23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

الكرامة الكاردينالية تليق ببابل الكلدانية

الكرامة الكاردينالية تليق ببابل الكلدانية

نهنئ انفسنا ونتقدم بالتهاني والتبريكات لكنيستنا الكلدانية اكليريوسا ( بطريركا واساقفة واباء وشمامسة ورهبان وراهبات ) ، وشعباً خاصة ولجميع المسيحيين والشعب العراقي عامة على ترقية سيدي صاحب الغبطة الكريم الكاردينال مار روفائيل لويس الاول ساكو السامي الوقار بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ، الى الكرامة الكاردينالية حسب ماجاء باعلان صاحب القدسة المعظم البابا فرنسيس في صلاة التبشير يوم 20/ايار/2018 من ضمن اربعة عشرة اسما حيث تسلسل غبطته رقم 1 وهذا يعني ان غبطتة سوف يتلو الكلمة ، يوم التنصيب في حاضرة الفاتكان بروما في 29 حزيران في بازيليكا مار بطرس ، ليصبح اول بطريركا كلدانياً رسميا يرتقي الى مصاف الكرادلة ، بعد مثلث الرحمات الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى الذي نالها بصفة فخرية . (ابتهجي جدا يا ارض بابل واشور واهتف يابن الرافدين . هوذا اميرك ياتي الينا . وهو عادل ومنصور ووديع ) .
يعتبر مجمع الكرادلة ( المجمع المقدس ) ، هو الهيئة الجامعة لكافة الكرادلة الناخبين ، ويشكل أعلى هيئة استشارية في الكرسي الرسولي. ويشغل أعضاؤه أي الكرادلة ، مناصب إدارة مجامع الكوريا الرومانية ، أو رئاسة الأسقفيات الكبرى أو بطاركة . حسب القواعد الحديثة التي أقرها البابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني ، فيجب على أعضاء المجمع ألا يتجاوزوا عدد 120 كاردينالاً ناخبًا. لوظيفة الأهم لمجمع الكرادلة ، هي انتخاب البابا بواسطة المجمع المغلق ، في كل مرة يشغل بها الكرسي الرسولي ، وهو تقليد متوارث منذ 1179. ويعود للكرادلة الناخبون بواسطة المجمع إدارة الكنيسة بصفة جماعية خلال المرحلة الانتقالية. يعقد الكرادلة اجتماعًا سنويًا في عيد الميلاد مع البابا ، يلقي خلاله عليهم خطابًا عن حال الكنيسة في العالم كما يقتضي العرف والتقليد . يلتئم الكرادلة حكمًا برئاسة البابا ، إلا في حال كان المنصب شاغرًا فيتم الإلتئام برئاسة عميد المجمع ، وهو الأقدم في الكاردينالية بين الأعضاء. إلى جانب الاجتماع السنوي الدوري ، فمن حق البابا دعوة مجمع الكرادلة لعقد جلسات استثنائية “فوق العادة” خلال العام ، كما يعتبر المجمع بحكم المنعقد فور شغور منصب البابا . لمجمع الكرادلة ، بضع صلاحيات أخرى كالموافقة على تسمية قديسين أو إعلان أسماء الأساقفة والكرادلة الجدد . قلة من الأعضاء فقط تعيش في روما ، وغالبهم يكون من كرادلة الكوريا الرومانية . أغلب الكرادلة يقيمون في أبرشياتهم بوصفهم رؤساء أساقفة ، يقسمون حسب التقاليد القديمة ، إلى ثلاث مراتب أساقفة ، وقساوسة ، وشمامسة ، لكن البابا يوحنا الثالث والعشرون أصدر عام 1963 مرسومًا يقضي بأن كل من يسمى كاردينالاً، ولم يكن حائزًا على مرتبة الأسقفية ، يستوجب تسمية أسقف بمرسوم.
ليس من الغريب ان ينال غبطته هذه الدرجة الرفيعة ، كل انسان وهبه الله موهبة ، يستطيع من خلالها العمل وباتقان اما سيادته فهو يمتلك العديد من المواهب ومنها الروحية والمادية استطاع من خلالها الوصول الى مصاف المجمع المقدس ومن تلك المواهب فهو يجمع مابين قوة الايمان والعقيدة والعلم والثقافة والقيادة ، فهو مجاهد في احلك الظروف واقصد منذ استلامه السدة البطريكية وجائت بظروف استثنائية استطاع ان يوحد السينودس الكلداني وان يذلل العديد من المشاكل المتوارثة من اسلافه ويقوم بتجديد البيعة من خلال الطقوس والادارة كل ذلك بفترة قياسية ، حتى وقعت الطامة الكبرى بسقوط ثاني اكبر ابرشية كلدانية الا وهي الموصل وسهل نينوى على يد عصابات الدولة الاسلامية ( داعش ) ، وبحكمته وادارته وصبره استطاع ان يفعل مالم يستطيع ان تفعله الحكومة من احتواء للازمة من تحشيد كل الطاقات والامكانيات من اجل كرامة الانسان ، ناهيك عن القيام بتدويل الازمة وايصالها الى اكبر المحافل الدولية كالاتحاد الاوربي والامم المتحدة ومجلس الامن ، واليوم يعمل مجتهدا من اجل اعادة بناء واعمار المدن والقرى المدمرة من جراء الاعمال العسكرية في معارك التحرير، ويدعو دائما الى وحدة العراق ارضا وشعبا ،ويقف دائما بوجه الطائفية والانفصال والتقسيم ، من خلال مواقفه وخطاباته.
اما على صعيد العلم والثقافة فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علم آباء الكنيسة من المعهد الحبري الشرقي سنة ١٩٨٣. ومن ثم درس في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية وحصل على شهادة الماجستير في الفقه الإسلامي سنة ١٩٨٤. كما حصل لاحقاً على شهادة الدكتوراه في تاريخ العراق القديم من جامعة السوربون في باريس سنة ١٩٨٦ . وله كم كبير من المؤلفات والدراسات والبحوث وفي شتى المجالات . لذا يعتبر من الاساتذة الكبار من تاريخ الكنيسة المعاصرة . نال سيادته العديد من الجوائز والشهادات التقديرية والمناصب الفخرية الرفيعة خصوصا بمجال السلم الاهلي وحقوق الانسان والعيش المشترك وتحديدا عندما كان يشغل منصب راعي ابرشية كركوك لما تمتلك تلك المدينة من خصوصية التنوع العرقي والمذهبي والقومي ، حيث استطاع ان يكسب ثقة واحترام الجميع بفطنته وادارته السديدة لرعيته .
ان نيلكم هذه الكرامة والدرجة الرفيعة وساما كريما على صدورنا نحن ابناء كنيسة العراق وشرف كبير لجميع العراقيين من اقصاه الى اقصاه ان يحصل احد ابنائه المكافحين البررة ابن النهرين دجلة والفرات ابن ابراهيم واور الكلدانية وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا الجريح على هذه المكانة الرفيعة . هذا مايحملنا مسؤولية كبيرة ومضاعفة ان نلتف من حولكم من اجل خدمة شعبنا وكنيستنا في الوطن والمهجر والعمل على وحدتها وبنائها وديمومتها ، مبارك لكم ، مبارك لنا ، مبارك للعراق ، حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم وجعلكم ذخر لشعبكم ووطنكم .