23 ديسمبر، 2024 2:42 م

الكراسي وجنون التكرار؟!!

الكراسي وجنون التكرار؟!!

السلوك السياسي العربي يتميز بتكرار ذات الآليات والقرارات والخطوات , والمضي في طريق واحد لا طريق سواه.

إنهم يكررون ويتوهمون بأنهم يغيرون ويتعاملون مع عصرهم , ويتحركون وفقا لمتطلبات المكان ومقتضيات الزمان.

الكراسي العربية تعيد ذات الشيئ ألف مرة ومرة , ولا تمل وتتوقف وتفكر وتراجع , بل أنه جنون التكرار الذي أصابها منذ عشرات القرون , ولا تزال تدور في دوامته التي تسحق مجتمعاتها سحقا مروعا.

وفي القرن الحالي لم تأتِ الكراسي بشيئ جديد , لأن التكرار أفقدها قدرات الوعي والإبتكار.

فأنظمة الحكم العربية تكرر ذات الأساليب وتستخدم الوسائل بعينها , التي مضت عليها أنظمة حكم سابقة لها , وتتمنطق بنفس الشعارات والمنطلقات والتفسيرات والتبريرات والمؤامرات , وما تحررت من قبضة الويلات.

فلماذا تكرر الكراسي ما لا ينفع ولا يمت بصلة لشيئ قائم في الحاضر؟

هل لأنها فارغة أو مُفرغة؟

هل لأنها تتخبط وتسكر بخمر الأفكار المنسية؟

هل لأنها مُسخّرة لتحقيق تطلعات الآخرين؟

تساؤلات تبحث عن أجوبة , فلا توجد أنظمة حكم تكرر ذات السلوك ولا تتعلم من أخطائها وسوابقها , إلا أنظمة العرب (السياسية) , التي تكرر الأخطاء وتراكمها , وتغوص في وحل الآهات وتمعن بالغوص , ولا ترعوي وتستيقظ وتتنبه , بل أن التكرار إتخذ إتجاها خطيرا جدا , لأنه حوّل الوجود العربي بأكمله إلى مَثرمة , أو طاحونة إنتحارية تأكل الأجيال الوافدة المنوَّمة والمخدَّرة بحقن الأفكار الشنّاء , وهي السم الزعاف الذي يرميها على قارعة دروب الإنقراض والضياع والوعيد والخسران.

فإلى متى تبقى الكراسي تكرر؟

وإلى متى سيتواصل عطلها الفتاك الأليم؟

وهل ستتحرر من طاعون التكرار؟!