لحماية الطائرات الصديقة أثناء تحليقها المنخفض من الارتطام بأسلاك خطوط نقل الطاقة الكهربائية (٤٠٠ كف و١٣٢ كف) المنتشرة على عموم مساحات البلاد، لجأت دوائر الكهرباء المعنية إلى وضع كرات حمراء تثبت، عادة، في السلك الأعلى (الأرضي) لهذه الخطوط وطوال مساراتها، وخصوصاً القريبة من مسارات حركة الطيران، لتنبيه طواقم الطائرات إلى وجود شبكة كهرباء قريبة.
في منتصف العام ١٩٨٦ وقعت حادثة مؤسفة عندما ارتطمت إحدى الطائرات السمتية التابعة لطيران الجيش بأسلاك أحد خطوط الكهرباء (جهد ١٣٢ كف) الخارجة من محطة توليد كهرباء دبس في المنطقة الشمالية، وأدى ذلك إلى سقوطها فالتهمت النيران جسم الطائرة وراح ضحية الحادث الطيار ومساعده، توقف عمل شبكة كهرباء المنطقة، آنذاك، وهرعت ومن معي إلى موقع الحادث حال وقوعه حيث كان قريباً من موقع عملي (كنت، حينها، مكلفاً بإدارة كهرباء المنطقة الشمالية) ومقرها في مبنى الإدارة الخاص بمحطة دبس البخارية في قضاء دبس، (لا وجود لكرات التحذير موضوعة البحث على أسلاك الخط، الذي كان السبب في سقوط الطائرة).
عندها أدركت تماماً الأهمية البالغة لتثبيت هذه الكرات على مسارات الخطوط وأشرفت، حينها، على توزيع ما متوفر منها على خطوط النقل ومتابعة تثبيتها على الأسلاك الأرضية، على وفق جدول عمل مبرمج شمل عموم شبكات كهرباء المنطقة الشمالية، وطلبت تعزيز الرصيد المخزني بكمية إضافية منها .
بموازاة ذلك جرت حملات مماثلة شملت شبكات كهرباء المناطق الأخرى من العراق، وإلى سنة ٢٠٠٣، سنة مغادرتي مجبراً مهماتي الوظيفية، لم تسجل أية حالة مماثلة والحمد لله .