23 ديسمبر، 2024 12:59 م

الكل يكذب والعراق في مهب الريح

الكل يكذب والعراق في مهب الريح

التقيت قبل ايام برجل عجوز جاوز الثمانين من عمره وهو اول معلم لي في الدراسة الابتدائية عام 1964 وبعد الحديث عن الذكريات واين اصبحت وماهي دراستك ووظيفتك سالته سؤالا محددا عن العراق وماسيكون في قادم الايام فاجابني بخبرة السنين وعطاءها وحدد كل شيء في كلمات معدودة اختصرها بقوله ان الكل يكذب والعراق في مهب الريح وسيتعرض الى ازمة كبيرة ستهد البناء والانجاز وستقضي على ماتبقى من البنى التحتية للانسان العراقي وسترتبك حياته بشكل يصعب اصلاحه ,وبرر قوله بامور كثيرة كلها واقعية وذات بعد استراتيجي ودقة عالية .وعندما عدت الى البيت استعرضت شريط حواري معه فوجدته محقا وصائبا في كلامه والاسباب كما اراها هي ,ان العراق دولة تحولت من مركزها التنموي برقم 36 الى دولة بلا رقم (عدد دول الامم المتحدة 262 دولة)اي انها اكثر من عدد دول المنظمة الدولية ,والتعليم في العراق من المرتبة الثالثة عالميا وهو تصنيف جامعة بغداد عام 1980 الى التصنيف 468 عالميا وفي المجال الصحي في منطقة الخطر من حيث انتشار الامراض والاوبئة بمختلف انواعها,وفي مجال البناء والاعمار فهو في آخر الترتيب نتيجة للدمار الذي خلفته الحروب والقتال الداخلي واخيرا داعش والارهاب ,اما مجال حقوق الانسان فالعراق يتصدر قائمة منتهكي حقوق الانسان والقتل ,اما اقتصاديا فزراعيا تتجه اراضي العراق الى البور والزوال وكمية المحاصي الزراعية محليا تساوي 10 بالمئة من الارض الصالحة للزراعة ,ويعاني العراق من حرب المياه فهو نتيجة للسياسات المائية الخاطئة وعدم انشاء سدود لخزن الفائض من المياه بدلا من تركها تذهب الى الخليج بلا مبرر كذلك عدم الاستفادة من نهري دجلة والفرات بشكل صحيح وسيطرة الارهاب على مجرى مياه نهر الفرات وقطع القسم الاكبر من المياه ادى الى قلة المحاصيل وتلف الارض وضياع الثروة الزراعية بالكامل ,اما في القطاع النفطي فقد تم رهن الاقتصاد العراقي وبفعل جولات التراخيص بعجلة الشركات المستثمرة وجعلها صاحبة القرار في الانتاج والتصدير وهذا مااعاد العراق لعهد ماقبل التاميم عام 1972 ,وصحيا فالدمار والامراض مستمرين ولايوجد مؤشر على المعالجة ولو مسقبلا ,وفي المجال السياسي فلدى العراق جوقة من السياسيين الهمج الذين لايفقهون مصلحة بلدهم ويعملون وفق مخططات خارجية تعمل على تدمير العراتق من الداخل والخارج (اللهم الا استثناء بسيط)وهذه الجوقة تكذب وتوعد ولاتنفذ ماتقول همها الوحيد تفريغ الخزانة وتحويلها الى جيوبهم الخاصة ومن ياتمرون به ,فاي مستقبل ينتظر العراق واي امل بنجاته من الضياع والخراب واي روح موجودة لدى المواطن ليساعد وطنه على الوقوف من جديد .نعم ايها الرجل الحكيم الكل يكذب والعراق يتجه للانهيار والضياع والتمزق,كم انت رائع وحكيم ايها المعلم الاول ودقيق لقد اوجزت تاريخنا ببساطة ووضعتنا على مستقبلنا المخيف ,فهل من قارىء ومستمع يسهم في انقاذ العراق من مستقبله الغامض الخطير.