انتقل حمى الصراع الرياضي بين العملاقين مسي نجم نادي برشلونة و رونالدو نجم نادي ريال مدريد الى العراق بين سياسييه والشعب لكن هذه المرة يختلف الكلاسيكو العراقي عن الكلاسيكو الاسباني العالمي لان الثاني يحمل بين جنباته الشرف الرياضي والتنافس النبيل على ارض الملعب والذي يحضر لمشاهدته الالاف والملايين تترقبه على شاشات التلفاز بنقل حي ومباشر يبعث الى المتعة والجمال والفن الكروي الراقي وللمتابع الجيد تظهر اللمحات والامكانيات العالية للاعبين في مداعبة الكرة بأحساس عالي وبأحترافية وهنا تجد بصمة الكادر التدريبي في وضع الخطط الهجزمية والفاعية وهجمات الارتداد السريع ..اما الثاني فهو كلاسيكو مقزز ابطاله طوال عقود اولئك السياسيين وان تغيرت الوجوه والايدلوجيات لكنهم يضمرون الشر والعداء للشعب تجويع .. سجون .. تكميم للافواه .. تجهيل.. قتل .. سرقة ثرواته وبأساليب شتى اما لترسيخ مفاهيم وافكار اعتقد اصحابها ومعتنقيها هي السبيل الوحيد للنمو والاستقرار وان كانت على جماجم الاخرين او المتاجرة بالدين وتسفيهه واختزاله بالشعوذة والترهات لقيادة شعب جاهل ساذج يؤمن بعبوديتهم ومن ثم عبادتهم وتوثينهم ومن اجل تحقيق ذلك لابد من انهار دم تعمد حكمهم وبطشهم وكل مرة يعاد انتاجهم وتدويرهم من باقي النفايات السياسية وتشم روائحهم النتنة وتشاهد وجوههم الصفراء على المسرح السياسي وكأنهم ولدوا من اصلاب داركولا لاحياة ولاظل ….و الطرف الثاني في اللعبة الشعب هو نفس الشعب يصنع الطغاة ويصفق لهم وللاسف يرتضي لنفسه دائما التبعية للاقلية ويظهر مدى عجزه في اصلاح البنية الاقتصادية عندما يوكل مقدراته ومستقبله لاول شخص يقابله يوعده بالخلاص لم يكن يوما حازما موحدا في نيل حقوقه او على الاقل الدفاع عنها كان ينتظر المخلص سواء بالانقلاب العسكري او باحتلال جديد وهذه الطامة الكبرى ..في القرن 21 زمن العلوم والتكنلوجيا وسهولة الوصول الى المعلومة وفي متناول اليد شبكة التواصل الاجتماعي بأنواعها وفضائيات تتزاحم وتتسابق بنقل الحدث في اللحظة والتو ولازلنا نعيش في قرون غابرة من الجهل والانبطاح وعقولنا لازالت طرية تتقبل الغث وتطوره الى ان يصبح مادة اساسية في حياتنا نرى الظلم والظالم بأم اعيننا ونشكك في ظلمهم ونعدهم من اولياء الصالحين.. فسدوا وسرقوا ثرواتنا ونحن نبحث بين النفايات عن عذرا لهم ..كلاسيكو عجيب غريب مليء بالاثارة والبؤس والذل والخنوع والقبول بالخسارة وبعدد كبير من الاهداف هذا ما يسعدنا ..هل الخلل في النخبة (( المدرب)) التي لم تبذل الجهد الكافي في الاعداد وعدم جاهزية الشعب بدنيا وفكريا ام الخلل في الادارة الدينية والدنيوية التي تنحت جانبا ولم تتدخل بشكل فاعل في اعادة التوازن الحقيقي ام الخلل في اللاعبين (( الشعب)) الذي تعود على التغني بالخسائر والفوز عنده بطعم الحنظل ..لابد من اعادة التقييم وقراءة جيدة وجديدة للتأريخ مع جهد ثقافي توعوي والوقوف على المسببات وتشخيصها وايجاد الحلول الناجعة نفسيا وتأريخيا للعودة الى جادة الانتصارات ورفض الظلم والظالمين وعسى لابنا ان يمنحنا ميسي عراقي او رونالدو عراقي يعيد الامور الى نصابها الصحيح ..