ما نقوله الجديد القديم بخصوص الحروب الوسخة التي اشعلت في منطقة الشرق الاوسط بدءا بسوريا واليمن وما حل بها من دمار، والى مناطق الكرد بسوريا الذي تم توجيه داعش والارهابين من النصرة وغيرهم اليهم من قبل تركيا وقوى دولية اخرى. ووصلنا اليوم الى الوضع والازمة الحالية التي تمر بها كردستان العراق بعد اعلان نتائج الاستفتاء بالاستقلال. ان القوى الكبرى الدولية والدولتين الاقليمية القوية ايران وتركيا كل واحد منهم يحاول ان يحافظ على مصالحه الاقتصادية وامن وسلامة مجتمعاتها، ولكن هذا لا يعطيهم الشرعية لكي يدخلوا شعوب اخرى في المنطقة في اتون حربهم القذرة، فانهم ببساطة نقلوا ساحة معركتهم على الطاقة الى دول الجوار بحروب بوكالة، وهم يعيشون في امن وسلام في دولهم. بالتاكيد ساسة ايران يعرفون ان حربهم هو من أجل البقاء او الفناء في النظام العالمي الجديد الذي اعلن منذ زمن والحروب كلها من اجل سواد عينها! وان كان طهران بدهائهم لحد الان استطاعوا ان يديروا معاركهم بحيث يكون لصالحهم، خاصة في حلفهم مع النظام السوري وروسيا في الحرب القائمة بسوريا وارجاع معظم المناطق هناك لسيطرة الدولة السورية وان كانت خرابا وعلى اشلاء الناس. كما انهم ايضا انتصروا بسحق السنة العرب في العراق والاستيلاء على جميع منطاقهم ومقدارتهم، وكل القوى الموجودين حاليا على الساحة السياسية العراقية مع كل التقدير والاحترام لهم ليسوا سوى دمى ادميت وجهوهم من كثرة اللكمات والضرب من قبل الشيعة، تماما كما يفعل الاطفال الصغار بدمياتهم بدون رحمة.
ان ايران لديه هلوساته لقدوم الامام المهدي وان كنا لا ننكر قدوم المهدي المنتظر عجل الله فرجه ولكن ليس على الطريقة الايرانية، وايضا لديهم رعب ان يصل الحرب والفوضى الى حدودهم وما كل هذه الحروب بالوكالة في العراق وسوريا الا لهذا السبب. ولكن امريكا والغرب الذي اعيش بينهم اكثر من ستة عشرة عاما وكما اعرفهم سوف لن يتركون ثأرهم، فهؤلاء ليس في قاموسهم كسر شوكة ولا يؤمنون الا بالقوة وفرض ارادتهم ولا يهم ماذا يخسرون من اجل ذلك ام ماذا يخسر مقابلهم من ارواح وخراب في الديار. وهم لن ينسوا بعد ما فعل الايران بهم في العراق وحتى مشاريعهم الاخرى في الشرق الاوسط. ولذلك توجهات امريكا الحالية واضحة انها قاب قوسين ان تلقن ايران الدرس النهائي وقد نضجت الساحة وما الخطاب الحماسي للسيد حسن نصر الله الاخير في العاشوراء بانه اذا بدا الحرب لن يتصور احد من سيدخل وكم سيكون مساحة ورقعة الحرب القادمة اذا اشعلت. وكما نرى سيوضع الحرس الثوري الايراني على قائمة الارهاب والاتفاق النووي في غرفة الانعاش في المقابل كعادة ايران لن تسكت ولذلك فهم شاطرين في خلق الحروب الاستباقية وما تهييج ايران وبغداد وتركيا على استفتاء استقلال كردستان العراق الا بهذا السبب ولكن ما ذنب الكرد ان كان لديه طموح ومشاريعه الخاصة بعيدا عن هؤلاء جميعا.
انه من قدر الكرد ان يعيشوا على ارض مليء بالنفط والغاز وهذا يعتبر نعمة وبلاء في ان واحد، فالنعمة نعرف انه ياتي منه خير وازدهار وعمران وتنمية كبيرة لكل من لديه هذا الكنز، ولكن النقمة وكما نرى باعيننا ان ليس هناك شعب في الشرق الاوسط ياكل منه ويتنعم به بسهولة بل ان نقمته اكثر من نعمته على كثير من الشعوب الايراني والعراقي كافضل مثال! كما ان تناطح القوى على انشاء الخطوط الجديدة ومدها عبر الدول مربكة ومتصادمة مع مصالح القوى الدولية والاقليمية بين بعضهم البعض. ان خط الغاز المقترح من قبل طهران ان يكون من ايران الى البصرة ثم كركوك ومن ثم الى حمص واخيرا مرفأ بانيس بسوريا، فالايرانيون وشيعة العراق يريدون نفط وغاز كركوك او على الاقل يكون لديهم حصة فيها! اذا لم يستيطعوا السيطرة عليها؟! وما يجري الان على الساحة العسكرية حوالي كركوك ترجمة لهذا الكلام ومن اجله اقترحوا توصيل خطا غازهم بكركوك ومن ثم الى سوريا. كما انه الاتفاقيات الموجودة والجديدة انه هناك خط سيبدأ العمل به من كركوك الى تركيا والى اوروبا وشركة روسنفت الروسية سبق الايرانين واصبح شريكا بعد عقد اتفاق مع حكومة اقليم كردستان وحتى قبل اجراء الاستفتاء وذلك لشراء النفط ومد انابيب الغاز من الاقليم الى تركيا واوروبا والصفة باكثر من مليار دولار!. ولكن اللافت في الموضوع ان هناك مقترح خط اخر من قطر الى البصرة والى كركوك ومن ثم الى تركيا ومرفأ جيهان فهل نفهم ان اردوغان الذي بني قواعده العسكرية في قطر ودخول الاف من جيشه اليها جزء من هذه الاتفاق بسبب خط الغاز وذهب الى ايران لكي يتفاهم على هذه الكعكة ربما؟! انظر الخريطة التالية
لذلك ولنفس الاسباب السباق بين قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي بسوريا بتحالف مع قوات امريكا للسيطرة على حقول النفط والغاز في شمال الشرق ومن جهة اخرى الجيش السوري الوطني وحلفائه الايرانين وحزب الله اللبناني والميلشيات الشيعية الاخرى على قدم وساق. فيا ترى هل يترك امريكا المنطقة لقمة سائغة لايران الملالي والشيعة انا لا اتصور ذلك ولن يكون. ولكن المشكلة تكمن ان الكرد بين نارين؛ نار (ايران والشيعة والحشد) في العراق وسوريا، ونار (امريكا ومصالح الغرب) ودولة تركيا الراكض وراء المتبقي من الكعكة ودس سمومه واحقاده العنصرية الشوفينية في الجسد الكردي بسوريا . فايران حاول وما يزال من خلال جناح في الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة زوجة الطالباني واحد ابنائه وابن اخ لطالباني لديهم مواقع سياسية وحكومية وتحت يدهم اموال الاتحاد الوطني الكردستاني ان يدخلوا الكرد في حلفهم ويضعوهم تحت سيطرتهم حلم لم يتحقق اي شيء منها لحد الان! ولكن كل القيادات الكردية الاخرى والشعب الكردي يقفون في الخندق الاخر وقرروا انهم لن يكونوا عصا بيد ايران والشيعة، كما انهم لا يريدون ان يكون عصا بيد الغرب وامريكا لكي يستعملوهم ضد ايران والشيعة في المنطقة. فعليه المعادلة الصعبة للكرد كيف يخرجوا انفسهم من بين المتناطحين بقرونهم الغليظة، اكيد يحتاجون الى ساسة محنكين ودهات لكي يحلوا هذه المعضلة، وانا اتصور الكرد وبمناطقهم ممكن ان يكونوا وسطاء بين المتناحرين، وعوامل ايجابية في المنطقة الملتهبة، ومناطق حيادية قدر ما استطاعوا؛ والا لا محال في حال نشوب اي حرب اقليمي اخر بين الجبهتين الغربية الليبرالية وحلفائها والايرانية الشيعية وحلفائها المقاومة للغرب، سيكون الكرد بحكم موقعهم ومنطقتهم الاستراتيجية في وسط لهيب الحرب وهذا ما لا نتمنى، وندعو الله ان يجنب الكرد وباقي شعوب المنطقة الحرب واراقة الدماء والدمار والمستعان بالله.