22 ديسمبر، 2024 6:11 م

بعض البلدان تحولت إلى غنيمة للكراسي المؤدينة , التي لا تعترف بوجود وطن ولا حدود , وترى أنها فازت بغنيمة وعليها أن تقتسمها وفقا لمعطيات رؤيتها , وما تعتقده وتتصوره وتخادع نفسها به , وتضلل الآخرين لإمتصاص رحيق وجودهم.
هذه الكراسي لا تعرف اللغة الوطنية , وحقوق المواطنين وقيمة الإنسان , وواجبها أن تسرط وحسب , ومَن يقف بينها وبين ما تسرطه يكون عدوا , ومضادا للقيم المؤديَنة والتقاليد النبيلة السامية , ولابد من إبادته والقضاء على ما يمت بصلة إليه , ولهذا إنطلقت مصطلحات تشير لذلك في بعضها.
إن مفهوم الغنيمة قديم ويتصل بالحروب والغزوات , التي كان الدافع الأساسي لها القضاء على الآخر , وإغتنام ما يعود إليه من المال والحلال والسبايا وغيرها.
ولم يتغير جوهر الفعل , لكن الأسلوب تبدل وفقا لمعطيات التعاصر والتطور , أما الطبع البشري فعلى منواله المرهون بالنفس الأمّارة بالسوء.
وما تمكن دين من تهذيب السلوك التوحشي عند البشر , بل أكثرها سوّغت مزيدا من الوحشية والإمعان بالقتل والتدمير , لأنها منحت الجريمة معاني سامية , وأضحت عند البعض من طقوس الدين.
فلا يصح الكلام عن المنافي لعقيدة الكراسي , وأن يكون لخدمة إرادة الخطايا والآثام , لأنها المشروع المربح والمسار المطلوب للتنكيل بالوطن والشعب.
ووفقا لذلك فنهب الأموال مشروع , وإيداعها في البنوك الأجنبية مطلوب , ومَن يريد البقاء في الحكم عليه أن ينهب وينهب ولا يتعب!!
فحيتان البنوك الأجنبية فاغرة الأفواه!!