23 ديسمبر، 2024 4:38 ص

تعرض أجدادنا الأوائل لكثير من الأمراض والأوبئة على مر السنين، كالسل، والطاعون، والجدري، و حصدت أرواح الآلاف منهم ، لكن مع التطورات التي شهدها عالم الطب استطاعت البشرية التوصل إلى علاجات ولقاحات لكل هذه الأوبئة، إلا أننا لاحظنا خلال السنوات السابقة انتشار الكثير من الأمراض والفيروسات التي لم نكن نسمع بها من قبل؛ مثل: أنفلونزا الطيور، أو أنفلونزا الخنازير، أو الايدز وسارس و الايبولا , ومن الأمراض التي سمعنا بها مطلع عام 2020 مرض الكورونا.
يقصد بمرض الكورونا العدوى الناتجة عن فيروس الكورونا باللغة الإنجليزية: Corona virus)) وهو : عبارة عن سلسلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب العديد من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة والأمراض التنفسية الحادة مثل السارس، وقد اكتشف المرض لأول مرة سنة 2012 في المملكة العربية السعودية، ويعتبر الأطفال وكبار السن ومن يعانون من أمراض المناعة وأمراض القلب الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
الكورونا كارثة وبائية :
ففي شهر واحد، أثار كائن مجهري الهلع في العالم كله، وأجتاح 158 دولة , وتطورت المواجهة إلى حالة تحد بين ما تمتلكه الدول المتقدمة من إمكانات طبية وتكنولوجية هائلة وما يمتلكه هذا الكائن العجيب من قدرة على التحايل والتطور بما يربك حتى الإجراءات الاحترازية التي تحول دون انتشاره. فتطور الخوف منه إلى هلع البشرية على كامل الكرة الأرضية .. المدارس والجامعات والنوادي والمطاعم والفنادق والمسابح تعطلت، والخطوط الجوية العالمية توقفت … وتعرض قطاع السياحة العالمي لخسائر فادحة قدرت بـ 840 مليار دولار ، (لوفت هانزا الألمانية خسرت لوحدها 50بالمائة ).. حتى الشوارع صارت موحشة بعد إن كانت مكتظة بالناس، فتحول منظرها من الشعور بالفرح وحب الحياة الذي كان إلى توقع الشر والخوف من موت بشع حصل!.
خسائر بشرية واقتصادية :
واليوم تتحدث خريطة الوباء أن هناك إصابة واحدة على الأقل في أغلب بلدان العالم! وأن إجمالي الإصابات العالمية وصل إلى (200) ألف إصابة ، منها 80 إلف إصابة في أوربا , والوفيات (6500)، وحالات الاستشفاء (57,463) طبقاً لآخر التقارير العالمية
وبسب هذا الوباء تراجع النمو الاقتصادي العالمي خلال مطلع عام / 2020 بأكثر من 10 بالمائة من الناتج المحلي , وانهارت أسعار النفط لأكثر من 30 بالمائة , مما دفع البنوك العالمية لتخفيض أسعار الفائدة على القروض الممنوحة , كسياسة تحفيزية لمواجهة الكساد وقلة السيولة المالية , كما قامت السعودية بضخ ما يقرب من 13 مليون برميل يومياً بدلاً من 10 مليون برميل يومياً, فأغرقت أوربا بالنفط , حتى وصل سعر البرميل إلى ما دون الـ 30 دولار نتيجة الفائض النفطي الحاصل في السوق العالمي البالغ 3,5 مليون برميل يومياً , على الرغم من أن السوق العالمية تستهلك 100 مليون برميل يومياً, فيما فقد أكثر من 25 مليون عامل أعمالهم حول العالم , ونصف الطلاب توقفوا عن الدراسة.
الكورونا مجرد نكته :
قبل وباء كارونا أنتشر وباء الطاعون الأسود عام 1347م وقتل ما يقرب من 200 مليون إنسان في العالم ولم تسلم منه الحيوانات والطيور من أصل سكان العالم آنذاك البالغ 500 مليون نسمة , حينها قتل من قارة أوربا لوحدها ( 40 – 60 ) مليون إنسان .