23 ديسمبر، 2024 8:41 ص

تعرض أجدادنا الأوائل لكثير من الأمراض والأوبئة على مر السنين، كالسل، والطاعون، والجدري، و حصدت أرواح الآلاف منهم ، لكن مع التطورات التي شهدها عالم الطب استطاعت البشرية التوصل إلى علاجات ولقاحات لكل هذه الأوبئة، إلا أننا لاحظنا خلال السنوات السابقة انتشار الكثير من الأمراض والفيروسات التي لم نكن نسمع بها من قبل؛ مثل: أنفلونزا الطيور، أو أنفلونزا الخنازير، أو الايدز وسارس و الايبولا , ومن الأمراض التي سمعنا بها مطلع عام 2020 مرض الكورونا.
يقصد بمرض الكورونا العدوى الناتجة عن فيروس الكورونا باللغة الإنجليزية: Corona virus)) وهو : عبارة عن سلسلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب العديد من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة والأمراض التنفسية الحادة مثل السارس، وقد اكتشف المرض لأول مرة سنة 2012 في المملكة العربية السعودية، ويعتبر الأطفال وكبار السن وممن يعانون من أمراض نقص المناعة وأمراض القلب الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس.
الكورونا كارثة وبائية :
ففي شهر واحد، أثار كائن مجهري الهلع في العالم كله، وأجتاح 190دولة , وتطورت المواجهة إلى حالة تحد بين ما تمتلكه الدول المتقدمة من إمكانات طبية وتكنولوجية هائلة وما يمتلكه هذا الكائن العجيب من قدرة على التحايل والتطور بما يربك حتى الإجراءات الاحترازية التي تحول دون انتشاره. فتطور الخوف منه إلى هلع البشرية على كامل الكرة الأرضية .. المدارس والجامعات والنوادي والمطاعم والفنادق والمسابح تعطلت، والخطوط الجوية العالمية توقفت … وتعرض قطاع السياحة العالمي لخسائر فادحة قُدرت بـ 840 مليار دولار ، (لوفت هانزا الألمانية خسرت لوحدها 50 بالمائة ).. حتى الشوارع صارت موحشة بعد إن كانت مكتظة بالناس، فتحول منظرها من الشعور بالفرح وحب الحياة الذي كان إلى توقع الشر والخوف من موت بشع حصل!.
الكورونا رحمة اللاهية :
كورونا أوقف أو حَد من وطيس الحروب في أفغانستان وليبيا و اليمن و سوريا المستمرة منذ سنين,و أوقف تصوير مسلسلات رمضان التافهة التي تبثها بعض القنوات الفضائية,كورونا أوقف المهرجانات السياسية والثقافية والدينية وأغلق أفواه بعض خطباء المنابر المحرضين على الطائفية والقتل على الهوية, وبات شارع المتنبي في العاصمة بغداد تأن فيه الرياح بكافة صنوفها بعد أن أصبحت الصحافة الكترونية وليست ورقية , تقرئها في البيت دون أن تكلفك مبلغاُ من المال .
كورونا أوقف السياحة والسفر والليالي الملاح في باريس وبيروت والقاهرة وباكو مدينة المباح.
كورونا وضع أهل الفن الهابط ومحترفي كرة القدم المتخمين وغيرهم في حجمهم الحقيقي…وجعلنا نعترف بقيمة الأطباء و الممرضين و قواتنا الأمنية الإبطال المضحين …كل الناس ألتزمت البيوت إلا غير المبالين …كل خائف من الموت بدأ يصلي ويتوب ويقرأ دعاء التوبة , وجعلنا نعترف كذلك بقيمة العلم والعلماء و الثقافة الصحية , وأن نشر الجهل والمجون في المجتمع من كبائر الأعمال والذنوب … شكراً للفيروس الجديد الذي وحد العالم تحت رايته القوية , وشكراً لجمهورية الصين الشعبية الحاضن الأول لهذا الفيروس العادل , الذي لا يميز بين الغني والفقير والجاهل والعالم والمؤمن والكافر.