18 ديسمبر، 2024 11:04 م

الكفيشي وأسرار الحزب الشيوعي !!

الكفيشي وأسرار الحزب الشيوعي !!

كانت أم كلثوم التي مرّت قبل يومين ذكرى رحيلها، تطلّ على أمة العرب كل ليلة خميس بصوتها الذي أثبتت من خلاله. أنها علامة من علامات الزمن العربي الجميل، فاستبدلناه اليوم بعصر الساسة ” المتقين “، الذين يكرهون الفرح، ويحاربون كل أساليب المرح، وهم أيضاً لايحترمون حرية المجتمع، كانت لأم كلثوم إمبراطويتها الخاصة، ومواطنون لا يعرفون أين هم وأين ستضعهم صاحبة الأطلال، في الحب الذي ينتظرونه أم في الحب الذي مرّ سريعا ” بين ماضٍ من الزمان وآتِ “، يتحول الزمن لنصبح رهينة لخطب داعية حزب الدعوة عامر الكفيشي، الذي عندما نسمعه لانعرف الى أين سيذهب العراق. لكننا جميعاً نعرف من أوصل العراق الى هذه الحال. أوصلته الأحزاب ” المؤمنة ” التي تعتقد إن العراقيين بلا ذاكرة، فعندما يقول الكفيشي في خطبته الأخيرة إن قلة الخدمات وعدم إنجاز مشاريع الماء والكهرباء والسكن، كلها مسؤولة عنها اميركا، لابد ان نسأله كيف يامولانا؟فيجيب الشيخ الكفيشي وهو ” يتلمظ “: لأنها ساندت الشيوعيين الكفرة، ولكي يضفي نوعاً من التوابل لخطبته العصماء عن التقوى ومخافة الله، فلا يهم أن يروي حكايات مضحكة من نوعية:” ان الحاكم المدني بريمر أستمع لنصيحة البريطانيين وجاء بأحد الشيوعيين ليصبح عضواً في مجلس الحكم” ولأن الكفيشي جاهل حتى بتاريخ بلاده، يقول لمشاهديه بأن الاميركان تفاوضوا مع عزيز الحاج للقبول بالمنصب باعتباره رئيسا للحزب الشيوعي العراقي، ثم يواصل بث الأكاذيب والضحك على عقول البسطاء بقصص من عينة أن البريطانيين كانوا يدعمون الحزب الشيوعي منذ الاربعينيات، تخيّل سياسي لايعرف أن بريطانيا ومعها اميركا كانت وراء انقلاب 8 شباط الذي راح ضحيته عبد الكريم قاسم ومعه قادة الحزب الشيوعي.
عندما يحاول رجل دين أن يضحك على الناس ويُصر على أن من سرق العراق خلال الاربعة عشر عاماً الماضية هم العلمانيون والمدنيون، فإنه بالتأكيد يعاني من عطب في ذاكرته، لكي يتوهم أن الحكومات التي تشكلت منذ عام 2005 والى الآن تابعة للحزب الشيوعي، وإن نوري المالكي الذي اهدر أكثر من ستمئة مليار دولار، كان سكرتيراً للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وإن إبراهيم الجعفري، كان ومايزال يتولى منصب تروتسكي الحزب الشيوعي، وإن فلاح السوداني لايزال عضواً في الأممية العالمية فرع العراق، وان عديلة حمود عضواً دائماً في سكرتارية إتحاد النساء العالمي .