كثيرا مانسمع الاحدايث والأقاويل عن الحب من أول نظرة , وهنا لانقتصر فيه عن الحب الذي ربما قد ينشأ بين الرجل والمراة وانما نقصد به جميع مايشمله الحب من معاني وعلى جميع الأصعدة, فحب الابن لأمه وابيه نوعا من تلك الانواع يضاف اليها حب الاخ لاخته واخيه وحب المعلم لطلابه او بالعكس والعديد من تلك الانواع التي نسير بها وصولا لأنبل واعظم انواع الحب المتمثل بحب الانسان الخالص لله ورسوله واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) .. فعادة مايلفت انتباهي لبعض الأشخاص الذين نجدهم قد حققوا في حياتهم العملية والعلمية مايعتقدونه انهم به استطاعوا تحقيق مبتغياتهم وصولا الى عناصر النجاح في هذه الحياة ..لكنهم قد تجدهم يخفقون مع الاسف بالتمييز بين اللون الابيض و اللون الاسود وربما حتى مع بقية الالوان ..حدثني احد الزملاء الاعلاميين عن حادثة وقعت مؤخرا مع احد اقربائه ممن استطاعوا الحصول على شهادة الدكتورا بعد جهد ليس بيسير , علاوة على ذلك فانه يمتلك الخبرة العملية في اختصاص ومجال عمله والذي يتعلق (بالنفط) هذا العنصر الحيوي المهم والذي يمثل في هذا اليوم عصب الحياة في بلاد مابين النهرين ..فيقول ذلك الزميل العزيز لقد اقدم ذلك الشخص المسكين !! على منافسة للعمل في احدى الشركات الكبرى من اجل كسب العمل فيها كونها قد اعلنت للراغبين للعمل فيها عن تخصيص رواتب عالية ومخصصات جيدة وامتيازات متنوعة من الصعب تواجدها في موقع عمل اخر .. وعلى الرغم من ان هذا الشخص يمتلك سيرة علمية وعملية تؤهله لكسب ذلك العمل بيسر وسهولة ان كانت تلك المؤسسة المعنية تبحث عن العنصر المثمر لها ..لكنه يعاني من حالة ليس له فيها أي ذنب على الاطلاق كونه يملك وجه لايوصف بانه من يملك القبول عند مشاهدته لاول وهلة ..والتي كانت السبب في رفضه في عدة مواقع عملية , فعادة مايكتب في شروط وبنود أي عمل او مشروع ما , ان يكون ذو شكل لائق او مقبول ..دفعني الفضول للقاء ذلك الرجل الذي ابدى عن استيائه لمايتعرض له من اخفاقات عملية خارجة عن سيطرته او لم تكن بيده او بختياره نتيجة شكل وجه الغير مرغوب من قبل البعض !!.. وحدثني صديق اخر يعمل بصفة معلم في مدرسة ابتدائية فيقول كنت مسؤولا عن توزيع الكتب بداية كل عام للطلبة ولكنني قد وقعت في خطأ معين وهو ان احد الطلبة كنت متقصدا بتسليمه كتب مستعملة وليست بنوعها الجديد ! فقلت له ولماذا ؟ فقال لالسبب غير اني لم ارى في وجه ذلك الطالب الصغير غير معالم الارتياح بالرغم من صغر سنه , حتى تبين لي فيما بعد انه من افضل الطلبة ذكاءا واستيعابا للدروس والمحاضرات التي جسدت بافضل الدرجات والعلامات الامتحانية ويضيف المعلم قائلا الا انني قد تعلمت من خطأي بعدم المثول امام المشاعر تجاه الحكم على شخص او حتى طفل .. لكنني حاولت تعويض ذلك الطالب في السنوات اللاحقة .. اما احد الزملاء الاعلاميين الامعين في سماء الاعلام العراقي هذا اليوم قال لي انني قد اهنت تقريبا من احدى اللجان ذات يوم والتي قد اختبرتني في اولى ايام حياتي حيث كان الاعتراض عليه كون شكلي غير مقبول او انهم صراحة لم ينتابهم شعور للحب او الا حب تجاهي ربما انتابهم شعور بالضجر مني في حينها , وماحصل حقيقة مع هذا الاعلامي حصل مع عدة نجوم منهم الفنان العراقي كاظم الساهر والفنان المصري احمد زكي … ان من الملاحظ ان هذه القضية ازلية ومنذ عصور قديمة حيث ينتاب معظم الناس شعور بعدم الراحة وحتى في بعض الاحيان تصل الى الضجر من اشخاص ووجوه ربما قد لاتحمل البشاعة او تكاد تكون وجوه مقبولة لكننا نتصرف معم
على ضوء تلك المشاعر الخاطئة التي تجول في صدورنا ولانعرف لماذا أتت لنا ولما رحلت منا.. فكثيرا مانسمع لشخص يتحدث عن شخص اخر فيقول (( هذا الشخص أني مارتاحله )) !! على الرغم من انه لم يرتكب خطأ ما ولم يخفق في شي معين ..ولكننا قد أصادرنا احكامنا استجابة لمنطلق المشاعر الهوائية التي تجول في أنفسنا , ان مسألة الكراهية من أول نظرة باتت حقيقة موجودة لاتستطيع المجتمعات العربية خصوصا على التخلص منها او حتى البوح بها لكنني ارى انها سوف تشاع في السنوات القادمة لتكون ظواهر خطيرة وربما حتى تتحول الى تقاليد وعادات مجتمعية ولأستبعد ذلك فكلما بعدت تلك المجتمعات عن روح الدين اقتربت من شبيهات تلك الظواهر بسرعة فائقة .. ان حكمنا على الشخصيات المتعددة بمنظور احادي المشاعر فقط هي من الاخطاء القاتلة التي تمر وتعصف بحياتنا دون شعورنا بها مع الاسف ! فسيدنا بلال الحبشي كان لايملك الشكل والمنظور الفئوي الدنيوي من قبل سادة قريش حينها لكنه بقي ذلك الرجل الشجاع النبيل الواعظ ليحل مكانة عظيمة في الدنيا والاخرة لم يستطع حينها اصحاب والوجوه الجميلة تحقيقها وهي منزلة ( مؤذن الرسول (ص)) لذلك ان أقر لكم ان هذه المسألة تاريخية وليست وليدة اليوم ..فعلى ارباب الاعمال والتجارة والمسؤولون الحكوميين ان ينتبهوا جيدا في اصدار الاحكام على اتباعهم نتيجة اخطاءا قد لاتوجد في تلك الشريحة وانما موجودة في انفسنا تعيش فينا لتجعلنا نفقد صفة التمييز و السيطرة احيانا عن الرؤية الواضحة بمنظور الحقيقة والواقع و ان نتعلم ان لانحكم على الناس من اشكالهم او ثيابهم وان تكون في داخل كل انسان عقل وقلب القاضي المنصف الذي يتعامل مع الناس بمنظور الحقائق والعدالة بالحكم على الاشخاص ..فكما يوجد حب من اول نظرة قد توجد كراهية من أول نظرة !!