لاندري إن كان ” أهل الكهف” سلام الله عليهم ، هم من العراقيين أم من شعب آخر، لكن مايجري من فصول إنقطاعات الكهرباء الوطنية وإختفائها لساعات طويلة عن معظم مدن العراق ، وبخاصة العاصمة بغداد ، يدرك أن العراقيين يعيشون فصول تقترب من قصة أهل الكهف ، حين يجري تقليب أجسادهم يوميا ذات اليمين وذات الشمال، بعد إن جرعتهم إنقطاعات الكهرباء عنهم لساعات طوال في الصيف اللاهب لساعات طوال ، ليال قاسية ونهارات تحرق أجسادهم، وكأن حر الشمس اللاهب يلتهم أجسادهم بلا رحمة!!
بل أن وزارة الكهرباء تقلب أجساد العراقيين على نار ، ولكن ليست هادئة ، كما يجري مع السمك المسقوف ، الذي إبتعد عنه العراقيون هذه الأيام ، بسبب حر جهنم الذي يرونه وهم أحياء في هذه الدنيا ، كما يبدو!!
ماجرى هذا الشهر (تموز) من إنقطاعات متكررة يوميا ، خلال ساعة تزويد الكهرباء لمنطقة الدورة محلة 836 ببغداد، يكون على الشكل التالي: تأتي الكهرباء ليلا ونهارا، بعد ساعتين أو أربع ساعات من الإنقطاع، وبعد دقائق من عودتها تنقطع وبعد عشر دقائق تأتي مرة أخرى ثم تنقطع لربع ساعة وتأتي ربع ساعة أخرى ، ( على طريقة الترفك لايت) ، وتكون حصة المواطن متقطعة لفترة ساعة كل ساعتين أو أربع ساعات إنقطاع، وهي الفترة الأسوأ في تاريخ الكهرباء هذا العام، ويبقى العراقيون يقظين طوال لياليهم ، لايقترب النوم منهم ولو لسويعات طوال الـ 24 ساعة من يومهم الذي يمر عليهم بشق الأنفس!!
وتتصاعد صيحات مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ من نساء ورجال طاعنين في السن الى علياء السماء، كل يوم، وهم يتوجهون الى بارئهم بالدعاء ، عل الله يشفق عليهم بنسمة هوار باردة تعيد لهم أرواحهم الى أجسادهم!!
والفضيلة الوحيدة ان موظفي وعمال الصيانة ومنتسبيها ومديرها هم من الأشراف الذين يتابعون كل خلل، أو عطل يجري، ونوجه لهم الشكر في كل مرة، إلا أن إنقطاعات الكهرباء خارج إرادتهم، ويتعلق بدائرة التوزيع، التي لن تعدل يوما في حياتها في توزيع ساعات الكهرباء على العراقيين!!
فتشوا في كل مدن الدنيا ، كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، لن تجدوا معاناة قاسية يعانيها شعب ما من الكهرباء ، كما يجري من فصول دامية رهيبة في العراق، البلد الذي حل عليه غضب السموات والأرض كما يبدو، لأن العراقيين لايثأرون لأنفسهم، ولا يضعون حكامهم على نار هادئة، على شاكلة ماعذبوهم كل هذه السنوات العجاف، وشووا أجسادهم، بلا رحمة، على طريقة السمك المسقوف التي يتغنى بها العراقيون في ليال الشتاء الحالمة!!
وتتصاعد لعنات السب والشتيمة يوميا ، على كل من تسبب في ضياع بلدهم ، وهم يعانون فصول تلك المأساة المروعة التي حلت عليهم منذ أكثر من 18 عاما ، وحكامهم والمتسلطين على رقابهم يحرقون أجسادهم، في حرائق مختلفة تعددت أسبابها وأشكالها، لكن حريق العراقيين واحد ، والنيران التي تلتهمهم واحدة ، وسبب بلواهم واحدة، وهي أن حكامهم والقائمين عليهم ، لايخافون الله، فحلت عليه لعنة الدارين في الدنيا والآخرة!!
ألا تبا لهم .. وتب لحمالة حطبهم ، التي توقد النيران لتشوي أجسادهم ، وصدق رب العزة حين قال: ” تبت يدا أبي لهب ، وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب..وإمرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد “..!!
وكان الله في عون العراقيين على تحمل مآسيهم وفواجعهم، وأنين الملايين من شعبهم ، وأمراض كورونا وويلاتهم تلاحقهم، وتحصد أجسادهم البريئة بلا رحمة!!