هو تعطيل الإنسان لعقله , وإحلال عقل شخص آخر محله , وذلك بتقليده وإتباعه بعمياوية مطلقة.
و”يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”
لماذا أعد للخلق يوم حساب؟
وكيف يكون الحساب إذا لم يكن المُحاسَب مسؤولا؟
ولكي تقع المسؤولية عليه , يستوجب وجود العقل الذي يقرر له ما يقوم به.
فهل يصح في الأفهام أن الحساب لمن لا عقل له؟
حتى في القوانين الوضعية , لا يُحاسب المتخلف عقليا , أو الذي في عقله لوثة تفقدة قابلية التقدير السليم.
فلماذا يسعى تجار الدين لإلغاء عقول الناس , وإحلال عقولهم في رؤوسهم , وإستعبادهم بذريعة المعرفة بالدين , وأنهم من الجاهلين الذين عليهم أن يتبعوا ويسمعوا ويطيعوا , وإلا فأنهم من الكافرين.
إنها لعبة إستعمارية خفية إنطلت على الأجيال وبلغت ذروتها بعد الحرب العالمية الأولى , التي تمخض عنها العديد من المشاريع التدميرية لوجود أمة الدين القويم , وفي مقدمتها الأحزاب والرموز المؤدينة , التي تم تسويقها وتمويلها , لتقود مسيرة الضياع والتمزق والإنحطاط الشامل في ديار المسلمين.
فصار الدين سبة , وتهمة , وجريمة , وتحقق إقرانه بأقبح الأحداث والتفاعلات القائمة في الدنيا , وأصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام المعاصرة , القادرة على تصنيع الآراء والمواقف , فأضحى المسلم منبوذا ومتهما حتى يثبت براءته.
وبموجب آليات تعطيل العقل , وتخريبه , وحشوه بما يساهم بفناء المجتمع , صار من الضروري تأمين التبعية والخنوع لأطراف متنوعة , ليتجسد التمزق والإحتراب , بين أبناء الوطن الواحد.
وتجدنا نعيش ذروة التشظي المجتمعي المعزز بقدرات ذاتية مدعومة من قوى أجنبية لها مطامع واسعة في بلاد العرب أوطاني.
فهل لأبصارنا أن لا تزيغ؟!!