9 أبريل، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

الكلام هراء والصمت رداء!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

محنة بعض المجتمعات المغلوبة على أمرها , والمُستلبة إرادتها وسيادتها , أن كلامها لا يجدي نفعا , فلا يؤثر ولا يغير , والصمت دريئتها من الأخطار والتداعيات المريرة , لأنها مجتمعات بلا قانون , وتديرها العصابات المسلحة ذات المسميات المتنوعة.
وفي مأزقها وجدت آليات للتعبير عما فيها , فتحول كلامها إلى تندّر وإستهزاء بالواقع وما يدور فيه من سلوكيات مضطربة ذات فساد عارم.
والمشكلة أن الجرح لا يؤلم الأموات , فهي أمام كراسي يتوطنها ذوو الضمائر الميتة , والنفوس الشرهة الساعية للفبض على ما تصل إليه أياديها الآثمة.
ومن الواضح أن منظمات الفساد فيها تديرها قوى قابضة على مصير البلاد والعباد , ولا يعنيها المواطن فهو غنيمتها ومن حقها التصرف به كبضاعة.
وتجد فيها تهريب الأموال للبنوك الخارجية , وصرف الرواتب الخيالية للذين يعيشون في بلدان أجنبية , كأسلوب لسرقة ثروات البلاد وإفقار العباد.
واقعها يغطس في الهرائيات ويتمتع بالويلات والتداعيات , والجاثمون على صدور الناس في جنان الدنيا المسوّرة المحفوفة بالحراسات , وفيها من أنواع الطيبات , فدع الشعب يضرس ويموت كمدا , ويتهاوى في كهوف الويلات.
وعندما تمتلك أوطانها الثروات فأن مصيرها تصادره الأطماع والمشاريع الإستحواذية , للقوى التي تعين موظفيها ليديروا شركات النهب والسلب , والقبض على الشعب بحرمانه من أبسط الحاجات.
فكم من مجتمعات الأمة تحت وطأة الجور والإستلاب الديمقراطي الفتاك؟
وكم منها تعضلت مشاكلها وتطورت لإدامة نزيفها , وتجفيف عروقها؟
إنها محنة كبيرة تقاسيها المجتمعات التي فقدت القيادات الوطنية , الغيورة على وجودها وكينونتها الحضارية والإنسانية.
وتجدها فرائس طازجة على موائد الوحوش الشرهة.
فهل لها أن تنجب فائدا وطنيا غيورا يؤمن بوطن عزيز؟!!
د-صادق السامرائي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب