23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

أريد أن أشم ” النسرين”
“حدث البجعة السوداء” مصطلح يستخدم لوصف حدث غير متوقع له عواقب وخيمة وغير متوقعة على الاقتصاد العالمي
وينطبق هذا الى حد بعيد على ( فيروس كورونا) في ظل توقعات قالت إنه ان ( جائحة) تضرب في مدياتها البعيدة كل ألوان النشاط الانساني على وجه البسيطة ( الاقتصادي خاصة، الصحي، والديموغرافي) وانعكاس ذلك على نشاطات داعمة اخرى.
التأثير الاقتصادي يبدو جليا بالجانب التجاري، وهذا يمكن تلمسه من أقرب حانوت او سوپر ماركت على بعد أمتار عنك.
وبعيد عنك الى حد ما أوقفت الشركات الكبرى عملياتها التجارية في الصين ( مركز انتشار الفيروس) رغم رفض العملاق الآسيوي ان يتسمى الفيروس بإسمه، في اطار رد رسمي من بكين على واشنطن.
في ظل الوضع الراهن، سيكون اقتصاد الصين الأكثر تضررا لأنها مركز التجارة الدولية باعتبارها دولة مصدرة وموردة على نحو متزايد.
الشركات في جميع أنحاء العالم تشعر بالقلق حيال هذا الوضع. فيما تكبدت أسعار النفط خسائر للأسبوع الرابع على التوالي، وهبط إنتاج دول منظمة أوبك في الشهر الماضي لأدنى مستوى منذ أكثر من عقد، نتيجة تخفيضات الإنتاج . بالمقابل حقق الذهب مكاسب (أكثر من 4%) في الفترة ذاتها. ويُعد المعدن الأصفر ملاذا آمنا للمستثمرين، لاسيما في حالات التوترات وضعف نمو الاقتصاد العالمي.
ورغم أعلان منظمة الصحة العالمية ان الفيروس أصبح حالة طوارئ عالمية، منذ ظهوره في بداية عام 2020، بسبب ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية والاقتصادية، لكن النصف المليء من الكأس نراه وقد ازدان بالانخفاض الكبير في تلوث ثاني أكسيد النيتروجين “أهم ملوثات الهواء وأكثرها شيوعا” بسبب القيود المفروضة على تفشي المرض.
• في العراق..
وعلى لسان ” خلية الأزمة” اتخذت السلطات إجراءات واسعة لاحتواء تفشي الفيروس من بينها تعليق دوام المدارس والجامعات، ثم الوزارات ودوائر الدولة عدا الصحية والأمنية والخدمية، فضلاً عن إغلاق المزارات، اماكن العبادة، الأماكن العامة ( المتنزهات، المطاعم، المقاهي ودور السينما وغيرها).
واتساع نطاق العزل المنزلي،
تجنب التجمعات إلا في الحالات الضرورية والتزام المنازل وأثر كل ذلك على تغيير انماط الحياة، وفي ذلك دلالة على عجز السلطات في الحد من انتشار الفيروس دون هذه الاجراءات السلبية وانعكاسها على أنماط وسلوكيات الحياة الاجتماعية لإبعاد الإصابة، عدا عن آثار جانبية على الأفراد.
ومنها انهيار التواصل الاجتماعي، خصوصا المسنون وذوو الاحتياجات الخاصة أو من يعانون من أمراض.
كما ان العزلة والوحدة من المشاكل الصحية والاجتماعية وانعكاسها السلبي على الصحة العقلية والجسدية، والنفسية مثل الاكتئاب والقلق والتفكير في الانتحار.
• كورونا …. كورنا بالحجر والعزلة
فُسّرت العزلة بأنها “حالة طوارئ جسدية” . لكننا لم نصل الى نتائج تؤكد ان العزل المنزلي او قضاء مزيد من الوقت مع الأسرة داخل المنزل سيجلب الأمان والصحة والسعادة إلى كثيرين، لا يستطيعون مغادرة بيوتهم.
إن إطالة مدة العزل تؤدي الى كساد اجتماعي لا يمكن تجنبه. لكن يمكن القيام ببعض النشاطات للتخفيف من أثار ذلك مثل قضاء بعض الوقت في فضاءات مفتوحة، يمكن ان تشم فيها رائحة ” النسرين” بأزهارها المستديرة وأوراقها البيضاء المشربة بحمرة خفيفة، ليعطيك انسيابها بغنج شعورا دافقا بالحياة.
في ايطاليا ( الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من كورونا) طغت روائح الربيع على الرائحة التقليدية الكريهة للهواء في ميلانو ولومبارديا أيضا. إضافة الى تسجيل معدلات منخفضة بشكل كبير لتركيزات الغبار الناعم مقارنة بالمعدل الطبيعي، بشكل مستمر، بعد أكثر فصول الشتاء تلوثا في الأعوام الأخيرة.
من ذلك وإليه يُثار سؤال؛ هل ” تكويرنا” بالمنازل حجرا وعزلة، وشعور بالوحدة، يحمي الأشخاص الأكثر عرضة للوباء، ويساعد في افلات آخرين.؟.. على حساب بتراجع نوعية ” الحياة” وغياب او تقويض ايقاعها في ترنيمة الوجود؟