الأنفلة تعني بلاد بلا شعب , ويحق لمن هب ودب أن يستحوذ على ثرواته , ويتصرف بها كما يشاء.
لو تم الإعتراف بوجود شعب , لأقرت حقوقه من ثروات بلاده , لا أن تتحول إلى ملك مشاع , وتكون من حصص الآخرين.
فالواضح فيما يجري أن البلاد خالية من مواطنيها , ويتوطنها الأغراب الذين تعلو حقوقهم وإمتيازاتهم على أبناء البلد المنهوب المسلوب الإرادة والمصير.
فكيف يصح في الأفهام ما يجري ويكون؟
حكومات ضد الشعب , ومنصّبة لتنفيذ أجندات الطامعين بالبلاد والعباد , وتمضي في مسيرة التدمير الذاتي والموضوعي , وفقا لمعتقدات وأضاليل وتصورات لا تمت إلى العصر بصلة.
وأضحى كل سلوك يرتدي لباس الدين , فالفاعل غير مسؤول لأنه ينفذ إرادة ربه الذي يتبع , وبموجب فتاوى تسوّغ المآثم والفساد , وتعز الفاسدين , وتبجل الخائنين , فالمعتقد أيا كان فوق كل شيئ , والوطن ضمير مستتر تقديره مجهول.
والحقيقة المريرة أن دول الأمة ومنذ الحرب العالمية الأولى محسوبة على أنها خالية من شعوبها , ولهذا تم تنصيب الذين ينفذون مشاريع الطامعين فيها , ولكل منهم دوره وجدوله الزمني وحينه الذي عليه أن يذوق وحشيته وقسوته المتميزة.
إنها لعبة التسخير والتوظيف والإستعمال القاضي بإنجاز مصلحة ما , ثم التخلص من الفاعلين الموكلين بالمهمة , وقد بدأت بالحسين بن علي شريف مكة , ولعبة الثورة العربية الكبرى , وتواصلت بفصولها المتنوعة , من أنظمة حكم وأحزاب وفئات , ومذهبيات وطائفيات , ولكل دوره ومهامه وأجله المحتوم.
فأين الشعب ودوره وقيمته وحقوقه في بلاد العُرب أوطاني؟!!