18 ديسمبر، 2024 10:06 م

الكمالية ومنطقة الهاتف في الفاو

الكمالية ومنطقة الهاتف في الفاو

الصناعات النفطية: ومراحل تطور الصناعة النفطية في العراق .المرحلة الاولى مرحلة الامتيازات للشركات النفطية الاجنبية .. ثم تاتي مرحلة عام 1912 تم تأسيس شركة النفط التركية من الشركات العالمية الكبرى مهندس النفط كولبنكيان.. وبعد الحرب العالمية الاولى تم تاسيس شركة نفط العراق من شركات اربعة. هي شل وبي بي وتوتال الفرنسية وشركة تنمية الشرق الاوسط الامريكية لكل واحدة 23.5% ولكولبنكيان 5% ..وفي عام 1936 تم تاسيس شركة نفط الموصل ..
وفي عام 1938تاسيس شركة نفط البصرة
وقد اكتشفت عام 1927 حقل كركوك وعام 1939 حقل عين زالة وعام1938 حقل الزبير وعام 1949 حقل الرميلة العملاق .
وعلى اثر تلك الاكتشافات وجدت السلطة البريطانية ضرورة بناء منصة تصدير نفط العراقي الى العالم فتم اختيار منطقة يسكنها بنو تميم على ساحل شط العرب , فعرض البريطانيون على بني تميم اراضي تسجل باسمهم طابو اسود وتم ترحيلهم الى منطقة سميت باسم العشيرة{ التميمية} تقع في الجانب الجنوبي الغربي لمدينة الفاو.
وتم بناء خزانات ضخمة تزيد على 20 خزان سعة كل خزان مليون لتر , وتم بناء ارصفة تحميل النفط وتصديره بالقرب من الشركة بين حوز الشركة وحوز ابن ضبط. ولما كانت الفاو تفتقر الى دور سكن للعاملين في الشركة , فتم بناء منطقتين لسكن المنتسبين لشركة بي بي سي .. الاولى للعمال وسميت الكمالية تم بناءها بنظام غربي بريطاني. حيث هندسة الدور والملاعب والحدائق وفيها مخزن كبير لبيع المواد الغذائية يسمى { كانتين} . وتم بناء نادي ترفيهي تابع لعمال وموظفي الشركة وفيه قاعة كبيرة جدا تستخدم للاحتفالات وعرض الافلام السينمائية وتقدم فيها مسرحيات وغيرها .
وتاريخ الشروع ببناء الكمالية كان في فترة نهاية الثلاثينات من القرن العشرين واصبحت جاهزة للسكن في بداية الاربعينات . وكانت جميع الشوارع في المنطقة نظيفة ومعبدة ويوجد عمال نظافة مخصصون لتنظيف المنطقة وعمال زراعيين للحفاظ وسقي الاشجار فيها . سيارات تنظيف ترفع الازبال يوميا.
المنطقة الثانية : التابعة لشركة نفط البصرة هي منطقة الهاتف. وللتاريخ اقول حين تدخل منطقة الهاتف كأنك تدخل حيا في انكلترا. والمنطقة مخصصة للمهندسين والمدراء والخبراء في شركة نفط بي بي سي.
المنطقة تحولت الى حديقة غناء وشوارع معبدة ومسبح وملعب خماسي وتنس وسينما . وهناك سيارات مخصصة تنقل العوائل من الهاتف الى سوق الفاو للتبضع. علما ان جميع النساء من البريطانيات والاسكتلنديات..
كل هذه الاجواء تغيرت بعد ثورة 14 تموز عام 1958 نحو الاسوء. ولكن بعد ثورة 1968 اصبحت الاتربة والاوساخ تعلوا المنطقة وسكنها بعض الوافدين فأصبحت لا تختلف عن مناطق الفاو الشعبية .