19 ديسمبر، 2024 1:42 ص

أي حركة في تأريخ البشرية تصل إلى رأس السلطة تبدأ عناصرها بالتصارع والتقاتل والتماحق , وفقا لقانون غابي فعال خلاصته ” وما إجتمعت بأذوادٍ فحول” , إنه قانون متوحش دامي , لا تنجو منه أية قوة مهما توهمت بأنها ذات عقيدة ومبادئ وقيم تضبط سلوكها.
وفي القرن العشرين , الثورات أكلت رجالها , وتفرّد بها شخص تأسد , وقضى على رفاق دربه بقسوة ووحشية.
لو أخذتم أي حركة , حزب أو مجموعة إستطاعت أن تقبض على السلطة , فلن تجدوا مَن لم تدخل في صراعات دامية , إمْحاقية الطباع والتوجهات.
ويبدو أنها آلية للقضاء على أية حركة غير مرغوب فيها وذلك بدفعها إلى السلطة , لينلهى قادتها بتصفية بعضهم البعض , والقضاء على شعاراتهم وطروحاتهم قبل الحكم.
وهي التي تدفع بالأحزاب والحركات المؤدينة للجلوس على كرسي السلطة , لتنكشف سلوكيا فينتهي وجودها ويتشوه الدين الذي تدّعيه.
ويبدو أن ما يجري في بعض المجتمعات , التي تسلمت مجموعات مؤدينة السلطة فيها , أن الذين في سدة الحكم , سيدخلون في متاهات التصفيات , ومن حولهم جماعاتهم سيتقاتلون , وبهذا يتحقق القضاء عليهم بأنفسهم , أي أن عناصر الهدف تقضي على الهدف.
فالتصارع على الكرسي من أخطر ما تواجهه المجتمعات , لأنها ستدفع إلى سدة الحكم بمَن في غاية القسوة والإستبداد , فالذي يقضي على أصحابه والذين كانوا معه , كيف سيكون تفاعله مع الشعب , إنه سيحسبهم أرقاما , ويرى أن سياسة الفتك بهم ستديم سلطته وتعزز وجوده.
وتلك سلوكيات متكررة في مسيرة البشرية , ولا تزال تمارسها بعض الشعوب الخارجة عن عصر السرعة والإبتكار الجديد.
فهل من إستفاقة وترسيخ لرؤية وطنية ذات قيمة حضارية؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات