18 ديسمبر، 2024 8:19 م

منذ ان حلت بنا جائحة كورونا ونحن نعاني من قلة الزيارات بيننا لاسباب تتعلق بالصحة العامة. لان هذا الوباء معدي وفتاك ومن باب الوقاية ارتأينا الجلوس في المنازل خوفاً من العدوى….
ولكن القلوب الطيبه والناس المحبين يتواصلون فيما بينها عن طريق المكالمة التلفونية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وقبل ان يأتي هذا الفايروس كانت العوائل والاصدقاء يتواصلون فيما بينهم بتوجيه الدعوه بينهم الى وليمة دسمة او تعليلة فكرية رائعة مع قوري الشاي وبعض انواع المعجنات والحلويات…
ومنذ ذلك الحين وصديقي واخي الشيخ العميد الركن علي حسين الايوب صاحب المضيف المعروف في ناحية القيارة يقوم بتوجيه الدعوه لي على وجبة غداء في مضيفه العامر.. اليوم استطعت ان ألبي هذه الدعوه لأحط الرحال
في ناحية القيارة عاصمة جنوب الموصل..القيارة التي ارتبط اسمها بالعز والجود والكرم وطيبة قلوب اهلها… قيارة البترول..قيارة الريف والمدينة…قيارة الادباء والاطباء والكتاب والعلماء والشعراء….قيارة اللحمة العشائرية…قيارة الاسواق والمصفى والشارع الحولي ومنزل الشيوخ.. قيارة الطابور والعجل والواوي واللهيب والسبعاويين والسادة المراسمة والبوطعمة والحسون….قيارة كل العشائر العربية الاصيلة ممزوجةً بالتقاليد وطيبة القلوب..
وبعد وصولي الى مضيف اخي العزيز الشيخ ابوابراهيم
كان في استقبالنا نخبة من الوجوه الطيبة المباركة تعلوهم الابتسامة وحسن الاستقبال..وان كلماتي لتقف عاجزةً امام مارأت من كرم وضيافة وماتم تقديمه من خيرات الرحمن بدسومتها ولذة مأكلها ترافقها المشروبات الغازية وكانت اللحوم البيضاء من الفسيفسات او مانسميها ديوك البصره لها حضور مميز في صياني كبيرة ممتلئة بالخيرات تحمل عنوان واحد(( هنا مضيف الطابور )) مادخله ضيف الا وخرج منه ممتناً ومملوءاً بالعادات العربية الاصيلة وقد كان معنا في هذا المضيف جمع مبارك من اهالي القيارة وعلى رأسهم الشيخ الجليل محمود العبيد الطابور ابو سعدالله ونخبة من المثقفين لوجلست معهم اشهر وسنين لما جزعت لقائهم لانهم يمتلكون المواهب المتعددة اضافة لشهاداتهم الاكاديمية لقد كان لقاء طيب ومميز تعجز عنه وصف الكلمات ورغم انها زيارة قصيرة من ناحية الوقت الا انها كبيرة في المعنى وصلة الارحام.. اننا نقدم كل شكرنا وتقديرنا لشيخنا الكريم صاحب الدعوى الشيخ علي حسين الايوب وكل اخوانه وابناءه الذين يسيرون على خطى والدهم واجدادهم العظام.. والذين تجد في وجوههم مشيخة المستقبل… وحسن الضيافه.. وشكري لكل الاخوة الحضور كلاً بأسمه ومقامه لما لمسته منهم من محبة القلوب وبسمة الوجوه واعتذر عن عدم ذكري للاسماء كونهم يسكنون القلب بصورهم قبل اسمائهم…
وهكذا هم الكرماء في منازلهم يدعون للخير دوماً ويجمعون الناس على الطيب ويأثرون باموالهم من اجل جمع محبيهم….