13 أبريل، 2024 12:59 م
Search
Close this search box.

الكرسنة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ويُقصد بها سياسة شراء الذمم بالمال العام بذرائع متنوعة.
ذات يوم قال لي أحد الأصدقاء وهو من المهنمين بالتأريخ وقد تخصص به فيما بعد ” أن الخليفة الفلاني قد وطد حكمه وأسس دولته بشراء الذمم”!!
لم أفهم ما يقصده في حينه لأني كنت في مرحلة عمرية مبكرة , وبعد أن دارت الأعوام بعقودها , نظرت إلى ما يدور في واقع الأمة , فوجدت شراء الذمم هي السياسة السائدة المؤثرة والفاعلة في مسيرة الأجيال.
وفي بعض المجتمعات النفطية الثرية المعاصرة , صارت عائدات النفط من أهم الوسائل التي بواسطتها يتحكم المتسلطون على الكراسي بالشعب.
فبعضهم يدفع رواتب خيالية لمن لا يستحقونها ولا يحتاجونها , ويستقطعون من رواتب الذين بأمس الحاجة إليها , وتمثل مكافأة جهدهم وعملهم المضني.
وبهذا يجعلون المجتمع ذئابا مذؤوبة تفترس قطعانا تبحث عن لقمة عيش.
وبعض الدول تسخر عائدات النفط لشراء ذمم أنظمة حكم وأحزاب وتؤلبها على غيرها , لتديم الصراعات وتؤمّن مصالح الآخرين الطامعين بالأمة.
وفي الحالتين , الخاسر شعب وأمة , والذين يحكمون أدوات لتمرير أجندات , وإن لم يفعلوا فسيحترقون في الكرسي , أي أن ما يقومون به لتأمين بقائهم في الحكم.
وفي مجتمعات أخرى هيمن فقه الغنيمة على الواقع , وأصبحت ثروات البلاد والعباد مشاعة ولا يجوز المساءلة عنها , لأنها من حق مَن تطالها يداه.
والعجيب في الأمر أن ما يسمى بالفساد يحسب غنيمة , والأموال المأخوذة تودع في مصارف الدنيا , ليتم إستثمارها لخدمة مواطني دولها , وياليتها تودع في مصارف البلد الذي تؤخذ منه , وتستثمر فيه.
وبموجب ذلك فأن أنظمة الحكم باقية ولن تتغير , ما دامت مصالح الآخرين آمنة , وتدر أرباحا متنامية بإضطراد متسارع.
وعندما نتساءل عن السبب , سيبدو واضحا أن تمويت الوطنية بمعانيها ومفرداتها العملية , هو العنصر الفعال في تحقيق المآرب المشؤومة , التي يخسر فيها الوطن والذين توهموا بأنهم الرابحون أو الغانمون , فلن يغنم من السياسات الساذجة غير أعداء الوطن والمواطنين!!
الذمة: العهد والأمان والكفالة .
عديم الذمة: لا ضمير له.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب