18 ديسمبر، 2024 6:17 م

الكريسماس بين جذوره الوثنية.. ومفهومه في المسيحية.. ونتاجه في العولمة

الكريسماس بين جذوره الوثنية.. ومفهومه في المسيحية.. ونتاجه في العولمة

القسم الأول
المقدمة
ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) أو تجسده حسب العقائد المسيحية، يحتفل به في ثلاث مناسبات هي: عيد الميلاد تذكار الميلاد الجسدي، وعيد رأس السنة وهو عيد الميلاد حسب الشرع اليهودي وأساس التقويم الميلادي، وذكرى ختان المسيح؛ وعيد الغطاس وهو الميلاد الروحي.
يحتفل الكاثوليك في 25 ديسمبر/ كانون الاول من كل عام بعيد الميلاد المجيد (الكريسماس) بينما يحتفل به الأرثوذكس في السابع من يناير/ كانون الثاني.
فما هوالسبب في الإختلاف بين مسيحيي الغرب والشرق في تاريخ الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث تحتفل به الكنائس الغربية في 25 ديسمبر/ كانون الاول من كل عام، بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.
البابا غريغوريوس الثالث عشر(1572 – 1585م) معروف في إصلاح التقويم واصدار التقويم الغريغوري بمعونة من الكاهن الفلكي (كريستوفر كلافيوس)، ومن الأسباب الموجبة للإصلاح هو ان متوسط طول السنة في التقويم الجولياني – اليولياني الذي كان متبعًا لحينه، أطول نسبيًا من السنة الفلكية، بحيث كان تاريخ الاعتدال الربيعي، أي اليوم الذي يتساوي فيه الليل والنهار، يقع في 10 مارس/ أذار بدلًا من مارس/ آذار21 أذار.
وكان ذلك بعد تصحيحه من قبل ملاحظات كلافيوس ويوهانز كيبلر، وتم تغيير الجدول الزمني عندما قال البابا غريغوري الثالث عشر أن اليوم التالي لـ 4 تشرين الأول عام 1582م سيكون 15 تشرين الأول عام 1582م، واصدرت البابوية أمراً ل (بين غافيسيماس) من أجل اصدار الجدول الزمني الجديد في 24 فبراير 1582م. وفي 15 تشرين الأول عام1582، حل هذا الجدول الزمني محل تقويم جوليان، الذي يستخدم منذ عام 45 قبل الميلاد، وأصبح استخدامه عالمي اليوم، ولشهرة الجدول الزمني الذي وضعه البابا كريكوريوس الثالث عشر، فقد سمي هذا الجدول الزمني بالكريكوري.
في البداية كان جميع المسيحيون يحتفلون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/ كانون الاول، إلا أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة حيث تستخدم الكنائس الغربية التقويم الكريكوريGregorian Calendar نسبة الى البابا كريكور، بينما تستخدم الكنائس الشرقية التقويم اليولياني Julian calendar والآن يوجد إختلاف 13 يوم بين التقويمين وهو الفرق الذي نجده بين التاريخين 12/25 و 7/1 وهو إختلاف ناتج عن خطأ في عدد السنين الكبيسة في التقويم اليولياني الذي كانت تستخدمه كل الكنائس قبل إعتماد الكنيسة الغربية للتقويم الكريكوري عام 1582م والذي صحح خطأ التقويم الجولياني، ولم تعتمد الكنائس الشرقية التقويم الكريكوري وإستمرت في إستخدام التقويم اليولياني الأقدم وذلك بسبب الصراع بين الطوائف المسيحية الغربية والشرقية.
الكريسماس بالإنجليزية Christmas) ) وكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب للمسيح، والمقطع الثانى هو mas وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد) مثل (رمسيس) معناها (ابن) وأصلها “(رع) أو (را) – مسيس”، وجاءت هذه التسمية بسبب التأثير الدينى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القرون الأولى. بحسب موقع “الأنبا تكلا”.
أما بابا نويل أو “سانتا كلوز” Santa Claus فهو شخصية خيالية ترتبط بعيد الميلاد توجد عند المسيحيين، معروفة غالباً بأنها رجل عجوز سعيد دائما وسمين جداً وضحوك يرتدي ستره يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام …
هل حصلت علي هدية من بابا نويل؟، وهل تمنيت الحصول علي هدية منه في يوم من الأيام؟ هل تشعر بالسعادة عندما تري شخص يرتدي ملابسه او تشاهد فيلمًا من أفلامه؟ هل لبست القبعة الحمراء الخاصة به من قبل؟ إذا كانت إجابتك نعم فأنت من ضحايا تزوير التاريخ، فالشئ الذي لا يعرفه الكثير منا أن الرجل الضحوك السمين الذي يقضي حياته مسافراً لإسعاد الأطفال في مختلف أرجاء الأرض ماهو إلا شخص مسيحي مستنسخ عن الإله النورماندي الاسكندنافي (أودين).
بابا نويل بالفرنسية “أبو الأعياد” وهو اللقب الذي أطلق على نيكولاس أسقف مدينة (ميرا) والذي أطلقت عليه الكنيسة بعد ذلك لقب قديس “سانت نيكولاس” أو “سانتا كلوز” فهذا الرجل كان من أحد الأساقفة الداعمين لبدعة تأليه المسيح والقول بأنه إلٰه ابن إلٰه وشارك في المجمع المسكوني الاول الذي عقد في مدينة نيقية (= أزنيك التركية الحالية) عام 325 م وهذا الشخص نفسه قام في ذلك المجمع بالاعتداء علي القسيس (آريوس) الذي نادي بالتوحيد وحصل علي تأييد من كل مسيحي العالم، فقام بضربه بطريقةٍ وحشيةٍ أثناء عرض أدلته بأن اللَّٰه واحد والمسيح ليس ابن الله وبدلًا من المناقشة المتحضرة تهجم بكل سفالة على آريوس، الأمر الذي دفع الحاضرين لطرده من المجمع وتم سجنه بعد ذلك، قبل أن يخرج مجددًا ويمارس إرهابه تجاه المسيحين الموحدين ويدمر الكنائس الموحدة في المناطق التي كان هو أُسقفاً عليها ويقتل ويعذب كل الموحدين.
وبالطبع تم إخفاء تلك الحقائق عن المسيحيين فقررت الكنيسة لاحقًا ابتكار صورة مزورة عن قديسها المزيف لخداع المسيحين منذ نعومة أظافرهم علىٰ حب هذا الشخص الذي حرَّف دين المسيح الأصلي، فقامت الكنيسة بسرقة شخصيةٍ أسطورية موجودة في التراث الإسكندنافي لـ إلهٍ زحل الوثنيٍ يتمثل في رجل أبيض اللحية يسمي “أودين” كان يطير حسب الأسطورةٍ بمركبة في الشتاء ويوزع الهدايا يوم 25 ديسمبر / كانون الأول من كل عام، فسرقت الكنيسة من “أودين” كل شيءٍ من عربته الطائرة وهداياه حتي طريقة طيرانه ولحيته البيضاء ولزقوها بقديسهم المزعوم نيكولاس الذي كان في حقيقة الأمر يقتل ويعذب كل الموحدين.
أولاً: الحقبة الوثنية
البانثيون الإسكندنافي أو مجمع الالهة، أسكارد هو موطن الآلهة، وهو المكان الذي يمكن للمرء أن يجد فيه الاله (أودين) الإله الأعلى منهم جميعاً، أودين (المعروف أيضًا باسم Wodan هو الإله الرئيسي في الأساطير الإسكندنافية، يوصف بأنه حكيم للغاية، رجل عجوز أعور، يتمتع (أودين) إلى حد بعيد بأكثر الخصائص تنوعًا لأي من الآلهة، وهو ليس فقط الإله الذي يجب استدعاؤه عند الاستعداد للحرب، ولكنه أيضًا إله الشعر، والموتى، والسحر. ويرتبط الاله (أودين) مع جده الجرماني فودن أو ودان، وهو إله الملوك ومعلم الأبطال الصغار، الذين غالباً ما يقدم لهم هدايا سحرية .بالإضافة إلى كونه ملكاً لنفسه، فإن أودين هو شخص متجول، وكثيراً ما كان يجوب العالم متنكراً. واحدة من مظاهره المفضلة هي أن الرجل العجوز ذو العين الواحدة، في نورس إيداس ، يبدو الرجل ذو العين الواحدة بانتظام كمحضر للحكمة والمعرفة للأبطال.
ويرافق عادة مع مجموعة من الذئاب والغربان، وركوب الخيل على الحصان السحري ثمانية أرجل يدعى سليبنير (هو المهر السحري الذي عاد به لوكي بعد أن تخفى على هيئة إنثى حصان لإغواء سفادلفاري حصان هيرمثرس)، أصبح سلبينير الجواد الخاص بأودين وله القدرة على المسير على الماء والهواء، ويرتبط أودين بمفهوم الصيد البري، ويقود مجموعة مضطربة من المحاربين الذين سقطوا في السماء.
وعلى أية حال فأُودين إله تبجله الشعوب الجرمانية في شمال أوروبا في وقت مبكر من القرن الثاني قبل الميلاد، ويتم الاحتفال به خلال- عيد الميلاد Yule، وهو عطلة وثنية أقيمت في منتصف الشتاء، وبهذه الطريقة هل يعتمد عيد الميلاد على الإله أودين؟: تؤكد الفلكلورية (مارجريت بيكر) أن: ” ظهور بابا نويل أو الأب عيد الميلاد، الذي يوافق 25 ديسمبر/ كانون الاول، يدين بالكثير لأودين، الجيفتبرغر الشمالي القديم ذو الرأس الأزرق، المغطى بالعباءة، ذو اللحية البيضاء، الذي ركب سماء منتصف الشتاء على حصانه ذو الثمانية أقدام، سليبنير، يزور شعبه بالهدايا”.
بالنظر إلى هذا، هل كان أودين إنسانًا؟، فضلاً عن ذلك، ما هي تقاليد- عيد الميلاد Yule؟، وفيما يلي بعض الطرق المعتادة للاحتفال بالانقلاب الشمسي ، وجدير يالملاحظة أن غالبية طقوسها تشبه تقاليد عيد الميلاد:
بناء مذبح عيد الميلاد.
اصنع إكليل عيد الميلاد الخضرة.
نسخ سجل Yule. ….
تزيين شجرة عيد الميلاد.
تبادل الهدايا المستندة إلى الطبيعة.
رد الجميل إلى الطبيعة.
الاحتفال في ضوء الشموع.
وكان الوثنيون سكان أوروبا الشمالية القدماء يسمون اليوم المقدس أيضًا Yule to و يحتفلون بميلاد العام الشمسي الجديد، وفقًا لـ Circle Sanctuary ، وهي مجموعة وثنية بارزة في أمريكا، يتوجه العشرات من الوثنيين والكهنة إلى موقع ستونهنج الشهير في إنكلترا للإشادة بالشمس أثناء الانقلاب الشمسي.
بينما البعض يرجع بداية فكرة “شجرة عيد الميلاد” إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التى تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
وخلال فصل الشتاء، يضع الأطفال حذاءهم بالقرب من المدخنة، من خلال ملأها بالجزر أو القش كهدية لسليبنير، لأنه عندما طار الإله (أودين) الاسكندنافي كافأ الصغار بترك الهدايا في أحذيتهم، وفي العديد من البلدان الجرمانية، نجد هذه الممارسة على الرغم من اعتماد المسيحية، ونتيجة لذلك أصبح تقديم الهدايا مرتبطًا بسانت نيكولاس – في هذه الأيام فقط يتم تعليق الجورب بدلاً من ترك الأحذية بالقرب من المدخنة!.
الأصول الوثنية للكريسماس
ومن جانب آخر فقد أجاب القس الإنجيلي (بات روبرتسون) المرشح السابق للرئاسة الامريكية على أسئلة قدمت له في برنامج تلفزيوني حافل، وأكد فيها أن أصول الكريسماس وجميع مستلزماته من الاشجار وتبادل الهدايا والشموع والتماثيل وغيرها وثنية.
في رد على سؤال من قبل أحدهم، يجيب حسنا: أخبرهم لدينا أصدقاء لا يحتفلون بعيد الكريسماس ويقولون إن ال 25 من ديسمبر/ كانون الاول يعتبر عيدا وثنياً، أنا اتفق أن المسيح قد لا يكون ولد في ال25 من ديسمبر/ كانون الاول، لكنه ولد كما وصف في الكتاب المقدس، فكيف أرد عليهم، أخبرهم بأنهم على حق.
واستطرد قائلاً:” تعلمين يوم الانقلاب الشتوي الذي سيحل بعد يومين (من المقابلة) كان أقصر أيام العام، والوثنيون كان لديهم ما يسمى ساترنيليا (عيد ساتورن في الأساطير الرومانية كانت تُقام احتفالات سنوية قديمة للإله ساتورن إله الحصاد، وكانت الاحتفالات تبدأ في يوم 17 ديسمبر/ كانون الاول وتستمر يومين، ولكنها أصبحت تمتد إلى أسبوع فيما بعد، وربما نشأت أصلاً عن كلمات شكر كانت تُرَدَّد في الاحتفال بذكرى الزراعة الشتوية. وبمرور السنوات فقدت أهميتها الزراعية وأصبحت مناسبة للاحتفالات العامة، حتى أن العبيد كانوا يُمنحون حرية مؤقتة ليفعلوا ما يحلو لهم في فترة العيد، وكانت تقام في عيد الإله زحل – ساتورن الولائم والزِّيارات، وتُمنح الهدايا والعطايا. ومن الهدايا المعروفة في هذه المناسبة الشموع وتماثيل الطين الصغيرة)، وكان هذا العيد وقت انعدام القانون لأن كل القوانين كانت تعطل وكان المغنون يطوفون الشوارع عراة يغنون وكانت هناك حفلات للجنس الجماعي، كانت فوضى عارمة”.
ووأضاف بقوله:”عندما ظهرت الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا لم يرغب الرومان وغيرهم في التخلي عن أعيادهم، لذلك قالوا حسناً سنحولها الى أعياد مسيحية! وكان هناك راهب بدأ باضافة الامور، إذا قرأت في انجيل لوقا ستجدين أنه تم عمل إحصاء عندما كان كيرينيوس(الحاكم الروماني على ولاية سوريا الرومانية)، حاكماً وقاموا باستنتاخ الزمن الصحيح بناءً على عهد هؤلاء القادة وتسلسلهم منذ تأسيس روما وذلك منذ بدء التاريخ وقد وصلوا الى تواريخ قريبة، لكن أن نقول أن ميلاد المسيح كان في ال 25 من ديسمبر، لأن الرعاة كانوا موجودين في الخارج في الحقول والطقس هناك يصبح بارداً في الليل، لا سيما في منتصف فصل الشتاء، لا أدري لقد كانت هناك في حقول الرعاة في عشية الكريسماس وكان الامر لطيفاً لكن الطقس بارد، ومهما يكن ما الذي يحدث، أعني أن موضوع أشجار الهدال.. وثني، أشجار الكريسماس .. وثنية، تبادل الهدايا.. وثنية، كل جزء من طقوس الكريسماس.. وثني، لقد حولناها جميعاً الى طقوس مسيحية وهذا جيد.. لقد أصبح لدينا وقت للاحتفال بالمسيح، لكن الحقيقة: أن هذه كلها طقوس وثنية”.
المذيعة: هذا بالنسبة للطقوس، المهم نية القلب، فكان جوابه:” لقد حولناها الى طقوس مسيحية”، نحن نحتفل باسم المسيح.. ونحتفل بميلاده، وهو أمر لطيف وأنا مسرور جداً وأحب الكريسماس، أخبرك بأفضل كريسماس قضيته في حياتي: كان في القدس لم نعمل أي من زينة الكريسماس أو أي من هذه الامور، في عشية عيد الميلاد وقفنا في حقول الرعاة وغنينا أغنية لمدينة بيت لحم وفي اليوم التالي أقمنا قداساً، وفي يوم الكريسماس عمَّدنا قرابة خمسين شخصاً في نهر الاردن، لقد كان عيد كريسماس رائعاً”.
حسناً شكراً لهذه الاسئلة وأرجو أن لا أكون قد صدمتكم أنا لا أحاول أن أكون مبجلاً هنا لكن هذه هي الحقيقة، وفي الاخير قال:”لكن طقوس عيد الميلاد.. وثنية، المذيعة لكن ذلك للاحتفال بالمسيح، فكان جوابه: لكنها طقوس وثنية حولناها.. لمسيحية.