23 نوفمبر، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

الكورد والنفق الطويل

الكورد والنفق الطويل

كلما استشعر الكورد بان هناك ضوءاً ، ولو كان خافـتاً و باهتاً  جداً لا  يكاد يُرى ، في آخر النفق المظلم ، نفق المعانات ،نفق الظلم و الحرمان ، الذى طال وازداد طولاً و عتمة بل يزِادُ في طوله وعتمته ، ونعلم من الذي يزيد في  الطول العتمة ، ومن يريدنا ان نستمر في السير في ظلمة هذاالنفق وعتمته كالعميان ليضمن انه حتى لو تصادف  و ان تلاقينا في هذاالنفق، فلا نعرف بعضنا أو لا نتعرف على ملامح بعضنا الآخر ، لنبقى بعيدين عن بعضـنا، لنجهـل بعضـنا كل  للاخر لكي لا نتواصل مع بعضنا البعض لنبقى غرباء عن بعضـنا ونحن اخوة، كلنا محشورون في  نفس المركب المثقوب الذي يكاد ان يغرق بنا جميعاً دون  استثناء و نبقى بعـيدين عـن تبادل الأفـكار ، أفكارنا الخاصة  بأفكارهم الخاصة ، ما يخدم واقعنا ، حاضرنا، مستقبلنا ، و مستقبل اجيالنا،
كلما استشعرنا ذلك الضوء او ذلك الامل، الذي طال انتظارنا له ،وتوسمنا فيه الخير ، ينبرى احدنا ليُخَوِّن الاخر، ويصف احدنا الاخر بالعمالة ، لهذا الطرف او ذاك المحلي او الأقليمي او الدولي، ويقلب الموازين  و حتى الامل يقلبه خيبة ، كان ليس من حقنا حتى ان نعيش في الامال وحتى في الاوهام ان صح التعبير  ، حتى عندما نرجوا الامل او ان نحلم اي حلم ليس لنا ان نحلمه الا بعد اخذ الاذن ممن يطيل علينا النفق والعتمة  الى ما لا نهاية له، 
انهم هم اعداء هذه الامة التى غدر بها التارخ منذ ما يقرب من قرن من الزمان
الاغبر او يزيد، وتكالب عليها الاعداء و المستعمرون اصحاب المصالح  من كل حدب وصوب ، اعداء الجوار الجغرافي  القريب من ترك وعرب وعجم ، وتعاون  بل تآمر معهم مَن جاءوا من وراء البحار البعيدة في  بدايات القرن الماضى من انگليز وفرنسيين ، لا هم لهم سوى مصالحهم آنئذٍ او الستراتيجية البعيدة المدى في الوقت الحاضر، في ذلك الوقت خططوا ونفذوا ما هو صالح لهم ولمصالحهم لعشرات العقود اللاحقة ، وها هم يحصدون في ارضنا ما سعوا له قبل قرن من الزمان
لا جهة من هؤلاء ترغب الخير  لنا او لغيرنا من الشعوب المغلوبة او المغلبة على امرها  ولو ادعوا غير ذلك ،او أظهروا الود والمحبة  لنا  وساروا في ركابناً وعقدوامعنا عديد الاتفاقات  لفترة من الزمان وسرعان ما ينقلبون علينا حين يبدوا لهم ان مصالحهم لم تعد تتحقق معنا او انها في خطر ، انها المصالح ، مصالحهم التى تحتم عليهم ذلك في هذه المرحلة او ما سبقتها  من مراحل  العقود الماضية، وليس من اجل سواد عيوننا،  وسرعان ما ينقضون ويتبرأءون مما اتفقوا عليه معنا ويضربونه عرض الحائط،  وكأن شياً لم يكن، ويبحثون عن اغبياء آخرين لمرحلة قادمة، ويعدون الخطط والمؤامرات  لينهبوا خيراتهم كما نهبوا و ينهبون خيراتنا، هذا هو ديدنهم الذي بدونه لا يستمرون ، ونحن في غفلة من امرنا ومغرورين بما حققناه في الفترة الماضية، ناسين او متناسين حقوقنا التى سلبت مناطيلة العقود الماضية، منذ اول برميل نفط تدفق من حقول كركوك قبل ما يقرب من تسعة عقود وما سبقها من تجزءة ارضنا اى اوصال متعددة بين المتكالبين ، دون مراعات لحقوق الشعوب ، الحقوق التى دعوا هم  اليها في حينها ولا يزالون،  ونحن في غفلتنا صدقنا ادعاءاتهم ولا نزال  نصدقها ، حتى لم يحترموا ما  اتفقوا عليه ضدنا، ومن يقراء التاريخ الحديث للمنطقة يفهم الكثير مما حيك ضد هذه الامة من مكائد ودسائس، من قبل من قطعوا اوصال ارضنا المباركة الى اجزاء لاضعافنا، وكان لهم ذلك،  ووزعوها كقطع رغيف الخبز بين جائعين  دول المنطقة و  ممالكها الموجودة حينها والمتشكلة اوالتي هم شكلوها و استقدموا لها الملوك من خارجها حسب مواصفاتهم ليضمنوا تسلطهم ومصالحهم  حسبما اقتضتها مصالحهم حينها ، من محليين ومستعمرين دون الاخذ ولو شكلاً برأى الشعوب لتقرر مصيرها الذىترتضيه بإرادتها، وهم من قالوا يوم قدومهم انهم محررون وليسوا مستعمرون، وصدقناهم، ولا زلنا نصدقهم رغم افتضاح ادعاءاتهم المزيفة التى التى خدعوا بها الشعوب ، ولا زالوا يخدعوننا، و كتب التاريخ مليئة بتلك
الاكاذيب والافتراءات والضحك على ذقون الشعوب ،
  انها المصالح حينها  وفي هذا الحين ، لذا
يجب ان نبقى اذاننا ، عيوننا وكل حواسنا  الاخرى  متيقضة الى اقصى قدرتها حينما نتصافح مع من كانوا حتى الامس القريب من اعدى الاعداء، او نعقد معهم اي اتفاق،
وان نتصافى مع ابناء جلدتنا في الاجزاء الاخرى ونأخذ بيد احدنا الاخر، لنعبر معاً هذا النفق المعتم الطويل ولنقطع الطريق على من يزيدون في طوله وعتمته،
من مسلَّمات الامور ان قلب اخيك احن عليك
من قلوب الاخرين حتى لو ظهر او بدى لك غير ذلك ، لماذا ندع الاخرين يزيدون في الشقاق الذي بيننا ، وندعهم يخربون ما
ما يحاول الاخيار بناءه، في اي جزء كان مناجزاء وطننا ، أرضنا،
 لنُرمِّم ونُرتِّق ما مزقه الاخرون قديماً،و بدؤا يمزقونه من جديد ، ممن لا هَمَّ أهم لديهم من تمزيقنا  لزيادة شقاقنا ونفورنا من بعضنا، يودون لو يمحوننا من الوجود كما حاولوا في ثمانينات القرن الماضى 
في  حلبجه بالاسلحة الكيمياوية وفي غيرها بالاسلحة التقليدية وحملات الانفال  والابادة  الجماعية والتشريد سيئة الصيط   ،ودوا لو يمحوننا من على هذه الارض و لم يستطيعوا حينها، ولن يستطيعوا الان
لاننا بتفاهمنا و بوحدة كلمتنا، وحبنا لبعضنا اقوى من كل اسلحتهم ومكائدهم و دسائسهم ، ودوا ذلك ويودون ولكن لم يستطيعوا ولن يستطيعون ،    وان أبدوا غير ذلك وأظهروه لنا ولهم ،
 ونكف عن تخوينالاخرين ووصفهم بأبشع الصفات والنعوت وبدلها نبدي روح الامان  و التسامح والالفة ونشيع روح الاخوة و المحبة ، وندعـوا لاخوانناو نسعى له  ما
ندعوه لنفسنا ونسعى له  ونعمل له بكل امكاناتنا، ليذكرنا التاريخ بالخير ، فإن التاريخ لا يرحم احداً،
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات