بعض المجتمعات يولى عليها جهلتها بعد التأكد أن عواطفهم تقودهم وتعطل عقولهم.
كان الرئيس ماو مدمنا على القراءة وتحيطه الكتب , حتى آخر لحظات حياته , ويُقال أن الرئيس جمال عبد الناصر أضحكه عندما سأله النصيحة , وتلك الضحكة كانت تقول: أنت جاهل بتأريخ أمتك يا جمال!!
فالجالس على كرسي القيادة في مجتمعاتنا يتوهم المعرفة مهما كان ضحل الثقافة , ويرى أن القراءة لا تليق به , فعلى الآخرين أن يكتبوا عنه ويأخذوا منه فصل القول والخطاب.
إنه وهم يمليه الكرسي على الشخص المتورط فيه , , وبسبب ذلكتجد معظم قادتنا في عزلة عن روافد الحياة الفكرية والثقافية إلا القليل منهم , ومن الأسباب المهمة التي تمنع القراءة , الخوف الشديد من فقدان الكرسي , مما يدفع لتسخير الطاقات لتأمين البقاء , ومحاربة الأعداء الطامعين فيه.
ويُصاب أصحاب الكراسي بشك عظيم يتملكهم تماما , ويهيمن على قدراتهم العقلية والنفسية , فيشكون بأقرب الناس إليهم , ويمضون بالتعبير عن الشك الذي يستنزفهم , فلا يستطيعون الهدوء ومجالسة كتاب.
إنهم أصحاب قرار , وأسس القرار الخوف والشك والجهل , فهم يعرفون , وغيرهم من المهرطقين.
وهذا الحال يصبح قويا عندما تتأدين الكراسي , لأن أدعياء الدين يحسبون أنهم يعرفون , والذين حولهم من أجهل الجاهلين , فالتجهيل إستثمار مربح لهم.
فهل وجدتم مَن يقرأ؟
وهل رأيتم كتابا في غرفة مسؤول أو على مكتبه؟
فما يُكتب ويُنشر في نظرهم لا قيمة له ولا معنى , وصاحب القرار هو الأصوب والأعلم والأقوم والجميع أقزام.
فلماذا يقولون أصحاب الكراسي لا يقرأون؟!!