5 نوفمبر، 2024 6:41 ص
Search
Close this search box.

الكرد والخيار بين محور المقاومة أو اسرائيل وفق خطاب السيد حسن نصر الله

الكرد والخيار بين محور المقاومة أو اسرائيل وفق خطاب السيد حسن نصر الله

لقد اطل علينا سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله كعادته في العاشر من محرم من كل عام، والقى خطابا حاسما ووجهها الى جمهوره واسرائيل وامريكا والكرد وشعوب المنطقة. ما يهمني هنا كردستان وما ترتب عليه من الوضع الجديد بعد إجراء الاستفتاء بخصوص الاستقلال يوم 25 من شهر ايلول الماضي. كان واضحا في الخطاب الذي لم ارى السيد حسن قبلا بهذه الثقة طرحا مع لغة شديدة موجها الى الكرد. كنت اتمنى من سماحة السيد ان لا يدخل نفسه في مواجهة الكرد وتهديد هذا الشعب الكريم والذي سبق وان أشاد بهم في مرات كثيرة بصلابتهم وجسارتهم والوقوف بوجه الداعش الاجرامي. ولكن الظاهر لا حيلة له، لأنه جزء من هذه المعادلة الصعبة في منطقتنا، ولابد ان يؤدي دوره ونحن نحسن الظن به ونقول يقوم بواجبه الديني والسياسي في آن واحد كاحد قادة محور المقاومة مع سوريا وايران وروسيا ضد مشاريع التغيير الذي هب على المنطقة وبعضه خرج من رحمها.
لقد قال سماحة السيد حسن في خطابه بوضوح ان الاسرائيليين يعملون جاهدا لافشال الاتفاق النووي الايراني، وبالتالي لإشعال حرب اقليمية كبيرة اخرى تشمل كل المنطقة، بدءاً بسوريا ولبنان وغزة وبالطبع العراق وايران كما سنأتي وذلك لأن محور كل المعارك في المنطقة الان لابد ان ياخذ بالاعتبار ايران ومصالحها والشيعة في المنطقة وبما يسمى المقاومة؛ ومع اننا نقدر هذه المقاومة في لبنان ونتمنى له التوفيق في مشروعها، ولكن ادخال الكرد في هذه المعمعة من قبل السيد حسن حفظه الله يعتبرخطأ كبيراً! فاستعمال لغة التهديد والتصنيف كانت واضحة لديه خاصة ربط الكرد باسرائيل! وقال فليسمع الصهاينة جميعا (ان نتنياهو وحكومته وقيادته العسكرية لايملكون تقديرا صحيحا الى اين ستؤدي هذ الحرب اذا اشعلوها وما هي مساحتها وميادينها ومن سيشارك فيها ومن سيدخل اليها…) وهدد بقوله على اليهود ان يتركوا فلسطين المحتلة حالا لانهم لن يكون لديهم وقت ليغادروا حين يشعل الحرب ولا مكان آمن لهم في هذه الارض. فأما هذا الجزء فلا يهمني بشيء فحزب الله واسرائيل في صراع واضح، ولكن التهديد المباشر والواضح جدا من سماحة السيد بان الحرب اذا اشعلت فهم اي محور المقاومة مستعدون لها وسيشعلوها ليحرق الاخضر واليابس كما يقولون، وساحة التحالفات واضحة وفق هذا التصنيف اي ايران وسوريا وحزب الله والحشد الشعبي ومن على شاكلتهم من الميليشيات وحكومة العراق الشيعي ومؤسساتها العسكرية كلهم سيكونون في مواجهة اسرائيل وطبعا أمريكا واي دولة غربية متحالفة معهم ومن هم يضعونه بتصنيفهم مع هؤلاء ؛ والمؤسف هنا ان السيد حسن نصر الله وضع ابناء صلاح الدين الكردي المحررين للقدس وحامي حمى الاسلام طوال تاريخهم وضعهم في خانة اعداء محوره؛ لانه في رايه ان بنيامين نتيناهو يعتمد على التحالف الكردي ومتواطيء معهم في تقسيم المنطقة من خلال التأيد المعلن لإسرائيل لاستقلال كردستان طبعا السيد قال (انفصال كردستان)، وانا اخالف السيد ان الكرد ليسوا انفصاليين لانهم يعيشون على ارضهم ومن احتلهم طوال التاريخ هم حكومات العرب والفرس والترك، والكرد الان في صدد استقلال جزء من هذه الارض المحتلة. وليس مفروضا ان يكون الكرد في محور ايران وسوريا وشيعة العراق وعكسه ليس صحيحا انه في محور اسرائيل وامريكا، ما علاقتنا نحن بذلك فالكرد ليس له صديق لا في هذا المحور ولا ذاك وانما الكرد مع كل شعب حر منصف والظاهر هذا الصنف من الشعوب نوعية نادرة لذلك الكرد وحيدون في المنطقة.
بكل الاحوال تهديد السيد حسن نصر الله كان واضحا بقوله ان شعوب المنطقة ويقصد العرب والفرس والترك ستحكم على كردستان العراق بالشكل الحاسم؛ والحسم تعني الحرب ولا اعرف معنى اخر له. وإلا الحوار السياسي ليس فيها حسم وانما اخذ وعطاء، وقد حاول الكرد من خلال العراق الاتحادي طوال السنوات الماضية ودستورها الغير مطبق بتاتا بما يخص حقوق الشعب الكردي وطالبو بحقوقهم بالدستور ولكن لا آذان للساسة الشيعة فكلها مراوغة في مراوغة، وأدى بالكرد الى المضي نحو هذا الاستفتاء لعدم جدوى الكلام مع حلفاء السيد حسن نصر الله من امثال نوري المالكي والحشد الشعبي وساسة الشيعة وملاليهم.
فلو فرضنا سألنا السيد حسن نصر الله حفظه الله ما هو شكل الحسم الذي تريده بكلامك غير الحرب واراقة الدم الكردي، ولماذا تنكر اذا على حكومات البحرين والمملكة العربية السعودية واليمن حسمهم بعاصفة حزمهم على الشيعة في هذه البلدان الذين يطالبون بما يطالب به الكرد من حقوق، وتعتبر نهضة الشيعة هناك جهاد وصرخة سيدنا حسين بن علي عليهما افضل الصلاة والسلام، فالكيل بمكيالين غير جائز والمسألة ليست ابيض اسود! ان تكون معي او مع اسرائيل، والا لماذا نلوم امريكا ايضا عندما يطبقون سياسة كن معي او ضدي! وكان من المفروض على السيد حسن لا يدخل نفسه في ذلك اطال الله عمره. كما ان وضعه الكرد في خانة امريكا واسرائيل ليس الا ترنيمات وموشحات اعتدنا عليها من القومين والاسلاميين شيعة وسنة ولا يملون منها! ففي معرض كلامه للكرد بمحور مواجهة التقسيم قال؛ اذا كنتم بهذا التقسيم تراهنون على امريكا وتثقون بهم فانه سيحصل لأن التقسيم مشروع امريكي اي بالتالي الكرد مشروع امريكي؟! ولكن هل نسي ان على صدارة الواقفين ضد مشروع استقلال كردستان هم الامريكان انفسهم؛ بل أستعدوا علينا حليفهم العريق حيدر العبادي وبقية شرزمة ومرتزقة الشيعة من امثال المالكي واتباعه (ولقد قال لي احد قيادي السنة العراق بوضوح ان الامريكان قالوا لهم في لقاء ثنائي بان دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي رجلهم وحليفهم الموثوق في العراق! ويريدون ان يبقى في رئاسة الوزراء ويدعمونه بكل قوة ولا يريدون السنة يكونوا ضد حيدر العبادي!) فتصور يا سماحة السيد حسن؛ اذ ان عقوبات حيدر العبادي والمالكي وسليم الجبوري من نتاج هذا التحالف المشبوه بين السنة والشيعة وبامر امريكي. لذلك الموضوع ليس الا شماعة اسرائيل امريكا ولصق لوثاتهم بالكرد.
وقد لام سماحة السيد الكرد بقوله هل تلجأون الى من تآمر عليكم من قبل، بتوجيه الداعش اليكم ويقصد به الامريكان! لأن السيد موقن بان داعش من صنع امريكا واسرائيل وطبعا انا اتفق معه في هذه النقطة؛ ولكن السيد حسن حفظه الله يعرف ان في السياسية ليس هناك عدو وصديق دائمي والا كيف اتفق حيدر العبادي مع الامريكان ضد مصالح الشعب الكردي ولماذا هذا الشيعي ومعه كل ساسة الشيعة بما يسمى المقاومة كلهم مع الامريكان ومتوافقين معه، ولماذا لا يقفون ضد امريكا اليس عجيبا؛ وماذا عسى الكرد ان يفعلوا حتى وان وجه المتامرين الداعش عليهم لم يكن لديهم حيلة الا المقاومة، وهل الكرد لديه قوة لمحاسبة القوى المسؤولة الان بالطبع لا، وكيف تثبت ذلك للمجتمع الدولي ومن يسمعك، فاللعب قائم وماضي والشاطر من يكون محترفا ولا يقع من فوق الحبال! واقولها بصراحة مثلك يا سماحة السيد؛ ساسة الشيعة في العراق مارسوا دور الاراجوز ولعبوا فوق مئة حبل وما زالوا من اجل انتهازيتهم وجشعهم ومصالحهم الشخصية ومصلحة الامن القومي الايراني فما دخل الكرد بخراب انتم جلبتموها على العراق.
لذا دعوة السيد حسن للكرد الى الاعتماد على الاصدقاء الحقيقين وفي نظره طبعا هم ايران وحكومة العراق والحشد الشعبي حتى وان احتلف الكرد معهم في ملفات اخرى، نقول هذا ممكن ولكن وفق مطالبات الشعب الكردي لأنه قد ادلى برأيه بالاستقلال فاحترموا رأيه ان كنتم تؤمنون بوقفة الاحرار لسيدنا الشهيد حسين بن علي عليهما افصل الصلاة والسلام، والمرجع الشيعي اية الله سماحة السيستاني في العراق طالب بهذا الحوار ايضا وقد قبله المجلس السياسي الاعلى في كردستان الذي شكلت قبل يوم من الاحزاب الرئيسية الفاعلة على الساحة الكردية في كردستان ولكن لا تنسوا أعلن الشعب الكردي نتيجة استفتائه بالاستقلال من العراق واي حوار لابد ان يكون وفق هذا المبدأ الآن. انا ارى ان الرسائل الموجه من قبل السيد حسن نصر الله واضحة من ورائه؛ والرجل لا يتكلم هباءَ وهو يمثل احد اهم قادة المحور الذي ذكرنا وهم الان متوجهين ضد الكرد ومستعدين لمواجهة الكرد بالحرب، واتمنى ان لا يأتي يوم يوجه فيه السيد حسن نصر الله حفظه الله وكتائب حزب الله فوهة بنادقهم الى الشعب الكردي الجسورين الاشداء، ما هكذا يكون رد الجميل له. وخاصة ان الكرد دائما وقف بجانب الشعوب المقاومة في فلسطين ولبنان وكل بقاع العالم ووقف ضد الظلم والطغيان في العراق وغيرها من البلدان؟ حفظ الله الشعب الكردي في كل الأجزاء المقسمة الاربعة من العراق وايران وتركيا وسوريا، وسائر شعوب المنطقة من المؤامرات التي تطبخ في الغرف المظلمة والله ناصر المظلومين والكرد شعب مظلوم وليس ظالما كغيرهم وعاش الكردستان حرة مع جميع الشعوب الحرة في العالم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات