاز الإنساني المِقدام.

فهل سيدلنا الكورونا على ما يبيد الفايروسات الجهنمية الفاعلة في حياتنا؟!!