23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

الكهرباء وحوادث الصعق.. من المسؤول؟

الكهرباء وحوادث الصعق.. من المسؤول؟

منذ اكتشاف الكهرباء، وفي مراحل تطور إنتاجها وتجهيزها المستمرة، رافقتها قفزات نوعية في حياة المجتمعات على الصعد كافة، وكان ذلك هو العامل الأساس في تحقيق التقدم الصناعي والزراعي وجوانب النشاط الاقتصادي كافة، كما كان العامل الحاسم في تحقيق الرفاهية الفردية، في مجالاتها كافة.
على وفق هذا الوصف لتأثير الطاقة الكهربائية ودورها في رسم ملامح مستوى التطور الحضاري الناتج عن تسخيرها لصالح النشاطات الانتاجية والخدمية فهي صديق ودود للإنسان، لكنها قد تتحول إلى عدو لدود له إذا ما ألقت بتبعاتها الشريرة عليه نتيجة لسوء استخدامها..
كثيراً ما نسمع بتعرض الأفراد لحوادث صعق بالتيار الكهربائي، الذي قد يذهب بضحايا الى النهايات الحزينة كالإصابة بالعوق الدائم أو مفارقتهم الحياة، فأنواع هذه الاصابات متعددة تتراوح بين حصول الحروق البسيطة، التي يمكن معالجتها إلى حالات الموت.
غالباً ما يتعرض العاملون في صيانة الشبكات الكهربائية الى هذا النوع من الحوادث، الذي يؤشر تكراره على تقصير الإدارات المعنية لقطاع الكهرباء في جوانب المتابعة والإشراف وإصدار التعليمات الملزمة للحد منها، كما ان عدم اهتمام هذه الادارات بتنفيذ البرامج التدريبية الخاصة بالوقاية من حوادث السلامة المهنية مع توفير مختلف مستلزماتها المتعلقة بها يؤشر تأكيداً لتحملها مسؤولية الفشل في مهماتها وأولها التصدي لما يهدد سلامة العاملين وحياتهم.
لم يسلم المواطن متلقي خدمة الكهرباء، وبخاصة الأطفال، من مخاطر هذه الحوادث، التي غالباً ما تكون نتيجة لجهله وعدم معرفته بشروط التعامل الآمن مع التيار الكهربائي داخل المنزل أو في موقع العمل ومناطق سكناه حيث تنتشر أسلاك شبكات الكهرباء الفرعية ومكوناتها فيها والتي تقع مسؤولية صيانتها وتوفير شروط الأمان لها على عاتق دوائر الكهرباء المعنية المتصلة بحسن وكفاءة إنشائها على وفق المواصفات الفنية المعتمدة والمراقبة الدورية والمستمرة لها، وبالتحديد في مواسم هطول الامطار.
كما يقع على عاتق هذه الدوائر إعداد البرامج الإرشادية التوعوية الموجهة الى المواطنين واختيار الوسائل الفاعلة لإيصالها اليهم على وفق قنوات مختلفة.
إن الزيادة العددية في الإصابات الفردية لحوادث الصعق، التي شملت العاملين والمواطنين ينتج، عادة، عن عدم الاهتمام الجاد للإدارات المشرفة على عمل قطاع الكهرباء بسبب الفهم القاصر لتأثيرات مخاطرها على مستوى إداء العاملين مما ينتج عنه تفاقم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية، وتالياً على المستوى العام في إداء المنظومة الكهربائية.. فهذه الإدارات مدعوة، الآن، لإعادة النظر في خططها وبرامجها العملية ذات الصلة للحد من هذه الحوادث إذا كان ذلك من اهتماماتها، التي يجب أن تحتل حيزاً متقدماً في مجملها.. فلا جدوى الآن من فعل النعامة عندما تدفن رأسها بالرمال.